أخبار قطر

حريصون على الوصول إلى قمة الجاهزية لتأمين المونديال

نرحب بالجميع.. ونريد أن يحترم الجميع ثقافتنا 
قطر تمتلك كفاءات شرطية وأمنية مؤهلة وقادرة على تأمين كأس العالم 
 توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والتعاون الأمني المشترك 
 برنامج أمن وسلامة الجماهير الرياضية صُمم خصيصاً ليكون موجهاً للأمن الحكومي والأمن الخاص
 البطولة فرصة لطالما انتظرناها كعرب ومسلمين لنعكس للعالم أجمع الوجه الحقيقي للثقافة والقيم الإسلامية والعربية
 

أكد سعادة الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني قائد عمليات أمن بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، أن لجنة عمليات أمن وسلامة البطولة حريصة على الوصول إلى قمة الجاهزية لتأمين البطولة على مختلف المستويات.. منوها في الوقت ذاته بأن الجمهور في قطر من المواطنين والمقيمين هم بمثابة الصف الأول لتحقيق نجاح البطولة لتكون الأكثر أمنا في العالم.
وقال سعادته في حوار مع وكالة الأنباء القطرية (قنا) «تعتبر سلامة وأمن كافة المشاركين في بطولة كأس العالم من منتخبات ومشجعين وزوار إحدى أولوياتنا الأساسية، وبلا شك أن تنظيم مثل هذا الحدث العالمي يتطلب الاستعداد الأمثل وصولا إلى قمة الجاهزية على مختلف المستويات اللوجستية والبشرية والفنية».

20221006 1665005066 335

وأوضح أن هذا البرنامج شمل عدة برامج تدريبية مثل (أمن وسلامة الملاعب، والحس الأمني، وإدارة الحشود، وحقوق الإنسان، والإسعافات الأولية، والتعاون مع الجمهور)، بالإضافة إلى برنامج سياسات وإجراءات البطولة حسب كل موقع والذي غطى التدريب على إخلاء المنشأة والتدريب على سيناريوهات محتملة، وتمت الاستعانة في هذه البرامج بخبراء متخصصين من الشرطة الأوروبية، ومنظمة اليوروبول، وتطابقت جميعها مع ما هو معتمد ومطبق لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، وبلغ إجمالي المشاركين في هذه البرامج من الأمن الحكومي (32.000) مشارك، بالإضافة إلى (17.000) مشارك من الأمن الخاص.
وتابع سعادته «كما حرصنا أيضا على رفع مستوى الجاهزية وتطبيق الخطط الأمنية وإنزالها إلى أرض الواقع عبر عدد من التمارين الوهمية المكتبية والميدانية كان آخرها تنظيم «تمرين وطن» في شهر نوفمبر من العام الماضي 2021 بمشاركة عدد من الجهات المدنية والعسكرية، وقوات شقيقة وصديقة من خارج قطر، بالإضافة إلى مشاركة المعنيين في الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)».
الاستعدادات لإقامة وتنظيم «تمرين وطن 2»  
وأضاف «أثبت هذا التمرين نجاحه في تعزيز تكامل الأدوار بين الجهات المدنية والعسكرية من خلال تفعيل آلية القيادة والسيطرة وخطط الاتصال، وقياس سرعة الاستجابة للأحداث الطارئة وجاهزية الموارد المختلفة، بالإضافة إلى اختبار الخطط الأمنية المبنية على الأهداف المرجو تحقيقها. 
وأعلن سعادته أنه تجري الآن الاستعدادات لإقامة وتنظيم «تمرين وطن 2» خلال شهر أكتوبر الجاري، حيث سيتضمن «تمرين وطن 2» سيناريوهات مختلفة وفي مواقع أخرى بغرض تجويد الأداء والتأكد من مستويات الاتصال الداخلي بين الجهات المعنية المدنية والعسكرية. 
وأكد سعادته أن البطولات الرياضية المختلفة التي استضافتها دولة قطر خلال السنوات القليلة الماضية شكلت اختبارا حقيقيا.
 الاستفادة من تلك المشاركات
وأضاف سعادته «كما وقفنا في لجنة عمليات أمن وسلامة البطولة على سلامة الخطط والبرامج المختلفة من خلال الاستفادة من تلك المشاركات بالتركيز على مخرجاتها والدروس المستفادة منها لتفادي أي سلبيات قد تحدث أثناء التنفيذ وبالتالي معالجتها في نفس الوقت وتعزيز الإيجابيات الناتجة عنها لتصبح كافة الخطط ملبية لتعزيز أمن بطولة كأس العالم».
وعلى صعيد التعاون الخارجي أوضح سعادته «أن اللجنة تعمل بصورة متكاملة ومتجانسة مع شركائها الإقليميين والدوليين لضمان انسيابية تبادل المعلومات والخبرات في المجالات الأمنية، حيث تم في هذا الشأن توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم مع دول ومنظمات دولية مختلفة مثل: (الإنتربول، والمركز الدولي للأمن الرياضي (ICSS)، ووكالة الشرطة الأوروبية اليوروبول (Europol)، وهذا يعود إلى اقتناعنا بأهمية التعاون المشترك. 
حرصنا على تعزيز علاقتنا 
مع مختلف الدول الشقيقة 
وحول التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة فيما يتعلق بأمن البطولة، قال سعادته «في البدء لابد من التأكيد على أن دولة قطر تمتلك كفاءات شرطية وأمنية مؤهلة ومدربة على أعلى المستويات وقادرة على تأمين بطولة كأس العالم وفعالياتها المختلفة.. وفي ذات الوقت حرصنا على تعزيز علاقتنا مع مختلف الدول الشقيقة والصديقة وبخاصة في تنظيم مثل هذه الأحداث والفعاليات العالمية التي تستقطب العديد من المهتمين.
وأضاف سعادته «وبالفعل تم توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والتعاون الأمني المشترك مع ممثلي بعض الدول الشقيقة والصديقة، لمشاركة قوات متخصصة من تلك الدول للمساهمة وتقديم الدعم إذا تطلب الأمر، وستعمل تلك القوات تحت قيادة أمنية قطرية بهدف توحيد الجهود والالتزام بالخطط الأمنية الموضوعة».
سنواصل مسيرة التعاون 
المشترك مع الجميع
وتابع يقول: أما عن تقييمنا للتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة فقد لمسنا تعاونهم وحرصهم على إنجاح هذه البطولة من خلال مشاركتهم في التدريبات واختبارات الجاهزية والاستعداد الأمني مثل مؤتمر «الميل الأخير» و «تمرين وطن» وسنواصل مسيرة التعاون المشترك مع الجميع وصولا لأفضل تنظيم لهذه البطولة العالمية الرياضية المهمة، ولا تزال هنالك طلبات أخرى تصلنا من دول مختلفة تبدي رغبتها في المشاركة في عملية تأمين هذا الحدث المهم لإثراء التجارب والخبرات والمعارف المتعلقة بإدارة مثل هذه الأحداث والفعاليات الرياضية الكبرى».
نحن معتزون بثقافتنا وقيمنا
وأكد سعادته أن حدث استضافة البطولة يعتبر فرصة لطالما انتظرناها كعرب ومسلمين لنعكس للعالم أجمع الوجه الحقيقي للثقافة والقيم الإسلامية والعربية، فنحن معتزون بثقافتنا وقيمنا وهذا لا يتنافى وتقبل الآخرين على قاعدة أساسها الاحترام المتبادل.
وتابع: «وما أشرت إليه يضعنا أمام فرصة تاريخية لا نمثل فيها قطر وحدها، بل كل العرب، وحافزنا في ذلك هو تقديم بطولة متميزة وناجحة تترك وراءها إرثا دائما تستفيد منه الأجيال القادمة في دولة قطر، والمنطقة، والعالم أجمع».
 كأس العالم حدث رياضي 
وثقافي في آن واحد 
ونوه سعادته بأن بطولة كأس العالم تعد حدثا رياضيا وثقافيا في آن واحد، والتنوع الثقافي لجماهير البطولة سيشكل عاملا إيجابيا من شأنه خلق أجواء مثالية يتلاقى فيها الجميع ويتعرفون خلالها على ثقافات متنوعة.
وفي سياق حديثه عن الترتيبات في حالة عودة انتشار وباء كورونا من جديد أثناء البطولة، قال سعادته «لابد من الإشارة إلى أن دولة قطر تعتبر أول دولة في العالم تطبق نظام الفقاعة الصحية لتنظيم الفعاليات والبطولات الرياضية في وقت كان العالم يعاني من شلل تام في إقامة الأنشطة الرياضية بسبب جائحة كورونا، وبذلك اكتسبت قطر خبرات واسعة للتعامل مع مختلف الأزمات».
قطر ترحب بالجميع 
 وقال سعادته «في البدء نؤكد على ما قاله سيدي حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى أثناء زيارته لجمهورية ألمانيا الاتحادية في مايو الماضي، حينما قال: (الجميع مرحب به في الدوحة، ولن نمنع أحدا من الدخول للدوحة مهما كانت انتماءاته ومعتقداته.. لدينا الملايين من الأشخاص الذين يزورون قطر، وكأس العالم هي فرصة للناس من مختلف أنحاء المعمورة أن يعيشوا هذه التجربة وأن يتعرفوا على ثقافتنا، لن نمنع أحدا من زيارة قطر والاحتفاء بحدث كرة القدم، ندعو الجميع كذلك لزيارة قطر ولاكتشاف ثقافتنا، نحن كلنا نعيش بنفس الكوكب ولدينا ثقافات مختلفة، نحن نرحب بالجميع ونريد كذلك أن يحترم الجميع ثقافتنا).. وتابع سعادته بالقول: «وعليه، نؤكد مجددا ترحيب دولة قطر بالجميع مهما كانت انتماءاتهم ومعتقداتهم، ونريد كذلك أن يحترم الجميع ثقافاتنا كما يفعلون عند زيارة باقي دول المنطقة والعالم، كما ندعو جماهير كرة القدم لحضور هذا الحدث الرياضي الأضخم من نوعه ومعايشة فعالياته المصاحبة للاستمتاع بالبطولة وأجوائها الرياضية المتنوعة، إضافة إلى التعرف على إرث وثقافة دولة قطر والعالم العربي والإسلامي أجمع».    
أجرينا عدة  تمارين وهمية وشاركنا في تجارب رياضية عالمية
وأضاف «أجرينا عددا من التمارين الوهمية، وشاركنا في تجارب رياضية عالمية بهدف اكتساب الخبرات وتقييم التجارب فيما يتعلق بتأمين البطولات والأحداث الكبرى، بالإضافة إلى مشاركة عدد من قوات الدول الصديقة معنا في البطولة كخط ثان، ضمانا لمنع أي أعمال تهدد البطولة والمشاركين فيها».
وأكد سعادته في هذا الإطار، أن الأجهزة الأمنية من خلال تعاونها مع أجهزة الدولة المختلفة، ستسخر كافة إمكانياتها وقدراتها لضمان نجاح هذه النسخة. 
جمهورنا بمثابة الصف الأول 
واختتم سعادة الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني بالقول: «ما نود قوله أيضا في ختام هذا اللقاء، إن الجمهور في قطر ممثلا في المواطنين والمقيمين هو بمثابة الصف الأول لتحقيق نجاح البطولة وتوفير الأجواء المناسبة لها من خلال تعاونهم مع الجهات الأمنية والتنظيمية وتقبلهم لمختلف القرارات المتعلقة بإقامة البطولة وحسن تنظيمها لتكون البطولة الأكثر أمنا وأمانا من بين البطولات الرياضية الأخرى، وهذا ما اعتدنا عليه في قطر من مواطنين ومقيمين».