منوعات

النسوية وعلم الجمال – مكساوي –

الكاتب بيج براند
ترجمة رفيدة جمال

الفرق بين علم الجمال وفلسفة الفن

لطالما أُعتبر علم الجمال مرادفاً لفلسفة الفن (أو الفنون). غير أن علم الجمال هو فرع حديث من فروع الفلسفة بدأ في القرن الثامن عشر، وأشتمل على نظريات الإدراك التي تركز على فهم الجمال والسمات الأخرى للقيم الجوهرية. كما أن دراسته تضم العناصر الفنية أو غير الفنية. وقد أعتبر بعض الدارسين أن بعض النماذج الموجودة في عالم الطبيعة وكذلك البراهين الرياضية تعد عناصر مناسبة للدراسة في هذا الفرع، إذ إنها تتمتع بجمالياتها الخاصة.

وعلى النقيض من ذلك، يرجع تاريخ فلسفة الفن إلى نظريات أفلاطون واهتمامه بطبيعة الإبداع والعناصر الفنية، وكذلك إيمانه بقيمتهما ودورهما الاجتماعي، وقدرتهما على التهذيب ونقل المعرفة. غير أن فلسفة الفن تشير كذلك إلى مخاوف القرن الحادي والعشرين والجدل حول تعبيرية الفن، وتركيزه على الشكلية، وطبيعته المتجاوزة بشكل متزايد، وتأويل نوايا الفنانين، وتقييمه بالمعايير الفنية الأمريكية، لاسيما مدينة نيويورك، والمعايير غير الأمريكية. فلا غرو أن يتقاطع علم الجمال وفلسفة الفن. وقد تداخلا مؤخراً مع مساقات بحثية جديدة كالدراسات النقدية والثقافية؛ ما ترتب عليه توسع مجال اهتمامنا وانتقالنا من المجال المألوف للعناصر الفنية، إلى إيجاد معني أرحب في شتى المنتجات الثقافية، سواء أكانت فنية أو غير ذلك.

منذ سبعينيات القرن العشرين، ساعدت النساء البارزات في مجال الفنون، وكذلك النساء العاملات في المجالات الإبداعية التي اُعتبرت سابقاً حرفاً أو صناعات يدوية، على التقليل من الخطوط الفاصلة بين علم الجمال وفلسفة الفن. على سبيل المثال، كشفت أشغال النسيج وأطباق الخزف الصينية فروقاً ملحوظة بين الفنون الجميلة والحرفية، والفنون الرفيعة وما دون المستوى، وفنون الرجال والنساء. كما أُعيد تقييم الأعمال الفنية التي اُعتبرت فيما سبق جمالية بحتة، لاحتوائها على عناصر غير جمالية. ترى النسويات أن السمات غير الجمالية، والتي نُبذت سابقاً باعتبارها سمات سياقية مثل علم الأخلاق، والسياسة، والتاريخ، واُحتسبت دخيلة على العمل الفني، هي في الواقع سمات مهمة وضرورية تتيح تفسيراً كاملاً وتقييماً محايداً. وفي ظل الوضع المتصاعد للوسائط الجديدة وغير المألوفة، أعادت الفنانات توجيه مسار فنون الأداء، والتي يهيمن عليها التعريفات الذكورية، نحو أجسادهن لكشف موضوعات الجنسانية (مثل العرض العاري لكارولي شنيمان Schneeman Carolee بالثعابين الحية والمرتبط بالتماثيل الصغيرة لآلهة الأفاعي المينوسية في القرن السابع عشر ق.م)، أو الروابط الأصلية بالطبيعة (مثل جسد آنا مينديتا Ana Mendieta منطبعاً على الأرض وجدران الكهوف)، أو الأدوار الجندرية والِعرقية في المجتمع (الشخصية التي تلعبها آدريان بايبر Adrian Piper في الشوارع كرجل أسود ذي أصول أفريقية)، أو جراحات التجميل (جراحات التجميل العديدة لفنانة الأداء الفرنسية أورلان Orlan والمهتمة بإظهار عدم جدوى محاولات النساء في البحث عن نماذج جمالية من وضع الرجال). ورُغم ابتعاد هؤلاء الفنانات عن المناقشات الفلسفية، تحدين مراراً التقاليد السائدة المهيمنة على مفهومي “الفن” و”التجربة الجمالية”، اللذان وضع تعريفهما رجال بيض، أوروبيون أو أمريكيون، من ذوي الطبقة المتوسطة أو العليا؛ رجال نصبوا أنفسهم ذواقة للفنون وزعموا أن الدور الملائم للمرأة هو الظهور في الفن فحسب، وليس خلقه وإبداعه.

تقديم النظرية النسوية في علم الجمال

تناولت دراسات محدودة التداخل بين النسوية وعلم الجمال. ويطلق بعض الفلاسفة على هذا التداخل مصطلح علم الجمال النسوي، بينما يفضل البعض الآخر النسوية وعلم الجمال (Brand 1998; Worth 1998; Devereaux 2003; Korsmeyer 2004b; Eaton 2005). غير أن العديد من الدراسات والنصوص مازالت تحبذ عدم الإشارة إلى النسوية على الإطلاق. ولعل مرد ذلك إلى أن البحث الفلسفي في دور المرأة في تاريخ الفن، وإخضاع المفاهيم التاريخية لمقاييس جندرية عضدها فلاسفة مثل كانط، بالإضافة إلى تداخل النقد الفني النسوي مع النظرية، لم يُطرح في علم الجمال التحليلي إلا منذ فترة قريبة، وكان تقبله بطيئاً وعسيراً.

ويُعزى ذلك لعدة أسباب مختلفة؛ فهناك أسباب اجتماعية (النساء في مجال علم الجمال، كما في الفلسفة بشكل عام، أقل عدداً من الرجال، وغالباً يقمن بالبحوث النسوية)، ومعرفية (معارضة الدراسات المتمركزة حول الجندر أو العِرق أو التفاوت الطبقي، وتحبيذ منهج جمالي بحت لمناقشة الأعمال الفنية)، وإيديولوجية (الإصرار على دراسة وتدريس الأعمال الفلسفية الراسخة التي تُعتبر علم جمال “حقيقي”). ما هو تاريخ النسوية؟ وما الدور الحالي الذي تلعبه؟ وإلى أين وصلت في مجالي علم الجمال الفلسفي وفلسفة الفنون؟

نظراً لأن الأعداد الأولى الخاصة من المجلات الفلسفية المكرسة للنسوية والمكتوبة باللغة الإنجليزية كانت (The Monist) و(Philosophical Forum) (صدرتا عام 1973)، من الطبيعي أن البحث النسوي في المجالات التكميلية للفنون، كتاريخ الفن ونقده ونظريته، بدأ وقتذاك، لاسيما مع التساؤل الذي طرحته ليندا نوكلين Linda Nochlin في مقالها الشهير عام 1972 (لماذا لم توجد فنانات عظيمات؟)“No Great Women Artists? Why Have There Been”. سلطت بعض مؤرخات الفن الضوء على العديد من الفنانات المجهولات في القرون الخمسة المنصرمة (Tufts 1975; Harris and Nchlin 1976; Peterson and Wilson 1976; Chadwick 2002). وأثار هذا الاهتمام تساؤلات حول اختفائهن ومحوهن من نصوص تاريخ الفن المعروفة (استمر محوهن حتى مستهل ثمانينيات القرن العشرين)، ما أفضى إلى مرحلة جديدة من القضايا والبحث النظري. سعت الفنانات النسويات إلى تبين المكانة المفقودة لهؤلاء الفنانات البارعات وكشف الغموض الذي يكتنف سيرتهن، بالإضافة إلى تحليل الأحوال الاجتماعية المحيطة بإبداعهن (كان للكثيرات منهن رعاة، ومهمات مدفوعة الأجر، ومرسم مزود بالطلاب). هذه النصوص في تاريخ ونظرية الفن، بجانب تجارب الفنانات وأعمالهن الفنية، ستغدو ركيزة البحث الفلسفي النسوي في علم الجمال.

وقد اهتمت هذه النصوص بالتحليل اللغوي، والفرضيات الاجتماعية، والمقارنات عبر الثقافات. فتناولت المجموعة الأولى من المقالات النسوية الخاصة بتاريخ الفن (النسوية وتاريخ الفن: استجواب الخطاب) (Feminism and Art History: Questioning the Litany) تاريخ الفن الغربي وتشويهه وتحريفه في كل فتراته الرئيسية بسبب التحيز الجنسي (Broudeand Garrard 1982: 1). وحرص البحث الجديد على هدم الصور النمطية للفنانات من خلال نصوص ذات عناوين جذابة مثل (العِرق العاثر: مصائر الرسامات وأعمالهن) (The Obstacle Race: The Fortunes of Woman Painters and Their Work) (Geer 1979)، و(سيدات الماضي: النساء والفن والأيدلوجية) (Old Mistresses: Women، Art and Ideology) (Parker and Pollock 1981)، و(هل وصلت الرسالة؟ عِقد من الفن من أجل التغير الاجتماعي) (Get the Message? A Decade of Art For Social Change) (Lippard 1984)، و(الفن والسياسة الجنسية: تحرير المرأة، والفنانات، وتاريخ الفن) (Art and Sexual Politics: Women’s Liberation، Women Artists، and Art History) (Hess and Barker 1973). لقد توسع مجال النقد النسوي بشكل كبير في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، وسبرت الكاتبات أغوار قضايا الجندر في الفنون التي لم تؤخذ في الاعتبار من قبل. على سبيل المثال، اعترضت كرستين باترسبي Christine Battersby على فكرة حصر “العبقرية” على جنس الذكور (1989). واستعرضت ناعومي سكور Naomi Schor فئة التفاصيل في الفن والأدب، زاعمة أنها تشكّل فئة جمالية نسوية بشكل نموذجي (1987). كما انتقدت ريتا فيلسكي Rita Felski استخدام مفهومي “الذكوري” و”الأنثوي” كمنهج تحليلي بمعزل عن الظروف الاجتماعية التي أنتجتهما وتلقتهما (1989).

بالمثل، شهدت مجالات النظرية الأدبية، ودراسات الفيلم، وعلم الموسيقى اهتماماً متزايداً بالأعمال الإبداعية للكاتبات، والمخرجات، والمؤلفات. الكاتبات غير الأمريكيات مثل سلفيا بوفينشنSylvia Bovenschen في غرب ألمانيا (والتي نُشر مقالها الأصلي في عام 1976)، والكاتبتان الفرنسيتان لوسي إريجاري Luce Irigaray (1974/1985) وجوليا كرستيفا Julia Kristeva (1982)، كتبن عن السمات الفريدة للجنس الأنثوي وتأثير الجندر على مفاهيم الإبداع، والتعبير، والتأويل في الفنون. وسار هذا السياق الأوروبي المتمحور حول تجارب الفنانات وانجازاتهن جنباً إلى جنب مع الكتابات النسوية في حقول الفلسفة الأمريكية مثل علم الأخلاق، والفلسفة الاجتماعية السياسية، وفلسفة القانون، وفلسفة العلوم، وتاريخ الفلسفة، والميتافيزيقيا، والابستملوجيا. غير أن علم الجمال الفلسفي خلال سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين لزم الصمت فيما يخص مسائل الجندر.

تطور التحديات النسوية لعلم الجمال

لم تظهر الكتابات النسوية في مجال علم الجمال الأكاديمي الأمريكي إلا بعد مرور عشرين عاماً تقريباً من نشر مقال نوكلين الشهير، فظهر عدد خاص عن علم الجمال بعنوان (النسوية وعلم الجمال) Feminism and Aesthetics)) في (هيباتيا: مجلة الفلسفة النسوية)(Hypatia: A Journal of Feminist Philosophy) (Hein and Korsmeyer 1990). وفي العام ذاته صدر عدد خاص بعنوان (النسوية وعلم الجمال التقليدي) (Feminism and Traditional Aesthetics) في (مجلة علم الجمال والنقد الفني) (The Journal of Aesthetics and Art Criticism) (Brand and Korsmeyer 1990). قدمت الباحثتان بيني فلورنس Penny Florenceونيكولا فوسترNicola   Fosterاستعراضاً للأعمال الفلسفية في المملكة المتحدة (1998; 2000a; 2000b)، ولاحظتا غياب البحث النسوي في (المجلة البريطانية لعلم الجمال) (The British Journal of Aesthetics) طوال تاريخ نشرها. ورُغم تصاعد الاهتمامات العالمية بالإبداع الفني للنساء والاهتمام المتنامي بالبحث النسوي داخل الفلسفة الأمريكية، تأخر تقديم النسوية كمبحث رصين في علم الجمال الأمريكي والبريطاني. ويُعزى أحد أسباب ذلك التباطؤ إلى مناهضة علماء الجمال التحليليين لأي منظور لا يتبنى فكرة التجريد؛ أي تجنب المتلقي للغايات الأخلاقية، أو السياسية، أو الدينية، أو الاقتصادية، أو البيئية، الخ. ومن الجدير بالذكر أن البحث المتعمق لهذا التراث من القرن الثامن عشر له تأثير واسع ومستمر.

تبنى الفلاسفة التجريبيون البريطانيون نموذجاً شهيراً من خمسة أجزاء حدد مسار قرنين من التفكير. وركز هذا النموذج على تجربة الجمال لدى الإنسان. المكون الأول هو الإدراك؛ حالة يعرف الفرد من خلالها العناصر الموجودة في العالم وسماتها. المكون الثاني هو ملكة التذوق؛ مفهوم يختلف معناه من فرد إلى آخر. يصفه جوزيف أديسون بأنه الخيال، بينما يعتبره فرنسيس هاتشيسن أنه الحس الداخلي للجمال. هذه الحاسة، شأنها شأن حواس الإنسان الخارجية، تُثار بشكل تلقائي في لمح البصر من فعل الإدراك. ومن المفترض أنها مجردة من الغاية، أي تخلو من “شعور يترتب على استخدام هذه العناصر سواء أكان منفعة أو ضرراً” (Hutcheson 1977: 573). المكون الثالث هو النتاج العقلي المتمخض عن استجابة ملكة التذوق، والمفهوم بشكل عام بأنه المتعة (تخلو من الرغبة وإرادة الامتلاك). المكون الرابع هو نوع العنصر (أو الحدث، كالأداء المسرحي) في العالم المحسوس قيد النظر الذي يحتوي على بعض السمات الخاصة (خصائص جمالية) التي تضفي على العنصر قيمة جوهرية. يرى هاتشيسن أن العنصر يمتلك تجانساً بين التنوع. بينما يزعم إدموند بيرك أن العنصر يحمل سمات النعومة والصغر. المكون الخامس والأخير هو حكم ذائقة الفرد كأن يقول: “هذه اللوحة جميلة”، وهذا المكون يعتبر اللمسة الأخيرة في العملية برمتها.

جنحت الفلسفة النسوية إلى التشكيك في آراء جمهور الفن من الذكور، والذين كانت تصدر عنهم استجابة محايدة للمتعة أو يشجعونها، لاسيما عند النظر إلى صورة امرأة حسناء مفعمة بدلالات حسية إيروتيكية. كشفت النسويات عن تناقضات ومغالطات في فكرة التجريد، وجادلن بشأن الفروق الصارمة بين السمات الجمالية وغير الجمالية عن طريق دمج عوامل سياقية في معنى الفن وتقييمه، كالعوامل الأخلاقية، والسياسية، والاجتماعية. ومن الجدير بالذكر أن الفلاسفة في أواخر التسعينيات من القرن العشرين اقروا بوجود روابط بين علم الجمال وعلم الأخلاق، لكن دون اعتراف بالكتابات النسوية (Levinson 1998).

في تحديات إضافية للكتابات الراسخة في علم الجمال، طرحت النسويات قراءات جديدة للنظريات التقليدية للتذوق، والجمال، والسمو والتي كشفت، ظاهرياً، عن مفاهيم محايدة وعالمية. كما ناقشن المفهوم الكلاسيكي للتذوق الخاص بديفيد هيوم، والذي يهيمن عليه في الفنون المثقفون الذكور من ذوي البشرة البيضاء. كما جادلن في أحكام كانط العالمية حول الجمال باستقصاء الافتراضات الأساسية للطبيعة الإنسانية المستخدمة لتفضيل القدرات المنطقية الذكورية على الأنثوية. كما بحثن في هرمية الاستجابات الجمالية التي صنف بها التجريبيون السمو (الذكوري) فوق الجمال (الأنثوي)، كاشفات عن تحيز إضافي. وقد قدمت كارولين كورسماير Carolyn Korsmeyer تحليلاً مميزاً لمسألة التذوق، يعيد النظر في هذه الفكرة التجريبية التي نشأت في القرن الثامن عشر، كما يتوسع في مفهوم التذوق المتضمن الحواس المادية للشم والبصر والاستطعام (1999).

أسست العديد من الدراسات والمقالات موضعاً للنسوية في علم الجمال الفلسفي، وإن كان ليس بالموضع القوي. فنُشر كتابان كنسختين موسعتين للمنشورات الأولية لمجلة (هيباتيا) عام 1990: (علم الجمال من المنظور النسوي)(Aesthetics in Feminist Perspective) (Hein and Korsmeyer 1993)، و(النسوية والتقاليد في علم الجمال) (Feminism and Tradition in Aesthetics ) (Brand and Korsmeyer 1995). انبثق المجلد الأول من عدد خاص من مجلة الفلسفة النسوية، ومن ثم افترض سلفاً إطلاع القراء على الأفكار النسوية ومناهجها. ومن بين الموضوعات العديدة التي تناولها، السؤال الذي طرحته سيلفيا بوفينشن في عام 1976 والمتعلق بعلم جمال أنثوي مقابل علم جمال نسوي. في هذا المجلد، تدعو هيلد هاين Hilde Hein إلى دراسة علم الجمال في الفلسفة النسوية. سعت بعض الباحثات إلى تقويض تفضيل الفلسفة للسمات الجمالية/الشكلية وإهمال غير الجمالية. بينما أخذت أخريات على عاتقهن دراسة التكوين المعرفي للفنانات داخل السياقات الاجتماعية مثل العِرق والجنسانية، والدور الذي تلعبه هذه العوامل في تقييم الفن.

يفترض المجلد الثاني وهو بعنوان (النسوية والتقاليد في علم الجمال)(Feminism and Tradition in Aesthetics)، قراء فلاسفة خبراء في علم الجمال التحليلي مع عدم وجود إطلاع على البحث النسوي أو منهجيته، أو المجلات الأخرى المتعلقة بالدراسات النسوية، سواء في الفنون أو الفلسفة النسوية بشكل عام. بإدراج الدراسات النسوية الحديثة داخل السياق الواسع للكتابات الفلسفية التاريخية حول الفنون في المجال التحليلي، توجه الفلسفة النسوية تحدياً آخر للتقاليد الماضية، يضاهي رد الفعل العنيف الذي بدر في منتصف القرن الثامن عشر من الفلاسفة التحليليين، الذين ناهضوا النظرية الجوهرية التي دعا إليها سابقوهم حينما أصروا على تعريف “الفن” وترسيخ معايير جمالية بالية. وتتراوح المقالات من التحليل النقدي للمفاهيم التاريخية إلى استراتيجيات تفسيرية لشتى أنواع الفنون، كما تدمج رؤى غير نمطية في علم الجمال التقليدي، مثل منظور متفرجة سوداء، أو صانعة أفلام فيتنامية، أو سيدة من ذوي الاحتياجات الخاصة، أو أم تحلل الأساطير المتعلقة بالأم والابنة. بهذا التركيز على مسائل الجندر والعِرق في إبداع الفنون وتذوقها، تعيد النسويات في هذا المجلد تقييم الأعمال الفنية العظيمة وأساسها الذي لم يشكك فيه البحث الفلسفي على مدار قرون. تطرح النقودات النسوية في هذه الكتابات تساؤلات بشأن القبول الأعمى لتراث الفن وتقاليده، ساعية إلى فهم القيمة الجمالية المنسوبة للأعمال الفنية “العظيمة”.

إن البحث المستمر في ميادين تاريخ الفن النسوي، والنقد الفني، والنظرية الفنية، يساعد على تعزيز مزاعم الفلسفة النسوية من وجود تاريخ فني جديد ومنقح يتم تأسيسه، ومن أن البحث النسوي طرح مجموعة من الأسئلة الصعبة التي تحتاج إلى إجابات، وأن علم الجمال التحليلي لا يمكنه تجاهل السياق الثقافي والتاريخي للأعمال الفنية (عوامل مثل الجندر، والعِرق، والتفاوت الطبقي).

دور الفنانات في علم الجمال النسوي

لعبت نسويات الحاضر، واللاتي بدأن في مستهل سبعينيات القرن الماضي، أدواراً بارزة لتمكين المرأة من المنافسة في العالم الفني المهيمن عليه الذكور، والرازح تحت منافسة حامية الوطيس. أبرزت ناقدات الفن والمنظرات النسويات دور الفنانات المعاصرات، بالتزامن مع تدفق شامل للمعارض الفنية النسائية الجديدة والمشتركة ونشر مجلات فنية (معظمها ليست معنا). وأضحى محتوى الفن النسوي شطراً من مشروع الفنانات والكاتبات بغية التغيير الاجتماعي، وتقويض الهيمنة الذكورية، وتحقيق مساواة أفضل لجميع النساء، لاسيما الأقليات (Piper 1996; Farris- Dufrene 1997). لما يربو على 30 عاماً طرحت كتابات جودي شيكاجو Judy Chicago رؤى تأملية في نفس المرأة الفنانة ودافعيتها (Chicago 1996)، وسُلط المزيد من الضوء على تأثير العقود الأولى لفن النساء (Broude and Garrard 1994). واحتفت النسويات عبر الأطلسي بفنانات بلادهن، وشرعت بعض الكاتبات في تجريب أشكالاً جديدة من النقد الفني النسوي Deepwell 1995))، بينما استعرضت أخريات الصورة العريضة ولاحظن مدى استقلالية كل بحث رُغم ترابط المجال (Robinson 2001).

رُغم تهميش المرأة في عالم الفن، هيمن إحساس متزايد من السخرية والمرح ساعد على ظهور جماعة من النساء أطلقن على أنفسهن اسم فتيات الغوريلا (Guerilla Girls) (Isaak 1996). في عام 1985، عرضن تحف العالم الفني على الملأ بتوزيع ملصقات طريفة مجاناً في جميع أنحاء نيويورك، واستخدمن المرح والاستخفاف للتعبير عن فِكر أطلقن عليه “ضمير الثقافة” (Hoban 2004). كانت هويتهن مجهولة دائماً؛ إذ تبنين أسماء فنانات راحلات مثل كاثي كولفيتز Kathe Kollwitz وفريدا كاهلوFrida Kahlo. طبعت الجماعة كتباً، وباعت قمصاناً، ونشرت معلومات عن الجندر والعنصرية في العالم الفني، والمسرح، والأفلام، والسياسة، والثقافة بشكل عام (1998; 2003). كانت الفتيات يرتدين أقنعة الغوريلا دائماً في العلن (للتركيز على الموضوعات المطروحة وليس على هويتهن). ويذكر موقعهن الإلكتروني أنهن يستخدمن الدعابة والفكاهة “لنقل المعلومات، وإثارة المناقشات، وإظهار الروح المرحة للنسويات”. كما قمن بجولات لترويج كتبهن في أنحاء البلاد، وصرحن أن مشروعهن ما هو إلا “إعادة اختراع لكلمة نسوية”. كانت الجماعة تقارن نفسها “بفاعلي الخير المجهولين مثل روبن هود، وباتمان، والجوال الوحيد”، واشتهرت بطرح أسئلة مثيرة للجدل. مثلاً، في أحدث منشوراتها عن المتاحف الفنية تتساءل: “لماذا يبددون ثروة على لوحة واحدة رسمها ذكر أبيض عبقري في حين أنهم يستطيعون حيازة مئات الأعمال العظيمة للنساء والملونين عوضاً عن ذلك؟” (2004).

الفلسفة النسوية، وفن التصوير الذاتي، والمرأة بصفتها أداة جمالية

من الجدير بالذكر أن الكتابات النسوية التي أثرت في الكتابات الفلسفية تطورت في مجالين مميزين. المجال الأول هو فن التصوير الذاتي، والمنطوي على استخدام الجسد الأنثوي، مثلاً في فنون الأداء. والمجال الثاني هو اهتمام بتصوير النساء بصفتهن أدوات للجمال، في مواجهة التقاليد التي رسخها الفنانون الذكور لما يزيد على ألف عام، والتي تظهر فيها النساء بصورة سلبية ومتاحة، وتُعرض كأدوات للإشباع الجنسي والمتعة. استخدمت النساء أجسادهن لمناهضة السطوة التاريخية وسلطة الفنانين الذكور على الجسد الأنثوي، والسيطرة على صورهن من منظور نسائي مميز. على سبيل المثال، لوحات الورود التي رسمتها جورجيا أوكيف O’Keeffe Georgia في أربعينيات القرن العشرين، غالباً ما تؤول باعتبارها استعارات بصرية للأعضاء الجنسية الأنثوية. جذبت حالة التأمل الذاتي من جانب الفنانات انتباه الناقدات النسويات إلى التمثيل الذاتي للمرأة (Borzello 1998)، على سبيل المثال تناولت الفنانة جودي شيكاجو والمفكر إدوارد لوسي–سميث Edward Lucie- Smith مسألة “المناطق محل النزاع” للجسد الأنثوي (1999).

اهتمت الفلسفة النسوية بالفنانات اللاتي تحدين الصور التقليدية للمرأة، مثلما توضح المقالات المنشورة في عدد خاص حديث من (هيباتيا) بعنوان: (النساء والفن وعلم الجمال) (Women، Art، and Aesthetics) (Brand and Devereaux 2003). أخذت هذه المجموعة شكل الدراسة الذاتية، ومراجعة وتقييم ما وصلت إليه النسوية في العقود الثلاثة الأخيرة في مجال علم الجمال الفلسفي منذ بداية نشر مجلة (هيباتيا) عام 1990. وقد أفردت العديد من هذه الكتابات مساحة لدراسة أعمال فنانات مثل أدريان بايبر، وجيني سافيل Jenny Saville، ورينيه كوكس Renée Cox، وتناولها بطرق جديدة، والتركيز على تجربة المرأة بصفتها ركيزة للتعبير الفني والنقد التقويمي. في هذا المجلد، استعانت الناقدة الفنية إليانور هارتني Eleanor Heartney بمنظور الخيال الكاثوليكي لفهم الأعمال الجدلية لجانين أنتوني Janine Antoni، التي تمسح أرض معرضها الفني بشعرها المغموس في الطلاء. بينما صاغت ميشيل ميجر Michelle Meagher جماليات نسوية للاشمئزاز لتفسير صور الأجساد العارية ضخمة الحجم التي رسمتها جيني سفايل. وطرحت جوانا فرو Joanna Frueh جماليات المهبل كمفهوم راديكالي للجمال في مقابل الصورة النمطية التي ترى الأعضاء الجنسية الأنثوية قبيحة ومثيرة للاشمئزاز.

الانتباه الذي وجهته النساء إلى أجسادهن والتصوير الفني لأنفسهن ساعد العالم الفني على إحياء الاهتمام بالجمال في تسعينيات القرن العشرين، رُغم عدم اعتراف النقاد الذكور بذلك (Brand 2000). كذلك ركزت الباحثات النسويات على استخدامات جديدة للجسد الأنثوي في تقويض تقاليد الجمال القديمة. سعت ويندي ستاينرWendy Steiner إلى تفسير ظاهرة أطلقت عليها اسم (فينوس في المنفى) (Venus in exile)؛ وهي تشويه أو طمس صور المرأة في القرن العشرين بالتزامن مع رفض الفنانون التجريديون للجمال (2001)، بينما طرحت فرانسيت باكتو  Francette Pacteau تفسيرات سيكولوجية لرموز الجمال (1994). واستقصت جوانا فرو مفهومي “الوحش/الجمال” وعلاقتهما ببناء الجسد والحب (2001). حث تأثير مقاييس الجمال البيضاء الفنانين والكُتّاب الأمريكيين ذوي الأصول الأفريقية على استعراض المعنى الأخلاقي العميق أسفل المعنى السطحي لجماليات المظاهر والتمثيلات (Rooks 1996). وسرعان ما انضمت الفلسفة النسوية إلى مناقشات مسائل العِرق والجندر، وهي موضوعات دشنت بداية حركة النقد الفني النسوي، وأضافت بذلك منظوراً مختلفاً مستقى من تجارب هؤلاء النساء المفكرات ونمطاً جديداً من أنماط البحث الفلسفي.

على سبيل المثال، تطرح سينثيا فريلاند Cynthia Freeland السؤال الفلسفي المعروف: (لكن هل هو فن؟) بتناول أعمال مثيرة للجدل لبعض الفنانات. وفي كتابها (مساءلة الجندر: الصور الثقافية وتمثيل المرأة) (Gender in the Mirror: Cultural Imagery and Women’s Agency) تستكشف ديانا مايرز Diana Meyers الأدوار الخطيرة التي يلعبها التمثيل والمعرفة الذاتية للمرأة المقيدة في مجتمع بطريركي، وإعلانات مهووسة بمقاييس الجمال، وضغوط، من كلا الجنسين، للتوافق مع المقاييس غير الواقعية للكمال الجسدي (2000). بينما تستعرض آن كاهيل Ann Cahill حظر الفلسفة للمتع المقصودة عن طريق استعادة المتع الأنثوية القائمة على تجارب المجتمع وطقوسه للتجميل الأنثوي (2003). كما يقترح ريتشارد شوسترمان Richard Shusterman قراءة براجماتية لرؤية سيمون دي بوفوار للجسد، والتي تقول إن الجسد وحواسه مركزان لمشاعر ومتع جمالية (2003). وتستعين شيلا لينتوت Sheila Lintott بفكرة السمو الكانطية لتفسير ظاهرة اضطرابات الأكل داخل سياق ثقافة مجتمعية شجعت على النحافة كنموذج للجمال (2003).

تطورات مستقبلية

يُعد كتاب كارولاين كورسماير (مقدمة في الجندر وعلم الجمال) (Gender and Aesthetics: An Introduction) أول مقدمة شاملة ووافية في المجال؛ إذ يوسع شبكة علم الجمال الفلسفي بتناول مناطق بحثية جديدة مثل الاشمئزاز، والنبذ، ومنطقة “الجندر العميق”، والتي تصفها بأنها “تفكير جندري يعمل في مستوى متماسك ودفين” أسفل عبارات مسالمة تبدو “ظاهرياً… بريئة ومحايدة” (Korsmeyer 2004a: 3). تربط الكتابات والأبحاث النسوية حالياً عدة فروع مجتمعة، تحت مظلة البحث الذي يتناول بالتحليل والدراسة الفنانين، والأعمال الفنية، والاستقبال الفني من منظور الجندر أولاً وأخيراً. كما تعيد استعراض الموضوعات التقليدية بمقاربات جديدة وشاملة.

فما يحمله المستقبل لعلم الجمال النسوي؟ دعت إستلا لوتر Estella Lauter النسويات إلى وضع خطاب واقعي متداخل الاختصاصات لتجنب “أزمة” مستقبلية في علم الجمال:

مؤتمر دولي يدعو كل الأطراف النسوية المهتمة إلى مناظرة فلسفية مع جميع فلاسفة الجمال حول طبيعة التجربة الجمالية، والانخراط السياسي في الفن، والنظرية، والاختلاف، والمعارضة، والعديد من القضايا المادية وغير المادية التي ربما تكون متصلة، أو غير متصلة، بشكل مختلف الآن. (Lauter 2003: 282)

كما اقترحت بيج براند وماري ديفريو Mary Devereaux إلقاء مزيد من الضوء على مجالين مهمين لم يحظيا بالدراسة الكافية حتى الآن. الأول هو تاريخ علم الجمال. وجدت (براند) أن النسويات لم يهتممن بشكلٍ كافٍ بتاريخ فرعهن؛ فدعت إلى إجراء المزيد من الدارسات حول الشخصيات التاريخية مثل أفلاطون وأرسطو، وكذلك التطرق إلى الموضوعات المهمشة مثل نظريات العصور الوسطى حول مفهوم الجمال، بالإضافة إلى توجيه مزيد من الاهتمام إلى الكاتبات اللاتي لم يُعترف بدورهن حتى الآن في تاريخ علم الجمال في القرن العشرين، مثل سوزان لانجرSusanne Langer، وسوزان سونتاج Susan Sontag، وآيريس موردوك Iris Murdoch، وإيفا شابرEva Schaper، وماري موزرسيل Mary Mothersill. (مارجريت ماكدونالد Margaret Macdonald، وهيلين نايت Knight Helen، وكاثرين جِلبرت Katherine Gilbert، وإيزابيل كرييد هانجرلاندIsabel Creed Hungerland، هن أيضاً شخصيات لا يُعرف عنهن الكثير، ترأست جِلبرت وهانجرلاند الجمعية الأمريكية لعلم الجمال لمدة عامين، في 1946 و1965). ورُغم أن العديد من هؤلاء المفكرات لا يعتبرن أنفسهن نسويات، ربما تلقي إسهاماتهن، بالإضافة إلى إسهامات النساء الأخريات اللاتي سيتم اكتشافهن فيما بعد، بمزيد من الضوء على الفكر السائد داخل المجال المهيمن عليه الرجال، وكذلك استكشاف موضوعات القيم الفنية والتجربة الجمالية التي اختاروا تفضيلها.

أما المجال الثاني فهو يتعلق بموضوع تأنيث علم الجمال، وهو مساق آخر مهمش يتطلب من الفلاسفة إعادة تقييم أنفسهم بشكل أوسع. ويتناول “تأنيث علم الجمال” تهميش علم الجمال بصفته مجالاً “ناعماً” في مجال الفلسفة العريض والمهيمن عليه المنظور الذكوري. إن طرح أسئلة مستقبلية حول الدور الذي يقوم به علم الجمال، أو يقصر فيه، داخل الفلسفة النسوية يعزز من فهمنا لتجربة المرأة بصفتها ركيزة أساسية في البحث النسوي.

في الختام، يتيح الزخم البحثي الحديث في العلوم المعرفية والأطر “المعمارية” المعرفية الفردية، سبلاً مفتوحة وحثيثة لدراسة عوامل الجندر، والعِرق، والجنسانية، والإثنية، الخ. اهتمام الفلاسفة عبر فروع المعرفة بمكونات المشاعر ووظائفها، والدراسات النفسية حول الإدراك وأحكام القيمة الناشئة، ودور الخيال في خلق القصص؛ جميعها تفتح الباب لمناظرات جديدة في بعض المسائل التقليدية، الحافلة بالفرص، في علم الجمال المعاصر (Currie 2003). إن تداخل علم الجمال مع فلسفة العقل، وعلم النفس العصبي، وعلم النفس التطوري، ينطوي على فرضيات قابلة للاختبار، وبالتأكيد استكشاف دور الجندر يستحق البحث والسعي.

المصدر


 

المراجع

Battersby، C. (1989) Gender and Genius: Towards a New Feminist Aesthetics، Bloomington and Indianapolis: Indiana University Press.

Borzello، F. (1998) Seeing Ourselves: Women’s Self- portraits، New York: Harry N. Abrams.

Bovenschen، S. (1985) “Is There a Feminine Aesthetic?” in Feminist Aesthetics، ed. G. Ecker، tr. Harriet Anderson، Boston، MA: Beacon Press، pp. 23–50 (originally published 1976).

Brand، P. (1998) “Feminism: Feminism and Tradition،” in Encyclopedia of Aesthetics، ed. M. Kelly، New York: Oxford University Press، pp. 167–70.

——ed. (2000) Beauty Matters، Bloomington and Indianapolis: Indiana University Press.

Brand، P. and Devereaux، M.، eds. (2003) Hypatia: A Journal of Feminist Philosophy18 (Fall/Winter (، Special Issue: Women، Art، and Aesthetics.

Brand، P. and Korsmeyer، C. (eds.) (1990) The Journal of Aesthetics and Art Criticism 48 (4) ، Special Issue: Feminism and Traditional Aesthetics.

——(eds.) (1995) Feminism and Tradition in Aesthetics، University Park: Pennsylvania State University Press.

Broude، N. and Garrard، M.D.، eds. (1982) Feminism and Art History: Questioning the Litany، New York: Harper and Row.

—— eds. (1994) The Power of Feminist Art: The American Movement of the 1970s، History and Impact، New York: Harry N. Abrams.

Cahill، A.J. (2003) “Feminist Pleasure and Feminine Beautification،” Hypatia: A Journal of Feminist Philosophy18، Special Issue: Women، Art، and Aesthetics، eds. P. Brand and M. Devereaux: 42–64.

Chadwick، W. (2002) Women، Art، and Society، London: Thames and Hudson. (Original work published 1990.)

Chicago، J. (1996) Beyond the Flower: The Autobiography of a Feminist Artist، New York: Viking Press.

Chicago، J. and Lucie- Smith، E. (1999) Women and Art: Contested Territory، New York: Watson- Guptill Publications.

Cox، Renée (2001) Renée Cox: American Family، New York: Robert Miller Gallery.

Currie، G. (2003) “Aesthetics and Cognitive Science،” in The Oxford Handbook of Aesthetics، ed. J. Levinson، Oxford and New York: Oxford University Press، pp. 706–21.

Deepwell، K.، ed. (1995) New Feminist Art Criticism، Manchester: Manchester University Press.

Devereaux، M. (2003) “Feminist Aesthetics،” in The Oxford Handbook of Aesthetics، ed. J. Levinson، Oxford and New York: Oxford University Press، pp. 647–66.

Eaton، A. (2005) “Feminist Aesthetics and Criticism،” in Encyclopedia of Philosophy، 2nd edn، ed. D. Borchert، Basingstoke: Macmillan.

Farris- Dufrene، P. (1997) Voices of Color: Art and Society in the Americas، Atlantic Highlands، NJ: Humanities Press International.

Felski، R. (1989) Beyond Feminist Aesthetics: Feminist Literature and Social Change، Cambridge، MA: Harvard University Press.

Florence، P. and Foster، N.، eds. (1998) “Review Essay and Call for Papers،” Women’s Philosophy Review19 (Autumn).

—— eds. (2000a) Women’s Philosophy Review25 (Autumn)، Special Issue: Aesthetics.

—— eds. (2000b) Differential Aesthetics: Art Practices، Philosophy and Feminist Understandings، Aldershot and Burlington VT: Ashgate Publishing.

Freeland، C. (2001) But Is It Art?Oxford: Oxford University Press.

Frueh، J. (2001) Monster/Beauty: Building the Body of Love، Berkeley، Los Angeles، London: University of California Press.

Greer، G. (1979) The Obstacle Race: The Fortunes of Women Painters and Their Work، New York: Farrar Straus Giroux.

Guerilla Girls (1995) Confessions of the Guerilla Girls، New York: HarperPerennial.

—— (1998) The Guerilla Girls’ Bedside Companion to the History of Western Art، New York: Penguin Books.

—— (2003) Bitches، Bimbos and Ballbreakers: The Guerilla Girls’ Illustrated Guide to Female Stereotypes، New York: Penguin Books.

—— (2004) The Guerilla Girls’ Art Museum Activity Book، New York: Printed Matter.

Harris، A.S. and Nochlin، L. (1976) Women Artists: 1550–1950، New York: Alfred A. Knopf and the Los Angeles County Museum of Art.

Hein، H. and Korsmeyer، C.، eds. (1990) Hypatia: A Journal of Feminist Philosophy 5 (2)، Special Issue: Feminism and Aesthetics.

—— eds. (1993) Aesthetics in Feminist Perspective، Bloomington and Indianapolis: Indiana University Press.

Hess، T.B. and Baker، E.C.، eds. (1973) Art and Sexual Politics: Women’s Liberation، Women Artists، and Art History، New York and London: Collier Macmillan.

Hoban، P. (2004) “Masks Still in Place but Firmly in the Mainstream،” New York Times، January 4، AR34، 37.

Hutcheson، F. (1977) An Inquiry into the Original of Our Ideas of Beauty and Virtue، in Aesthetics: A Critical Anthology، eds. G. Dickie and R.J. Sclafani، New York: St Martin’s Press، pp. 569–91.

Irigaray، L. (1974/1985) Speculum of the Other Woman، tr. G.C. Gill، Ithaca، NY: Cornell University Press.

Isaak، J.A. (1996) Feminism and Contemporary Art: The Revolutionary Power of Women’s Laughter، New York: Routledge.

Korsmeyer، C. (1999) Making Sense of Taste: Food and Philosophy، London and Ithaca، NY: Cornell University Press.

——(2004a) Gender and Aesthetics: An Introduction، New York and London: Routledge.

——(2004b) “Feminist Aesthetics،” in the Stanford Encyclopedia of Philosophy، http://plato.stanford.edu/entries/feminism- aesthetics/

Kristeva، J. (1982) The Powers of Horror: An Essay in Abjection، tr. L.S. Roudiez، New York: Columbia University Press.

Lauter، E. (2003) “Aesthetics in Crisis: Feminist Attempts to Create an Interdisciplinary Discourse،” Hypatia: A Journal of Feminist Philosophy18: Special Issue: Women، Art، and Aesthetics: 273–82.

Levinson، J. (ed.) (1998) Aesthetics and Ethics: Essays at the Intersection، Cambridge and New York: Cambridge University Press.

Lintott، S. (2003) “Sublime Hunger: A Consideration of Eating Disorders Beyond Beauty،” Hypatia: A Journal of Feminist Philosophy18: Special Issue: Women، Art، and Aesthetics: 65–86.

Lippard، L.R. (1984) Get the Message? A Decade of Art for Social Change، New York: E.P. Dutton.

Meyers، D.T. (2002) Gender in the Mirror: Cultural Imagery and Women’s Agency، Oxford and New York: Oxford University Press.

The Monist(1973) Special Issue: Women’s Liberation: Ethical، Social، and Political Issues،57 (1) .

Nochlin، L. (1988) “Why Have There Been No Great Women Artists?” in Women، Art، and Power and Other Essays، New York: Harper and Row، pp. 1–36.

Pacteau، F. (1994) The Symptom of Beauty، Cambridge، MA: Harvard University Press.

Parker، R. and Pollock، G. (1981) Old Mistresses: Women، Art and Ideology، New York: Pantheon.

Petersen، K. and Wilson، J.J. (1976) Women Artists: Recognition and Reappraisal from the Early Middle Ages to the Twentieth Century، New York: Harper and Row.

The Philosophical Forum5 (1–2) (1973–4)، Special Issue: Women and Philosophy.

Piper، A. (1996) Out of Order، Out of Sight، 2 vols.، Cambridge، MA: MIT Press.

Robinson، H. (2001) Feminism – Art – Theory: An Anthology 1968–2000، Oxford and Malden، MA: Blackwell Publishers.

Rooks، N.M. (1996) Hair Raising: Beauty، Culture، and African American Women، New Brunswick، NJ، and London: Rutgers University Press.

Schor، N. (1987) Reading in Detail: Aesthetics and the Feminine، New York and London، England: Methuen.

Shusterman، R. (2003) “Somaesthetics and The Second Sex: A Pragmatist Reading of a Feminist Classic،” Hypatia: A Journal of Feminist Philosophy18، Special Issue: Women، Art، and Aesthetics: 106–36.

Steiner، W. (2001) Venus in Exile: The Rejection of Beauty in 20th- century Art، New York: The Free Press.

Tufts، E. (1975) Our Hidden Heritage: Five Centuries of Women Artists، New York: Paddington Press.

Worth، S. (1998) “Feminism and Aesthetics،” in The Routledge Companion to Aesthetics، eds. B. Gaut and D.M. Lopes، London: Routledge.