المشاكل في زواج الأقارب – مكساوي –
♦ الملخص:
فتاة تريد حلًّا لمشكلة بين زوج أُختها الذي تزوَّج أخوها أختَه، فقد تبادل أهلُها وأهلُه الاتهامات، وتفاقَمت المشاكل بينهما، وألقت بظلالِها على بيت أخيها المستقر، وتسأل: ما الحل؟
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله.
أخي متزوج من امرأة، أخوها متزوج من أختي، أخي يعاشر زوجته بالمعروف، ويهتم بها، وينفق عليها، أما زوج أختي فعلى النقيض من ذلك، دائمًا يقول لها: سوف أتزوج غيركِ، ويريد أن يسمِّيَ ابنته باسم حبيبته السابقة، ولا ينفق عليها، وأمه وأخواته يحرضْنَهُ عليها، وفي رمضان ضرب أختي، فشكت أمره إلينا، ووصل الأمر إلى أخي، فتحدث مع زوجته، التي أوصلت إلى أخيها الأمر، وتفاقمت المشاكل، واتهموا أختي بالكسل والتكبر وعدم الرضا عن حياتها، فطلبت من أبينا أن يأتي إليها ليأخذها من بيت زوجها؛ لأنها لم تعد تحتمل، وأخبرنا أخي أنه لا بد أن تذهب زوجته إلى أهلها، والآن مرت أربعة أشهر، وزوج أختي لا يتصل بها أو يسألها عن أحوال أبنائه، وأخي – على النقيض من ذلك – يسأل عنها، لكنه لم يحضرها إلى المنزل، أخي له ابنان؛ وُلد الثاني منذ ثلاثة أشهر، ولم يَرَهُ إلا مرة واحدة، وقد طلبنا منه أن يُرجِع زوجته، لكنه متردد بسبب تعامل أهلها السيئ معنا، وتكبرهم علينا، واتهامهم لنا بأشياءَ لم نفعلها، فهل علينا إثمٌ إذ قلنا لأخينا أن يذهب بزوجته إلى بيت أبيها؟ وما الحل؟ وجزاكم الله خيرًا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فمرحبًا أختي الكريمة، ونشكركِ على الثقة بهذا الموقع.
وقوع المشاكل في الحياة الزوجية أمر طبيعي، وكذلك عدم التوافق التام، ووجود شيء من الاختلاف في وجهات النظر، لكن أن يكون ما يحصُل بينهما من خِلاف حدثًا مشاعًا بين الأقارب، فهنا الخَلل، والمفترض – أختي الكريمة – أن تسعى هي لحل مشكلتها مع زوجها وسؤال المختصين، بدلًا من الإثقال على الأهل بالمشاكل، لا بُد من مد جسور الحوار والتفاهُم بين الزوجين، والعمل على إصلاح مسار هذه العلاقة، ولعل ترك المشكلات عالِقة بلا حَلٍّ هو الذي يجعلها تتفاقم حتى تصِل لمثل هذه الحال.
وحينما تحتاج المرأة لتدخُّلِ من ينصفها لا بد أن يتم اختيار الشخص الحكيم، وكذلك الكتمان الشديد حتى لا تتفاقم المشكلة.
والبعض للأسف تأخذه الحميَّة ضد خطأ الزوج على قريبته، فيُبالِغ في ردة الفِعل، فيُفسِد أكثر مما يُصلِح.
وسوف أسألكم: ما ذنب البيت الآخَر الآمن المستقر؟ لماذا أقحمتموه في هذه المعركة؟! وهل الضغط على زوج أختك هو الحل؟ الحل يكون بالتفاهم وليس بالتصادم.
لا بُد من إصلاح هذا الخلل ومعالجة الموضوع بطريقة أفضل من هذه الطريقة، التي تتسم بالتسرع الذي يعقبُه الندم كما حصل.
وإن لم تستطيعوا التوصل إلى حلٍّ مناسِب، فهناك مراكز للإصلاح الأسري بإمكانكم التواصل معها لتقريب وجهات النظر، وردم هذه الفجوة المملوءة بالجفاء والكراهية.
أسأل الله أن يصلح حالهما، وأن يجمع بينهما على خير.
والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
