غير مصنف

بحث عن الالحاد – مخزن

نقدم لكم خلال هذا المقال بحث عن الالحاد ، حيث أن الإلحاد ظاهرة خطيرة انتشرت في الفترة الخطيرة بين الشباب لأسباب متعددة ومختلفة يمكن إجمالها في تأثرهم الشديد بحركة العولمة وما سببته من انفتاح ثقافي على مجتمعات وثقافات لا تشبه ثقافة المسلمين في الحياة بوجه عام، من حيث أسلوب الحياة وطريقة التفكير والنظرة للحياة الدنيا وإدراك مفهوم الدين والتدين وغيرها، خلال السطور التالية نتحدث عن الإلحاد وأنواعه وأسبابه وطرق مواجهته، نقدم لكم هذا المقال عبر مكساوي.

بحث عن الالحاد

خلال هذا البحث نتحدث عن الإلحاد وأنواعه وأسبابه، حيث أنه من الظواهر الخطيرة التي تهدد المجتمعات الإنسانية، إذ أن الإلحاد هو عدم الاعتقاد في وجود إله خالق للكون أو وجود أديان وهو ما يسبب عدم الإيمان بالخير والشر أو الاتفاق على مبادئ عامة لتمييز الخير من الشر بين البشر، إذ أن أساس القوانين والمبادئ الإنسانية هو الأديان وما تدعو له من قيم وأخلاق.

وبالتالي فإن شيوع إنكار وجود الأديان قد يتسبب في تغيير كثير من المبادئ الإنسانية ويتسبب في ضياع مفهوم الخير والشر إذ تصبح النفعية هي مبدأ حياة الإنسان الوحيد، يفعل ما يحقق له الفائدة وإن كان حراماً أو ضاراً للمجتمع بصورة عامة، ويتجنب ما لا ينفعه وإن كان فيه خير للمجتمع.

أسباب الالحاد

تتعدد أسباب الإلحاد ما بين أسباب شخصية أو نفسية وأسباب اجتماعية وأسباب دعوية، ومن أسباب الإلحاد في المجتمعات المسلمة ما يلي:

أسباب شخصية

  • مرور الشخص بظروف نفسية قد يتسبب في الإلحاد، حيث وُجد أن أغلب الشباب المسلم الذي اتجه للإلحاد مر بمرحلة اكتئاب شديد تسببت في فقدانه للإيمان بالله وبوجود الأديان.
  • التأثر بالغرب وبعض أفكار الفلاسفة الملحدين بلا تفكير، حيث أن بعض الشباب بمجرد أن يستمع لأفكار الملحدين فإنه قد يقتنع بها لاتفاقها مع أهوائه دون تفكير أو نقد لهذه الأفكار.
  • النشأة في بيئة متطرفة في التدين بدرجة كبيرة، وُجد أن نشأة الشخص في بيئة متدينة لدرجة التطرف ثم إدراكه لخطأ هذه المعتقدات المتطرفة في أحد مراحل عمره قد يدفعه للإلحاد وإنكار الدين بأكمله.
  • النشأة في بيئة غير متدينة، إذا نشأ الشاب في أسرة غير متدينة ولم يتعلم تعاليم الإسلام من صغر سنه، فإنه يكون أكثر عرضة للإلحاد في سن الشباب، حيث تكون عقيدته أصلاً غير قوية ويمكن أن تهتز وتختفي لأبسط الأسباب.
  • الاقتناع بالحرية السلبية وهي مفهوم الحرية الذي ينطلق من انتفاء العبودية، على عكس الحرية الإيجابية التي تنطلق من مبدا السيادة على الذات ومسئولية الإنسان عن أفعاله أمام الله والمجتمع والقانون، حيث تبدأ الحرية السلبية بالرغبة في التحرر من قيود المجتمع والقانون وقد تنتهي بالرغبة في التحرر من قيود الدين والاتجاه للإلحاد.

أسباب خارجية

  • انتشار الإلحاد حول الشخص وتأثره بأفكار الملحدين، حيث أن الأفراد يتأثرون ببعضهم والفكرة تنتقل من شخص إلى شخص داخل المجتمع في حركة طبيعية مهما كانت الفكرة غريبة أو شاذة.
  • انتشار الأفكار الإلحادية في الإعلام والسينما والدراما الأجنبية وتأثر بعض الشباب بذلك.
  • تطور مواقع ووسائل التواصل الاجتماعي وانفتاح العالم بفعل العولمة الإعلامية والثقافية، حيث يسمح ذلك بالتواصل بين الأشخاص من ثقافات مختلفة ويزيد من اتساع حركة التبادل الثقافي بين المجتمع.
  • اتساع نطاق التبادل الثقافي بين الأفراد من مجتمعات ومعتقدات مختلفة يؤثر بدرجة كبيرة على التطور الاجتماعي الثقافي داخل كل مجتمع، مما يجعل ثقافات الأفراد ومعتقداتهم تتأثر بدرجة كبيرة.
  • فشل الخطاب الدعوي وسوء تفسير الدعاة لبعض النصوص ودعوتهم لهذا الفهم الخاطئ باعتباره صحيح الدين من الأسباب التي تدفع بعض الشباب للإلحاد.
  • على سبيل المثال فإن تمسك بعض الدعاة بتفسير خاطئ لأحد النصوص الدينية بما يتعارض مع حقائق علمية مثبتة قد يجعل بعض الشباب يشككون في الدين بالكامل، حيث قد لا يستطيع بعضهم الفصل والتفرقة بين الدين والمتدينين وإدراك إن لكل إنسان فهمه الخاص للدين وأفكاره ومعتقداته الشخصية التي قد تختلف بين معتنقي الدين الواحد.
  • الأنظمة السياسية الثيوقراطية التي تحكم باسم الدين قد تدفع بعض الشباب للإلحاد، فالدين هو الخير المطلق وحقائق لا تقبل التشكيك أو الجدل في معظم الأحيان، بينما السياسة اختلاف في الرأي والرؤية واجتهاد بشري قد يصيب وقد يُخطئ.
  • يعتقد البعض أحياناً أن الدين السياسي أو الثيوقراطية هي الدين بما يحمله ذلك النظام من مساوئ سياسية ودينية، وهو ما قد يدفعهم للإلحاد.

أنواع الإلحاد

تتعدد أنواع الإلحاد حسب درجته وسببه ومنها ما يلي:

  • الإلحاد الأصولي: وهو الإلحاد الذي يعتمد على نشر الإلحاد ولا يكون مجرد موقف شخصي يلتزم به الشخص، بل إنه يحاول نشر معتقده ومهاجمة الأديان.
  • الإلحاد المطلق: هو الإنكار التام لوجود خالق للكون أو أديان سماوية أو كتب مقدسة.
  • الإلحاد العلمي: هو الإلحاد المستند إلى العلم والأدلة المادية فقط، حيث يؤمن أصحاب هذا الفكر بالعلم ديناً دون الدين.
  • الإلحاد الفردي: هو الإلحاد الذي يحتفظ فيه صاحبه برأيه لنفسه دون أن يسعى لنشره بين الناس أو أن يصارح أحدهم به.
  • اللاأدرية: وهي نوع من الشك لا يمكن تسميته إلحاداً ولا يمكن اعتباره إيماناً، حيث يكون أصحاب هذا الفكر في حالة لا دراية بوجود إله أو دين أو عدم وجود، والكلمة مشتقة من كلمة “لا أدري” بمعنى لا أعلم أو لا أدرك وتعبر عن موقف عدم الإدراك أو عدم تحديد الموقف.

الإلحاد وفوضى الحرية المطلقة

  • عندما خلق الله آدم عليه السلام وزوجه أسكنهما الجنة ومنحهما الحرية للتمتع بما فيها مع قيد واحد وهو “لا تقربا هذه الشجرة”.
  • لم يكن الإنسان يوماً من الأيام يملك الحرية المطلقة لفعل ما يشاء دون حساب، فقد خلقه الله ووضع قيداً واحداً على حريته ولم يلتزم به آدم عليه السلام فكان نزوله وزوجه للأرض عقاباً على مخالفة أمر الله.
  • بنزول آدم للأرض أصبحت الدنيا دار ابتلاء وامتحان لا قيد على حرية الإنسان فيها سوى القيود الإلهية، فيفعل الإنسان في الدنيا ما يشاء ويحاسب عما فعل في الآخرة.
  • كان القتل أول جريمة ارتكبها بني آدم على الأرض، وهنا ظهر دور المجتمع في ردع الشر حيث عزل آدم وزوجه ومن معهم من أبنائهم الأخيار أنفسهم عن القاتل ومن معه.
  • كانت قيود المجتمع على الحريات أضعف من أن تحفظ استقراره وأحياناً قد لا تحقق العدل وتكون الغلبة للقوة دون ضبط أو عدل.
  • بمرور الوقت ظهرت فكرة الدولة ووجود مسئولين عن وضع القانون وتطبيق العقاب على المخالفين حتى لا تنتشر الفوضى بين الناس وتكون الغلبة للقوة وإن كانت على باطل.
  • بظهور فكرة الدولة أصبحت القوة احتكاراً شرعياً للدولة تستخدمها في حدود القانون وبدأت الحضارة الإنسانية ترتقي وتصبح أكثر نظاماً.
  • مع نزول الأديان السماوية وتدين الدول بها أصبحت الأديان مصدر القوانين في معظم الدول، وهو ما جعل للقوانين مصدر ثابت وقيم ثابتة حيث اتفقت الأديان على أغلب مبادئ الخير والشر والمبادئ العامة للقانون.
  • في الوقت الحالي ومع انتشار الإلحاد في العالم وتعالي أصوات الملحدين أصبحت بعض الدول تتجه نحو الحرية المطلقة المخالفة للمبادئ الدينية والإنسانية الفطرية.
  • فنجد أن بعض الدول بدأت تقنن زواج المثليين رغم كون المثلية الجنسية مما أجمعت الأديان السماوية على تحريمه.
  • شيئاً فشيئاً فإن انتشار الإلحاد قد يجعل كثيراً من القوانين المخالفة لفطرة الإنسان التي خلقه الله عليها وما اتفقت عليه الأديان المختلفة من قيم ومبادئ تتبدل بقوانين أخرى جديدة لا تراعي ذلك أو تضعه في الحسبان.
  • في كل الأحوال ومهما انتشر الفسق والفجور والإلحاد حول المسلم يظل قادراً على التمسك بدينه ويثاب على تمسكه بدينه رغم ما حوله، وختاماً نتذكر قول الله تعالى :”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ ۖ لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ” صدق الله العظيم (المائدة:105).
  • مهما انتشر الفسق والكفر من حول المسلم لا يجب عليه أن يفرط في تمسكه بدينه والتزامه بتعاليمه.

الفرق بين مصطلح الإلحاد وما يتشابه معه من مصطلحات

يوجد بعض الفروق بين الإلحاد وبعض المصلحات أو الأفكار الأخري التي غالباً ما يتم ربطها بالإلحاد، فيما يلي نوضح الفرق بين الإلحاد وهذه الأفكار والمصطلحات:

  • الملحد: هو شخص لا يؤمن بوجود إله أو دين ويعتقد أن الكون قد وُجد بالصدفة.
  • المتشكك: هو الشخص الذي يرى أن الدلائل على وجود الإله والدين غير كافية أو غير مثبتة وكذلك لا يمكن إغفالها.
  • اللا أدري: هو شخص لا يملك موقف محدد من الإله والدين فهو لا يدري أي الموقفين أقوى أو أكثر صحة.
  • الربوبي: هو الشخص المؤمن بوجود الإله الخالق للكون لكنه لا يؤمن بدين محدد.
  • اللاديني: هو نفس المعنى لكلمة الملحد فهي تطلق على من ينكر وجود الإله والأديان.
  • العلماني: هو شخص يؤمن بضرورة فصل الدين عن السياسة والعلم والحياة وانحصاره في كونه موقف شخصي يُحترم أياً كان شريطة أن لا يتم فرضه على الناس بالقوة.
  • الليبرالي: هو شخص يؤمن بأن الحرية من حق كل إنسان طالما انه لا يضر غيره، فالليبرالية الدينية على سبيل المثال هي ترك حرية الإيمان أو الكفر للإنسان طالما أنه لا يضر غيره بموقفه.
  • الشيوعي: هو شخص يؤمن بفلسفة سياسية تقوم على تملك الدولة لجميع وسائل الإنتاج وتجريم الملكية الخاصة لها.

خاتمة بحث عن الإلحاد

إلى هنا نصل إلى ختام هذا البحث عن ظاهرة الإلحاد، إذ أنها من الظواهر الخطيرة في المجتمعات الإنسانية، فالدين هو ما يجعل الإنسان يلتزم بعمل الخير طوعاً وبإرادته ابتغاء مرضاة الله، كما أن الإنسان خُلق ومنحه الله حرية الإرادة والقدرة على الاختيار بين الإيمان والكفر لأنه سيحاسب على اختياره في الآخرة لذلك يجب عليه أن يختار بعناية.

إلى هنا ينتهي مقال بحث عن الالحاد ، عرضنا خلال المقال بحثاً عن ظاهرة الإلحاد وأسبابه وأنواعه وعوامل خطورته على المجتمع، حيث أنه من الظواهر التي انتشرت مؤخراً لعدة أسباب ذكرناها في هذا المقال، نتمنى أن نكون قد حققنا لحضراتكم أكبر قدر من الإفادة.