منوعات

أريد طريقة مشروعة لأعرض نفسي للزواج

السؤال:

الملخص:

فتاة ثلاثينية تأخرت بها سنُّ الزواج هي وأخواتها الأربعة؛ بسبب معايير مجتمعية في الجمال، وهي تسأل: هل ثمة طريقة مشروعة تعرض الفتاة نفسها من خلالها للزواج بدلًا من انتظار الزوج أن يأتي ويطرق باب البيت؟

 

تفاصيل السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإخوة الأعزاء القائمين على شبكة الألوكة.

أنا فتاة في أوائل الثلاثينيات، أعمل في المجال الصحي، والحمد لله أموري متيسرة، استشارتي كالآتي: أنا وأخواتي الأخريات الأربعة نادرًا جدًّا ما يتقدم لنا خطَّابٌ – ربما يتقدم إلينا اثنان أو ثلاثة – مقارنة بأعمارنا؛ فصُغْرانا تبلغ السادسة والعشرين من العمر، وحتى الذين يتقدمون إلينا على ندرتهم، فهم غير مناسبين إطلاقًا، ولله الحمد نحن متعلمات، مثقفات، ملتزمات، أنيقات، وجميلات في عين أنفسنا أولًا وأخيرًا، وأغلب شباب مجتمعنا على اختلاف ألوان بشرتهم يفضلون الارتباط ببيضاوات البشرة، ذوات الشعر الناعم، وهذا ما لا نملكه أنا وأخواتي.

نحن لا نشعر بنقصٍ إزاء هذا الموضوع، ولا نعترض على قدر الله وحكمته ولله الحمد، ولكن بطبيعتنا وفطرتنا كل واحدة منا تود الاستقرار مع شريك حياتها الذي تحبه ويحبها، وأنا عن نفسي كثيرًا ما تُشعرني الغريزة الفطرية الجنسية والشوق للأمومة برغبةٍ قوية في الارتباط.

الزواج مثله مثل أي رزق يجب علينا الأخذ بكافة الأسباب المشروعة للحصول عليه، فلو أنني قلت – مثلًا – أريد وظيفة معينة، فمن المؤكد أنني سأتوكل على الله، لكن سأبحث عنها بكل الوسائل الممكنة؛ حتى ييسرها الله لي، ولن أجلس في البيت بلا حراك، وأقول أريد وظيفة، ومن هنا خطر في بالي سؤال: هل من المعقول أن أُسلِّم لفكرة أن البنت تنتظر في بيتها إلى أن يأتيَها الزوج، أو أن هناك طريقة مشروعة راقية نستطيع بها أنا وأخواتي عرض أنفسنا للزواج، وإيجاد شريك حياة مناسب، نكمل معه رحلة الحياة بدلًا من الانتظار الذي لا يُجدي نفعًا؟ خاصة أن أمي تقطَّع قلبها شوقًا لرؤيتنا مع أزواجنا وأبنائنا.

فهل الزواج من خلال الخطابات، مواقع التزويج أو مواقع التواصل مضمون نجاحُهُ، ومنصوح به في حال تعذر الطرق التقليدية للزواج؟ وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فملخص مشكلتكِ هو:

1- تأخرتِ أنتِ وأخواتكِ في الزواج.

2- تُعانين من الحاجة للزواج للاستعفاف، وللذرية، ولتحقيق السكن والمودة، والرحمة والاستعفاف.

3- أمُّكِ يتقطع قلبها حسرة عليكم بسبب عدم زواجكن.

4- تسألين: هل الطريقة التقليدية لانتظار الخاطب صحيحة أو هناك ما هو أصح مثل اللجوء للخطابات ومواقع التزويج؟ وهل الخطابات والمواقع موثوقة أو بها محاذير؟

فأقول مستعينًا بالله سبحانه:

أولًا: تأكدي أن الزواج من الأرزاق المقسومة المكتوبة لقوله عز وجل: ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ [القمر: 49]، وليس معنى هذا أن تستسلمي، لا بل قومي بما تستطيعينه من أسباب؛ وأهمها:

الدعاء.

الاستغفار.

الاسترجاع.

قيام أهلكِ أو أنتِ بالعرض على الجهات الموثوقة للتزويج، وليس على أي موقع، أو أي خطَّابة؛ لأن بعضهم ماديٌّ، لا همَّ لهم إلا جمع المال.

ثانيًا: تأكدي أن الخير ما يختاره الله سبحانه لكِ من زواج أو عدمه؛ لقوله عز وجل: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ [البقرة: 216].

ثالثًا: ليس معنى تأخر الزواج أنه لن يتحقق، بل قد يكون تأخره خيرةً للمرأة، ولايعلم هذا الخير إلا الله سبحانه، وقد يكون تأخره لأن التاريخ الذي قدره الله عز وجل لم يحِنْ بعد.

رابعًا: اعلمي أن الزوج المكتوب لن يجلبه جمالٌ، ولن يرده نقص جمال، بل سيأتي حتمًا في وقت كتبه الله عز وجل.

خامسًا: لا تستسلمي للفراغ والقلق وكثرة التفكير في مستقبلكِ، فهي بمجموعها ضارة جدًّا للجسم وللنفس، ولن يحصل بسببها المقصود، بل هي غمٌّ وهمٌّ وضيقة صدر، وبدلًا منها أشغلي نفسكِ بما يقوي إيمانكِ، ويدخل السرور والطمأنينة على قلبكِ؛ من صلاة، وقيام ليلٍ، وتلاوة قرآن، وطلب علم نافع، وذكرٍ لله سبحانه، والتحاق بحلقة للقرآن، وغير ذلك؛ قال سبحانه: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ [الرعد: 28].

حفظكم الله، وفرج كربتكم، ورزقكن أزواجًا صالحين.

وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.