منوعات

القلق والتوتر قبل إتمام الزواج

السؤال:

الملخص:

فتاة خُطبت لابن خالتها، لكنها لم تكن مرتاحة؛ ففسخت خطبتها بعد شهرين، ثم تقدم إليها ثانية، وهي هذه المرة مرتاحة، لكنها منذ أن علمت موعد إتمام زواجهما، انتابتها حالة من التوتر والقلق والاكتئاب والخوف من تكرار ما حدث سابقًا، وتسأل: ما النصيحة؟

 

تفاصيل السؤال:

أنا في منتصف العشرينيات من العمر، منذ أربع سنين كنت مخطوبة لابن خالتي، وبعد شهرين من الخطبة سافر، وكنت لا أزال في الدراسة، وكنت أتحجج بالدراسة كي لا أكلمه، ففُسخت خطبتي، ثم إنه عاد الآن وتقدم إليَّ، وهذه المرة أشعر بالارتياح ولا يوجد أي ضغط نفسي عليَّ، وأخبرني أن أمامنا ثلاثة أشهر، ويكون “الفرح”، ومنذ أن علمت ذلك وأنا في حالة من التوتر والقلق والاكتئاب، وأشعر بثقل على صدري، وأخشى أن ما حدث سابقًا سيتكرر، وسيحدث فسخ، وكلما جهزت شيئًا في أمر الزواج أشعر بالتعب وبأنني غير سعيدة، أكلِّمُه ليلًا وأكون سعيدة، وفي الصباح أرفض الزواج، مع العلم أنني غير اجتماعية ولا أعمل، أرجو نصيحتكم وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فيبدو لي أنه ليس عندكِ مشكلة كبيرة، بل الذي عندكِ هو فقط في الآتي:

خوف وتردد عام وليس خاصًّا بالزواج فقط.

 

وحساسية زائدة، بدليل أنكِ ذكرتِ أنكِ تسعدين باتصاله بكِ ليلًا، ثم تتوترين صباحًا، فما الفرق بين الليل والصباح؟ وما الفرق بين أن يُذكَرَ لكِ أن الزواج بعد ثلاثة أشهر أو خمسة أشهر؟

 

نعم، هناك خوف معقول يُصيب بعض المُقدِمات على الزواج، ولكنه بحدود معقولة ومقبولة، أما أنتِ فقد تجاوزتِ الخطوط الحمراء في الخوف، فنصيحتي لكِ أن تستعيني بالله سبحانه، وتتوكلي عليه، وتطرحي هذه التخوفات؛ فإنها إن بقيت معكِ، فلن تتزوجي أبدًا، لا من ابن خالتكِ، ولا من غيره، بل لن تفلحي في أي عمل مستقبلي مهمٍّ.

 

فاستخيري الله عز وجل، وتوكلي عليه، وسَلِي الله أن يصرف عنكِ مرض الخوف والتردد والوسواس المُحبط للقدرات، المُدمر للقرارات؛ وتذكري قوله عز وجل: ﴿ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾ [آل عمران: 159]، وقوله عز وجل: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴾ [الطلاق: 2، 3].

 

حفظكِ الله، ويسر لكِ ما فيه خير لكما.

 

وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.