انزلاق سريع نحو الموجة الرابعة.. المستشفيات تعاني والحل بالتلقيح
لم يدم “الاستقرار الصحي” أكثر من خمسة أشهر، قبل أن نعود إلى مربع الخطر، مع استعادة فيروس “كورونا” نشاطه منذ نحو أسبوعين، منذراً بالدخول في موجة جديدة من التفشي.
صحيح أن ثمة تعويلاً في المرحلة الراهنة على نتائج عملية التلقيح، إلا أن ما يعوق الاطمئنان هو مدى قدرة القطاع الصحي على استيعاب مرحلة التفشي في ما لو وصلنا إليها. والسؤال المؤرّق في ظل صعود الأرقام هو: هل سيكون القطاع الاستشفائي قادراً على المواجهة؟ لا جواب حتى الآن، إلا أن ثمة خوفاً من صعوبة تلبية «النداء»، في ظل التحديات الكثيرة التي تجعل المواجهة أصعب. إذ لم يعد صرف الدولار هو فقط ما يعيق المواجهة، بعدما أضيف إليه الانقطاع الهائل في عدد كبير من الأدوية، والهجرة المستمرة للقطاع الطبي والتمريضي. وهي تحديات تعكسها التصريحات الرسمية، وآخرها التعليمات التي وجّهها وزير الصحة فراس الأبيض قبل أيام – بحسب معلومات لـ«الأخبار» – برفع جاهزية المستشفيات الحكومية وزيادة أعداد الأسرّة المخصصة لمرضى كورونا.
يضاف إلى هذا الواقع الحذر، أن معظم المستشفيات فقدت القدرة على استعادة زمام المواجهة. فحتى الآن، يوجد في لبنان حوالى 14 مستشفى حكومياً لا تزال تستقبل مرضى كورونا تضم 394 سريراً (178 منها للعناية). ويضاف إليها 30 مستشفى خاصاً فقط لا تزال «تحتفظ» بأقسام كورونا مفتوحة، تتضمن فقط 400 سرير (150 للعناية الفائقة). فهل يمكن لهذه المستشفيات، مجتمعة، استيعاب الأعداد الكبيرة للمصابين في حال حصول موجة جديدة؟
يؤكد نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة في لبنان، سليمان هارون، أن غالبية المستشفيات الخاصة أقفلت أقسام كورونا، مشدداً على صعوبة تحملها موجة جديدة من الفيروس، وإن كان يستبعد ارتفاع أعداد المصابين الذين يضطرون للدخول إلى المستشفيات، أقله في المرحلة الراهنة، باعتبار أعداد الذين تلقوا اللقاحات أو سبق أن أصيبوا بالفيروس.
ماذا عن جهود الوزارة لتفادي كارثة صحية؟
يشدد فواز على ضرورة أخذ اللقاح، لافتاً إلى أن الوزارة تسعى إلى زيادة أعداد الملقحين عبر استهداف فئات عمرية جديدة واعتماد الباصات والعيادات النقالة للوصول إلى القاطنين في مناطق لا يزال معدل التلقيح فيها منخفضاً، مثل بعلبك الهرمل وعكار وبعض مناطق الجنوب.
وفي خطوة مواكبة لذلك، يشير فواز إلى أن الوزارة تتعاون مع وزارة التربية من خلال إرسال فرق لتلقيح الطلاب بعد تسجيلهم على منصة التلقيح، مع الإشارة إلى أن عدد الذين تراوح أعمارهم بين 12 و16 سنة وتلقوا الجرعة الأولى بلغ نحو 90 ألفاً في حين فاق عدد الملقحين الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و18 سنة الـ100 ألف.