منوعات

الأشهر الحرم.. فضلها وأسباب تحريم عرب الجاهلية لها وحكم ارتكاب الذنوب فيها

كتبت – آمال سامي:

“السنَة اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ثَلَاثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ ” يحدد حديث البخاري السابق الأشهر الحرم في الشريعة الإسلامية، وهي كما ذكرت في السنة النبوية سبق وذكرت في القرآن الكريم، فقال تعالى: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّـهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَانًا”.

الأشهر الحرم عند العرب

يقول ابن كثير ان الأربعة أشهر الحرم في الإسلام كان العرب في الجاهلية يحرمونه أيضًا، إلا طائفة منهم يدعون “البسل” فكانوا يحرمون من السنة ثمانية أشهر لا أربعة فقط، فكانت الأشهر المحرمة عند العرب أربعة ثلاثة سرد وواحد فرد حسب تعبير ابن كثير، وذلك لأجل أداء مناسك الحج والعمرة، فحرم ذي القعدة لأنهم يقعدون فيه عن القتال، وحرم ذي الحجة لانهم يحجون فيه وينشغلون بالمناسك، وحرم بعده شهر آخر وهو المحرم ليرجعوا فيه إلى بلادهم آمنين، وحرم رجب في وسط العام لأجل زيارة البيت والاعتمار به لمن يقدم إليه من أقصى جزيرة العرب.

أكدت شريعة الإسلام حرمة هذه الاشهر أيضًا وسميت بالحرم لزيادة حرمتها وعظم الذنب فيها، ولتحريم القتال فيها، فقال تعالى: ” جَعَلَ اللَّـهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلَائِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَنَّ اللَّـهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ”.

فضل الأشهر الحرم

نشر مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية في وقت سابق فضل الأشهر الحرم عن غيرها من الشهور:

1. يُضاعِفُ الله سُبحانه فيها لعباده الأجرَ والثواب، كما يُضاعف الإثمَ والذنبَ، لعظمةِ وحرمة هذهِ الأشهر.

2. حرمة القتال فيها؛ قال تعالىٰ: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللهِ…}.. [البقرة: 217].

3. تشديدُ حرمةِ الظلم فيها؛ قال تعالىٰ: {…فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُم…}.. [التوبة: 36].

4. اشتمالُ الأشهر الحرُم علىٰ فرائضَ وعباداتٍ موسمية ليست في غيرها، واجتماع أمهات العبادات في هذه الأشهر، وهي: الحج، والليالي العشر من ذي الحجة، ويوم عرفة، وعيد الأضحىٰ، وأيام التشريق، ويوم عاشوراء، وليلة الإسراء والمعراج -علىٰ المشهور-

هل ارتكاب المحرمات في الأشهر الحرم أكثر إثمًا؟

” قال قتادة: إن الظلم في الأشهر الحُرُم أعظم خطيئةٍ ووِزْرًا من الظلم فيما سواها وإن كان الظلم على كل حال عظيمًا، ولكن الله يعظم من أمره ما يشاء”..ويقول الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، في لقاء تلفزيوني سابق مع برنامج “من مصر”، أن ارتكاب الذنوب في الأشهر الحرم تكون أعظم وأكثر سوءًا وفجاجة، وتكون عقوبتها مشددة وأكثر قسوة وعلظة، منبهًا أن اختلاف الظروف المحيطة بالذنب تجعله أكثر سوءًا، قائلًا ان الذنب لا يتغير ولكن ثقله يتغير.

وقال جمعة أن المسلم حين يفعل ذنبًا وهو صائم في رمضان أو في شهر من الأشهر الحرم فإثمه أكبر، وقال جمعة مثلًا أن السرقة حرام، لكن كون الإنسان يسرق من جاره أو من استأمنه ففيها نوع من أنواع الخيانة والفجاجة، فالذنب هو الذنب والقتل هو القتل، فكون الشخص يقتل أباه ففيه شيء إضافي ونحوه، وكذلك الذنوب في الكعبة مثلًا، فثقلها مختلف، “نستعظم هذا من أجل تنزيه الزمان والمكان وتنزيه الأشخاص عن مثل هذه القاذورات”.

YouTube video