منوعات

خطة بحث بعنوان: دور أمهات المؤمنين في معالجة القضايا الأسرية والمجتمعية

خطة بحث بعنوان:

دور أمهات المؤمنين في معالجة القضايا الأسرية والمجتمعية


المقدمة:

الحمد لله، نستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.

أما بعد:

أقام الإسلام معالم الحياة الزوجية على أسس متينة، وقواعد مترابطة، ومن القواعد العامة التي توزع الحقوق والواجبات على طرفي عقد الحياة الزوجية، قول الله تعالى: ﴿ ‌وَلَهُنَّ ‌مِثۡلُ ‌ٱلَّذِي ‌عَلَيۡهِنَّ ‌بِٱلۡمَعۡرُوفِۚ[البقرة: 228]، ومن الثوابت الشرعية أن الزواج علاقة واضحة أساسها السكن، والمودة، والرحمة، والراحة للزوجين، قال الله تعالى: ﴿ وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنۡ خَلَقَ لَكُم مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ أَزۡوَٰجٗا لِّتَسۡكُنُوٓاْ إِلَيۡهَا ‌وَجَعَلَ ‌بَيۡنَكُم ‌مَّوَدَّةٗ ‌وَرَحۡمَةًۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ [الروم: 21]، ولا يتحقق ذلك إلا بالتفاهم بينهما، ومعالجة القضايا في إطار الاحترام المتبادل من كل منهما للآخر.

 

وجماع الحقوق الزوجية في السنة، حديث عمرو بن الأحوص رضي الله عنه، قال: ‌قام النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع ‌خطيبا، فحمد الله وأثنى عليه، وقال: «…إِنَّ لَكُمْ مِنْ نِسَائِكُمْ حَقًّا، ‌وَلِنِسَائِكُمْ ‌عَلَيْكُمْ ‌حَقًّا، فَأَمَّا حَقُّكُمْ عَلَى نِسَائِكُمْ، فَلَا يُوَطِّئْنَّ فُرُشَكُمْ مَنْ تَكْرَهُونَ، وَلَا يَأْذَنَّ فِي بُيُوتِكُمْ لِمَنْ تَكْرَهُونَ، أَلَا وَحَقُّهُنَّ عَلَيْكُمْ أَنْ تُحْسِنُوا إِلَيْهِنَّ فِي كِسْوَتِهِنَّ وَطَعَامِهِنَّ»[1].

 

ومن المعلوم أن من مقاصد الزواج في الإسلام تكوين الأسرة المستقرة، وهي ‌تقوم ‌على ‌ركنين أساسيين هما: الزوج والزوجة، وهما الأساس في حفظ النوع الإنساني، و‌التناسل ‌البشري، التي تتكون منهما الأمة والمجتمع، كما أن الأسرة تقوم على مبدأ المعاشرة بالمعروف، قال الله تعالى: ﴿ ‌وَعَاشِرُوهُنَّ ‌بِٱلۡمَعۡرُوفِۚ [النساء: 19].

 

فالسعادة الأسرية والمجتمعية أمنية تنال ببذل أسبابها، ومن أسبابها ‌الالتزام بالضوابط الشرعية للعلاقات الأسرية والمجتمعية؛ والتي من شأنها أن ‌تثمر مجتمعا إيمانيا يسوده الاستقرار و‌الألفة والمودة والمحبة والوفاق، ومراعيا لحق ‌الاستخلاف، و‌عمارة ‌الكون، وسعادة الحال والمآل؛ تحققا ‌لمراد ‌الله من خلقه.

 

والمتأمل في أسرة الرسول صلى الله عليه وسلم يشهد الكثير من النماذج الرائعة التي سجلتها كتب السير، وهي سجلات حافلة في تصدي أمهات المؤمنين رضي الله عنهن للقضايا الأسرية والمجتمعية، ووضع الحلول المناسبة لهما، ومن منطلق ذلك أحاول في هذه الدراسة والتي جاءت بعنوان: دور أمهات المؤمنين في معالجة القضايا الأسرية والمجتمعية، دراسة بعض القضايا الخلافية داخل الأسرة والمجتمع، ووضع الأسس والأساليب المناسبة للتعامل معها، واقتراح الحلول المناسبة والكفيلة بالقضاء على تلك القضايا ومسبباتها وذلك على النحو التالي:

خطة البحث:

احتوت خطة البحث على مقدمة، وتمهيد، وأربعة فصول، وخاتمة، وبيانهم كالتالي:

أولًا المقدمة، وتشتمل على:

أ- أهمية الموضوع وأسباب اختياره:

كان لاختيار موضوع البحث أسباب كثيرة منها:

1- تستمد هذه الدراسة أهميتها من أهمية موضوعها؛ لأنه ينقل لنا كل ما يتعلـق بحياة أمهات المؤمنين، وله تأثير مباشر على حياتنا وقضايانا الأسرية والمجتمعية، وكيفية علاجها، وتجنبها.

 

2- أمهات المؤمنين نزل القرآن في بيوتهن، وكن التطبيق العملي للقرآن تحت سمع وبصر الرسول صلى الله عليه وسلم فأرشدهن وعلمهن؛ فأصبحن القدوة الحسنة عبر الأزمان والعصور.

 

3- القضايا الأسرية والمجتمعية باتتا من أهم الظواهر المعاصرة استفحالًا، أمر لا بد منه.

 

4- إحصائيات نسب الطلاق مفجعة في المجتمعات العربية، وكونها لأتفه الأسباب.

 

5- القضايا الأسرية شر لا بد منه تدخل البيوت بلا استئذان، وخطرها يتعدى الزوجين إلى الأولاد بحيث تجلب لهم التشرد والحرمان من السعادة وأضرار مجتمعية ونفسية.

 

ب- تساؤلات البحث:

1- ما المقصود بالقضايا الأسرية؟

2- ما المقصود بالقضايا المجتمعية؟

3- ما المقصود بدور أمهات المؤمنين في القضايا الأسرية والمجتمعية؟

 

ت- أهداف الدراسة:

1- التعرف على سير أمهات المؤمنين وحكمتهن في معالجة القضايا الأسرية والمجتمعية.

 

2- المساعدة في استقرار الأسر واستمرارها، وأن يكون الزوجين أكثر قدرة على التعامل مع المواقف المتأججة التي تهدد حياتهم الأسرية، وكذا نجاح وبناء مجتمع متكاتف فيما بينه.

 

3- حاجة الحياة الأسرية إلى النبع الصافي والخُلق الوفي (هدي النبي في بيته) خاصة ونحن في عصر ارتفعت فيه معدلات الطلاق، والخلاف الزوجي والعنف الأسري.

 

4- تنظيم دورات إلزامية للمقبلين على الزواج، لتعزيز التماسك الأسري والحد من القضايا.

 

ث- الدراسات السابقة:

الدراسة الأولى: تنظيم الإسلام للعلاقات المجتمعية في الأسرة، المؤلف: سمية محمد على موسى، إشراف: د. محمد جميل خياط، الناشر: جامعة أم القرى بمكة المكرمة – كلية التربية، العام الجامعي: 1986م/ 1406 ه.

 

أوجه الاتفاق بين هذه الدراسة وبين دراستي هو: أن الهدف من الدراستين هو الحفاظ على الأسرة ورسالتها وبيان ذلك من خلال الأحكام الأسرية المتعلقة بما قبل الزواج التي تحث على بناء الأسرة، والأحكام الأسرية المتعلقة بما بعد الزواج.

 

الدراسة الثانية: الحياة الأسرية في القران الكريم من خلال سورتي الطلاق والتحريم، إعداد الطالب: موسى بن عمر الحسن الطارقي، إشراف الدكتور/ عبد الغني قمر جمعة جاد الله، أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة المدينة العالمية.

 

أوجه الاتفاق بين هذه الدراسة وبين دراستي هو: بيان مدى اهتمام القرآن الكريم بقضايا الحياة الأسرية، وكيف سماه ميثاقًا غليظا يحتاج من يقدم عليه إلى عزم، حفاظا على المرأة وعلى حقوقها، وكذا اهتمام السنة النبوية بذات القضية، والتعريج على أهم الصفات التي يكون الزوج على أساسها، والصفات التي ينبغي توفرها في طرفي الحياة الأسرية، كما عرجت على أهم أخلاقيات العشرة الأسرية وأثرها في إسعاد الزوجين.

 

أوجه الاختلاف بين دراستي والدراستين السابقتين:

أسباب القضايا الأسرية المتعلقة بالزوج أو المتعلقة بالزوجة، أو الأسباب المتعلقة بالزوجين معًا أو الأسباب التي ترجع لظروف قهرية.

ولم يتعرضا لمقومات الأسرة الناجحة في الرؤية النبوية للأسرة المثالية، ولا خطوات معالجة للقضايا الأسرية برؤية شرعية.

 

ج- منهج البحث:

عملًا على اتباع القاعدة المتفق عليها بين العلماء، وهي أنه ما تقدم علُم إلا لأن منهجا اتُبِع، وما تأخر علم إلا لأن منهجا افتُقدِ.

1- استخدم في هذا البحث ‌المنهج ‌الاستقرائي[2] استقرأت فيه الآيات القرآنية، ودلائل السنة والسيرة وغيرها، لتتبع الجزئيات في القضية الخلافية للوصول إلى رؤية شاملة عنها.

 

2- المنهج التحليلي[3]؛ وذلك لتفسير النصوص، والمعلومات، وتحليلها وتقديمها بصورة مترابطة تحقق الغرض المنشود من الدراسة وهدفها

 

‌وعن منهجي في البحث ‌أراعي ما يلي:

1- التزام الموضوعية والحيدة التامة في عرض قضايا البحث ومشكلاته.

 

2- رد كل قول إلى قائله، وكل نص إلى مصدره، ذاكرًا في الحاشية: اسم الكتاب، ومؤلفه، والمحقق، وأرقام الأجزاء والصفحات التي استقيت منها، ثم أتبع ذلك بذكر دار النشر، ومكانها، ورقم الطبعة، وتاريخها، وذلك عند المرة الأولى.

 

3- تأصيل كافة القضايا التي يتعرض لها البحث من خلال آيات القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة باعتبارهما أصلًا لكل ما يعرض للبشر في حياتهم من قضايا ومشكلات.

 

4- عزو الآيات القرآنية إلى سورها، ذاكرًا اسم السورة ورقم الآية أو الآيات، وبتخريج الأحاديث النبوية الشريفة.

 

5- ترجمة الأعلام الوارد ذكرهم عبر صفحات البحث.

 

المبحث الأول: التعريف بمصطلحات عنوان البحث.

المبحث الثاني: فضائل أمهات المؤمنين.

المبحث الثالث: حقوق أمهات المؤمنين.

 

وأما فصول البحث، فقد تكون البحث على أربعة فصول، على النحو التالي:

الفصل الأول: أسباب القضايا الأسرية، والمجتمعية، واشتمل على ثلاثة مباحث:

المبحث الأول: القصايا الدينية

المبحث الثاني: القصايا الأخلاقية والسلوكية

المبحث الثالث: القضايا الصحية.

المبحث الرابع: القضايا المجتمعية.

 

الفصل الثاني: الدور التوجيهي لأمهات المؤمنين في معالجة القضايا الأسرية، وتكون من أربعة مباحث وبيانهم كالتالي:

المبحث الأول: معالجة الغيرة.

المبحث الثاني: العفة وحادثة الإفك.

المبحث الثالث: التعامل مع المشاكل الاقتصادية.

المبحث الرابع: استخدام الحكمة في علاج كافة القضايا واحتواء المشاكل.

 

الفصل الثالث: خطوات معالجة للقضايا الأسرية برؤية شرعية، واشتمل على أربعة مباحث وبيانهم كالتالي:

المبحث الأول: تعريف الزوجين بالحقوق والواجبات المتبادلة.

المبحث الثاني: إعمار البيوت بالطاعات.

المبحث الثالث: استثمار القضايا الأسرية.

المبحث الرابع: مهارات التواصل ومعالجة المشكلات.

 

الفصل الرابع: دور أمهات المؤمنين في معالجة القضايا المجتمعية، وفيه أربعة مباحث:

المبحث الأول: ‌القضايا ‌العقدية.

المبحث الثاني: القضايا الفقهية.

المبحث الثالث: القضايا ‌الأخلاقية.

المبحث الرابع: ‌القضايا الاجتماعية.

 

أهم النتائج والتوصيات.

 

خامسًا: الفهارس: ‌وتشتمل على:

فهرس للآيات.

فهرس للأحاديث.

فهرس للأعلام.

فهرس للمصادر والمراجع.

فهرس للموضوعات العامة.


[1] سنن ابن ماجه: كتاب النكاح- باب حق المرأة على زوجها. ج1 ص594، رقم ح (1851). سنن الترمذي: كناب الرضاع- باب حق المرأة على زوجها. ج3 ص495، رقم ح (1163)، وقال حديث حسن صحيح.

[2] البحث العلمي مناهجه وتقنياته: د/ محمَّد زيان عمر، ص 32، ط/ جدة بالسعودية، 1394 هـ

[3] التحليل: هو عزل أجزاء الشيء بعضها عن بعض، ومن تمام العقل التحليلي اتصافه بالنفوذ، و التعمق، والفطانة، والإحاطة بأطراف الشيء، و التدقيق في ملاحظة الحوادث، وهي كلها صفات ضرورية للكشف عن أجزاء الشيء وتخليصها من التعقيد والاشتباك. انظر: المعجم الفلسفي: جميل صليبا. ص299، دار الكتاب اللبناني- بيروت، 1982م.