منوعات

أبرز ملامح نظام التعليم في الصين

يعد نظام التعليم في الصين من أرقى الأنظمة العالمية، التي ساهمت في جعل الصين تسبق معظم الدول بحوالي قرن من الزمان، كما تتخطى ميزانية التعليم في الصين 388 مليار يوان سنويًا، وبلغ عدد الطلاب أكثر من 200 مليون في جميع المراحل، ويدار هذا النظام من خلال الدولة.

ما هو نظام التعليم في الصين؟

نظام التعليم في الصين

نظام التعليم في الصين يعد إحدى الركائز الأساسية التي جعلت الصين من أكبر القوى الاقتصادية في العالم، حيث تفرض الدولة مرحلة التعليم الإلزامي ومدتها 9 سنوات متمثلة في المرحلة الابتدائية والمرحلة المتوسطة، بعد ذلك تبدأ المرحلة الثانوية والتي تستوعب نسبة 99% من إجمالي الملتحقين بالتعليم الإلزامي.

تبدأ المرحلة الابتدائية من سن 6 أو 7 سنوات حتى سن 12 عاما ويتم فيها دراسة اللغة الصينية والرياضيات والرسم والموسيقى والتربية البدنية والجغرافيا والتاريخ، بالإضافة إلى خبرات عملية يتم إكسابها للطلاب، وبجانب ذلك يتم أيضًا تدريس السياسة وحب الوطن والأخلاق وحب الشعب.

ويدرس الطلاب لغة أجنبية منذ الصف الثالث وغالبا تكون هي اللغة الإنجليزية، كما يتم تخصيص أكثر من 60% من الوقت الدراسي في تعليم اللغة الصينية والرياضيات باعتبارها أهم العلوم التي تساهم في نمو المجتمع.

المعلم والطالب داخل منظومة التعليم بالصين

نظام التعليم في الصين

يعتمد نظام التعليم في الصين على تنمية المشاركة بين المعلم والطالب وتنمية المشاعر الوجدانية لديهم، مما يجعل العملية التعليمية مشوقة لهم.

أولًا: المعلم

يعد أول معيار للمعلم الممتاز هو وجود المثل التربوية لديه، ومن هنا تم الاهتمام بالمعلم لجعله ذي كفاءة عالية قادرة على العطاء ومفعم بالحب ومشاعر الانتماء لطلابه، مما يجعله قادرا على مشاركة الطالب.

ثانيًا: الطالب

يهتم النظام الجديد بالتعليم المتكامل وذلك من خلال السمو بالنفس أي تعليم للروح، وجعل الطالب يطالع الكتب ويراجع ذاته ويعيد تشكيل عالمه الروحي، مما يجعله أكثر انفتاحًا وقدرة على التعبير عن ذاته وآرائه وإبداء نقده بمنطقية.

مرحلة رياض الأطفال

تبدأ مرحلة رياض الأطفال من سن 3 سنوات حتى 6 سنوات، ولكن تختلف بعض الأنشطة والمهارات من سن لآخر، حيث يتم تصنيف الأطفال في مرحلة روضة الأطفال إلى 3 أنواع، النوع الأول (صغار) وذلك ينطبق على سن 3 سنوات، أما النوع الثاني (متوسط) ويضم سن 4 سنوات، والنوع الثالث (كبار) ويطلق على الأطفال في سن الخمس سنوات.

ويتم في تلك المراحل تطوير المهارات الفكرية للأطفال وتعليمهم المبادئ الأخلاقية أثناء التعامل مع الآخرين، ويتم في سن 5 سنوات تعليم الطفل الرياضيات والفنون واللغات والقراءة والكتابة كتمهيد لمرحلة المدرسة.

يتم بناء غرف التدريس والرياضة والأنشطة على هيئة بيوت صغيرة تشبه البيوت في الريف، وحولها مساحات خضراء تساهم في تحسين الحالة النفسية والمزاجية للطفل، وتهيئة جو أفضل له للتعلم وممارسة الأنشطة.

تقييم أداء الطلاب

نظام التعليم في الصين

يجد المسؤولون عن منظومة التعليم في الصين أن فكرة قياس قدرات الطالب بالامتحانات فقط، تعد جانبا أحاديا مشوها لا يمكنه النهوض بمجتمع ومواكبة العصر.

لذا فإن التقييم لا يعتمد علي قياس تحصيل الطلاب فقط، وإنما يعتمد على اكتشاف وتنمية إمكاناتهم وزيادة ثقتهم بأنفسهم، مع تحديد احتياجاتهم ومساعدتهم على فهم أنفسهم، حيث يعد التقييم أداة رئيسية تساهم في تطوير شخصيات الطلاب وتنميتها بدل من إعاقتهم والارتباط بالاختبارات فقط ويتضمن التقييم قسمين هما:

القسم الأول: يسمى تقييم الجودة العامة في التعلم، وهو يركز على تقييم تطور الطلاب في الأداء الأخلاقي والوعي المدني، والقدرة على التعاون والتواصل والصحة البدنية والجمال ويتم ذلك من خلال كتابة تقارير في هذه الجوانب.

القسم الثاني: يعتمد على إنجاز وتحصيل الطلاب في المعارف والمهارات والطرق والعمليات والعاطفة والاتجاه والقيم.

تطوير المناهج في الصين

اهتم المسؤولون عن نظام التعليم في الصين بتطوير المناهج، واشتملت عملية التطوير على المبادئ التالية:

  • تغيير الاختبارات وتركيزها على تحليل المشكلات، ووضع حلول لها بدلًا من التركيز على الحقائق والمعلومات فقط.
  •  الاعتماد على مصادر تعليمية أخرى، وعدم الاكتفاء بالكتاب المدرسي فقط.
  •  الاتجاه إلى التعلم التعاوني من خلال اكتساب المعرفة، وتحليل وحل المشكلات ومشاركة الخبرات الحقيقية بدلًا من الاعتماد على الحفظ والتكرار.
  •  إعادة تنظيم المحتوى الدراسي بما يتلاءم مع حياة الطلاب ومستوى تقدمهم في التعلم.
  •  عمل تكامل بين محتويات المناهج الطبيعية والإنسانية.

التعليم عبر الإنترنت

نظام التعليم في الصين

اهتمت الحكومة الصينية بتحديث البنية التحتية من خلال تعزيز شبكة الإنترنت، لتوفير القدرة على الإرسال والاستقبال بسرعة فائقة، كما تم تطوير كافة موارد التعليم الرقمية وعمل تدريب شامل للمعلمين والطلاب بالمدارس الابتدائية والثانوية حول كيفية استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ودمجها في المنظومة التعليمية.

وساهم ذلك في توفير فرصة التعليم مدى الحياة من خلال الإنترنت، وإتاحة الفرصة لكل الأفراد الذين يسكنون في المناطق النائية عن الجامعات والذين فشلوا في الالتحاق بالجامعة.

وقد تم تطبيق الفكرة بدايًة من عام 2003 ميلاديًا حيث تم إنشاء 2027 مركزا تعليميا خارج الحرم الجامعي يقدم 140 تخصصا كان بداية التعليم عن بعد، وقد وصل عدد الأفراد الذين التحقوا بتلك المراكز أكثر من مليون و300 ألف شخص.

يهتم نظام التعليم في الصين ببناء إنسان متكامل متوازن يوائم أبعاده العقلية والمادية والروحية، وتنمية الخبرات والتجارب التي تحقق أفضل استجابة لمتطلبات سوق العمل العالمي.