غير مصنف

بحث عن الفيروسات

يمتلئ الكون من حولنا بملايين الكائنات الحية التي قد لا تراها بالعين المُجردة إلا أنه تتواجد في الطبيعة من حولك بشكل يفوق تصور الكثيرين ، ومن بين هذه الكائنات ما هو ضخم للغاية كالحوت الأزرق أو الكائنات شديدة الدقة كالبكتيريا والفيروسات، وللتعرف على خصائص الفيروسات وكيفية اكتشافها وتأثيرها على الإنسان تابعوا قراءة مقالنا الآتي الذي يتضمن بحث عن الفيروسات في السطور التالية من موقع مكساوي.

بحث عن الفيروسات

على الرغم من دقة حجمها الشديدة إلا أن الفيروسات تمثل تصنيفاً خاصاً من بين الكائنات الحية، فلا يتم تصنيف الفيروسات للحيوانات أو النباتات أو البكتيريا، إلا أنه يتم وضعها في مملكة منفصلة بذاتها، ولا يُمكن النظر إلى الفيروسات بوصفها كائنات حية بالمعنى الواضح، حيثُ أنها لا يُمكنها العيش بحرية وذلك لاعتمادها على الخلايا المُضيفة في جسم العائل للقيام بالعمليات الأيضيه التي لا يُمكنها القيام بها منفردة، وقد تم اشتقاق اسم الفيروسات من اللفظ اللاتيني الذي يعني السم أو الضحل.

مقدمة بحث عن الفيروسات

تُعرف الفيروسات بأنها أحد الكائنات الحية الدقيقة للغاية بحيثُ لا يُمكن رؤيتها بالعين المجردة وإنما باستخدام المجهر الضوئي، وتُعد الفيروسات من أبرز مسببات الأمراض الالتهابية لتُصيب جميع أنواع الكائنات الحية ومن بينها الإنسان والحيوان والنباتات وكذلك البكتيريا.

يُطلق على الفيروسات اسم الحمات، ويوجد منها ملايين الأنواع، إلا أن العلماء لم يستطيعوا التوصل لمعلومات دقيقة للغاية سوى عن خمسة آلاف نوع فقط من الفيروسات، وتعيش الفيروسات في مختلف النظم الإيكولوجية الموجودة على سطح الأرض لتكون أكثر أنواع الكائنات الحية تواجداً في الطبيعة من حولنا، ويوجد منها العديد من الأشكال التي قد تكون بسيطة أو لولبية أو شديدة التعقيد.

وعادةً ما تنتقل الفيروسات من خلال العدوى عبر عدة طرق أبرزها من خلال الهواء الجوي الذي تتنفسه الكائنات الحية، أو من خلال الحشرات، أو عبر التواصل الجسدي والتلامس، وكذلك من خلال الفم عبر الطعام، كما يُمكنها الانتقال من حلال عمليات نقل الدم والحُقن الملوثة.

تكوين الفيروسات

بشكل رئيسي تتكون الفيروسات من ثلاثة أجزاء رئيسية تتمثل في:

الحمض النووي ـ Nucleic acid

  • يُمثل الحمض النووي لب الفيروس والمكون الرئيسي له، بحيثُ يتكون من المادة الوراثية المسئولة عن حمل الخصائص المميزة للفيروس، وتكون مسئولة عن عملية التكاثر والنمو.

الغلاف البروتيني ـ Protein Coat

  • يُعد الغلاف البروتيني هو الطبقة المسئولة عن حماية الحمض النووي الخاص بالفيروس نفسه.

الغشاء الدهني ـ Lipid membrane

  • يُمثل الغشاء الدهني الطبقة الثالثة المسئولة عن حماية الطبقة البروتينية، إلا ان بعض الفيروسات قد لا تمتلك الغشاء الدهني لذا يُطلق عليها الفيروسات العارية.

اكتشاف الفيروسات قديماً

بدأ الاكتشاف الأول للفيروسات في عام 1886 م وذلك عندما قام الكيميائي والباحث الزراعي الألماني (أدولف ماير) بنشر بحث علمي عن مرض الفسيفساء، حيثُ أنه من خلال نتائج تجاربه المتعددة قد توصل إلى أنه عندما قام بسحق أوراق مصابة مع حقن العصير الضار داخل عروق أوراق التبغ السليمة قد نتج عن ذلك إلى ظهور اللون الأصفر المرقط على الأوراق السليمة، ففي البداية اعتقد ماير أن سبب مرض الفسيفساء كان التبغ الموجود في العصير المورق، إلا أنه على الرغم من ذلك قد صعُب عليه إثبات هذا الأمر.

راود ماير شعوراً بأنه من المؤكد أن كافة الأسباب للأمراض هي ذات أصل بكتيري، إلا أنه لم يتمكن من القيام بعزل المُسبب للمرض أو التعرف على هيئته تحت المجهر الضوئي، ولا يُمكنه إعادة إنتاج نفس المرض من خلال حقن مجموعة من النباتات الصحية بمجموعة من البكتيريا المعروفة.

وفي خلال عام 1982 قام طالب روسي يُدعة ديميتري إيفانوفسكي بتكرار تجارب أدولف ماير ولكن مع بعض التحايل، وخلال تجاريه فقد تمكن من إثبات أن أحد أنواع البكتيريا هي كانت سبب الإصابة بمرض التبغ.

وفي عام 1898 تمكن عالم هولندي الجنسية يُدعة مارتنوي بيرينك من إثبات أن السبب وراء مرض فسيفساء التبغ لم يكن سبباً بكتيرياً وإنما فيروس حي شائل ليُشير غليه بالمصطلح قديم العهد (فيروس قابل للتصفية).

خصائص الفيروسات

اختلفت آراء العلماء حول خصائص الفيروسات، فهناك من نظر إليها باعتبارها كائنات حية دقيقة التكوين، وهناك من اعتبرها بنيات عضوية على حافة الحياة، فهناك تشابه كبير بين الفيروسات تلك الكائنات الحية الدقيقة والكائنات الحية في وجود الجينات الوراثية، بالإضافة إلى القدرة على الانتقاء الطبيعي والتطور، وتنقسم خصائص الفيروسات إلى الخصائص العامة، والخصائص الحية، الخصائص غير الحية التي يُمكن تفصيلها على النحو التالي:

الخصائص العامة للفيروسات

  • لا يُمكن النظر إلى الفيروس على أنه خلية، وذلك لعدم احتواءه على العضّيات المختلفة أو سائل السيتوبلازم.
  • لا تستطيع الفيروسات الاستجابة للمؤثرات الخارجية المختلفة.
  • لا يُمكن للفيروسات القيام بالأنشطة الحيوية المختلفة مثل الكائنات الحية الأخرى.
  • لا يُمكن للفيروسات التكاثر ذاتياً.
  • الفيروسات كائنات قادرة على إنتاج سلالات جديدة.
  • تتواجد الفيروسات في هيئة بلورات في الطبيعة خارج الكائنات الحية، إلا أنها تبدأ أنشطتها بعد الدخول إلى خلية كائن حي.
  • لا تتأثر الفيروسات بالمضادات الحيوية.
  • تموت الفيروسات عند التعرض لدرجات الحرارة المرتفعة.
  • تنتشر الفيروسات بسرعة فائقة، أي أنها سريعة العدوى.
  • الفيروسات كائنات انتقائية ودقيقة للغاية، أي أن لكل نوع من الفيروسات متخصص لإصابة خلايا محددة.

الخصائص الحية للفيروسات

  • يُمكن للفيروسات التكاثر بمعدل متسارع، وإلا أن ذلك يتم فقط من خلال الخلايا المضيفة في الكائنات الحية.
  • يُمكن للفيروسات التحور والتطور.

الخصائص غير الحية للفيروسات

  • الفيروسات كائنات غير خلوبة، إي أنها لا تحتوي على أية عضّيات خلوية أو السيتوبلازم.
  • لا تقوم الفيروسات بتنفيذ أية عمليات انقسام أو استنساخ من تلقاء نفسها، إلا أنها يجب أن يتم تكاثرها من خلال الأجهزة الأيضية للخلية المضيفة، أي أن الفيروسات لا تنمو ولا تنقسم إلا داخل الخلايا المضيفة للكائنات الحية.
  • يوجد لدى الغالية العظمى من أنواع الفيروسات تمتلك إما حمض DNA أو RNA ولكن لا يوجد كليهما لدى الفيروسات.

تصنيف الفيروسات

قام العالم ديفيد بلتيمور بتقديم ابتكار علمي تحت مُسمى (نظام تصنيف بلتيمور) بالإضافة إلى نظام اللجنة الدولية المتعلق بتصنيف الفيروسات، والذي جاء على النحو التالي:

  • الفيروسات ذات حمض الـ DNA ثنائي السلسلة، وهي فيروسات غدانية، من بينها الفيروسات الهربسية، والفيروسات الجدرية.
  • الفيروسات ذات الـ DNA أحادي السلسلة وهي ما تشمل الفيروسات الصغيرة.
  • الفيروسات ذات الـ RNA ثنائي السلسلة والذي يشمل الفيروسات الجرمية.
  • الفيروسات الإيجابية ذات الـ RNA أحادي السلسلة مثل الفيروسات الطخائية.
  • الفيروسات السلبية ذات الـ RNA أحادي السلسلة ومن بينها الفيروسات الربدية.
  • فيروسات النسخ العكسي ذات الـ RNA أحادي السلسلة والتي تشمل الفيروس القهقري.
  • فيروسات النسخ العكسي ذات الـ DNA ثنائي السلسلة والتي تشمل الفيروسات الكبدية.

تكاثر الفيروسات

  • تتكاثر الفيروسات من خلال عملية تُعرف بالتناسخ، فلا يُمكن تصنيف هذه العملية على أنها تكاثر، وذلك بسبب اعتماد الفيروسات الكبير على الخلية الحية التي تقوم بالتطفل عليها في عملية التكاثر، فالفيروسات تعتمد على العائل في الحصول على الطاقة والمواد العضوية التي تحتاج إليها الفيروسات لتقوم بتكوين السلاسل الجينية من خلال الأحماض الأمينية، أي أن الفيروس يحمل في داخله تعليمات كيفية التناسخ أو التكاثر، وبمجرد دخوله إلى الخلية الحية يقوم بتوجيه أنشطتها لخدمة عملية تكاثره، وهذا ما ينتج عنه وجود المزيد من الفيروسات التي تنتشر لتصيب خلايا أخرى.

أمثلة على الفيروسات

يوجد من الفيروسات العديد من المجموعات المتنوعة على النحو التالي:

فيروسات تُصيب الإنسان

يوجد الكثير من أنواع وأصناف الفيروسات التي يُمكنها إصابة الإنسان والتي تختلف في أضرارها ودرجة تأثيرها على الجسم، ومن بينها:

  • فيروس الإنفلونزا.
  • فيروس الجدري.
  • فيروس نقص المناعة المكتسبة أو ما يُعرف بـ فيروس الإيدز.
  • فيروس التهاب الكبد الوبائي بأنواعه المختلفة أ ـ ب ـ ج.

فيروسات تُصيب الحيوانات

الفيروسات التي تُيب الحيوانات تتشابه بشكل كبير مع الفيروسات التي تُصيب الإنسان لذا يُمكنها الانتقال إليه لإصابته، ومن بينها:

  • فيروس الإنفلونزا.
  • فيروس جدري البقر.
  • فيروس الحصبة.

فيروسات تُصيب النباتات

  • فيروس تبرقش وزوائد البازلاء.
  • فيروس اصفرار الخوخ.
  • فيروس تريستيزا الحمضيات.

خاتمة بحث عن الفيروسات

وفي النهاية فإن الفيروسات من أهم مُسببات الأمراض لمختلف الكائنات الحية الأخرى، وتنتشر بسرعة فائقة، أي أنها سريعة العدوى ، إلا أنها تموت عند التعرض لدرجات الحرارة المرتفعة.

وختاماً نكون قد عرضنا لكم فقرات بحث عن الفيروسات شامل ، وللمزيد من الموضوعات تابعونا في موقع مكساوي.