منوعات

زوجي يعطل أملي في الذرية

السؤال:

الملخص:

امرأة متزوجة تشكو زوجها الذي يعزل عنها مؤجلًا بذلك عملية الإنجاب، وهي لم تعد تحتمل ذلك، فهي تخشى تراجع صحتها، وأن يكون ثمة سببٌ يعطِّل وجود الذرية، وتسأل: ما الحل؟

 

تفاصيل السؤال:

السلام عليكم.

أنا امرأة متزوجة من سنتين ولم أحمل، والسبب أن زوجي يريد تأجيل الحمل، وإذا ما سألته يقول: إن الموضوع مؤجل لمدة، وكان يعزل عني طوال السنة الأولى عزلًا تامًّا، ثم بعد إقناعه أن كثرة العزل يضرني، ويسبب لي جفافًا، وله آثاره النفسية السيئة، وافق أن يعزل عني مرة واحدة كل شهر قبل أيام الإباضة؛ ليضمن عدم الحمل، لأن النسبة تكون شبه معدومة في يوم الطهارة من الحيض، حاولت مرارًا إقناعه بالحمل بكل الطرق، إلا أنه يرفض رفضًا تامًّا، مع أنه ملتزم ويعرف دينه، وسأل طالبَ علمٍ، وأجابه أن له الحق في منع الولد، وهو يأخذ برأي الشافعية بإباحة العزل مطلقًا بدون شرط إذن الزوجة، وأحيانًا يقول لي: أنا غير كفءٍ لتحمُّلِ مسؤولية تربية الأطفال والعناية بهم، متجاهلًا احتياجي للشعور بالأمومة، الأمر بات يقلقني جدًّا، ويؤثر على نفسيتي وسلوكي، وأدائي في الحياة الزوجية والاجتماعية، وحتى على مستوى أدائي في أشغال البيت، ناهيكم عن كمِّ التعليقات والاستهزاء التي أسمعها من الناس المحيطة بي؛ فهي تشعرني بالإحباط والضغط والكره لزوجي، والتشكيك فيه أنه يخفي عني أمرًا بخصوص الحمل، فأصبحت بين إشفاق وإخفاق، وأشعر بالحرمان من الذرية؛ لأن الأمر قد يطول سنواتٍ، وأنا لستُ صغيرة في السن وصحتي في تراجُعٍ، فأخاف أن تصبح عندي مشكلة تحرمني الذرية إلى الأبد لا قدر الله، وإذا رأيت أطفالًا أحاول أن أكتم شعوري أمام الناس وأمام أهلي، ولا أظهر تعلقي لكيلا يتأثروا ويشفقوا عليَّ، إن رأَوني متعلقة بالأطفال، فيصيبهم الحزن عليَّ والكره لزوجي، وأتسبب في انهيار العلاقة بينهم، فالأمر لا يحتمل أكثر من ذلك، فحياتي غير مستقرة وعلى وشك الانهيار، أرشدوني بارك الله فيكم.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فملخص مشكلتكِ هو:

1- زوجكِ يطلب تأخير الإنجاب، ويزعم أن ذلك لمدة محدودة، ويزعم أن السبب عدم قدرته على تحمل المسؤولية.

 

2- أنتِ تشتاقين للحمل جدًّا.

 

3- تتعرضين لكلام جارح من الناس بسبب عدم حملكِ.

 

4- عندكِ تخوُّفٌ من أن يكون زوجكِ يخفى عنك سببًا آخرَ؛ لعدم رغبته في الإنجاب.

 

5- اضطربت نفسيتكِ، وتُفكرين في طلب الطلاق، وتطلبين الإرشاد.

 

فأقول مستعينًا بالله سبحانه:

أولًا: موقف زوجكِ غريب جدًّا، ومتناقض مع رغبات أغلب من يتزوجون؛ حيث ينتظرون خبر الحمل، ويتأثرون جدًّا لتأخره، ويبذلون الغالي والنفيس في علاج تأخُّرِهِ، ويفرحون جدًّا بخبر الحمل؛ ولذا لا بد من سبب آخر لتصرفاته، فإذا عُرف، لعله يُساعد بإذن الله في علاج المشكلة.

 

ثانيًا: ادعاؤه أن السبب هو أنه ليس أهْلًا لتحمُّلِ المسؤولية غير مُسلَّمٍ به، وتخوفكِ من وجود سببٍ آخرَ قد يبدو صحيحًا.

 

ثالثًا: أخشى أن من الأسباب ما يراه في أقاربه من مشاكل الأبناء، أو أمراضهم المستعصية، أو صعوبة الإنفاق عليهم، أو أنه مقتنع أن الإنجاب يشغل الزوجة عن زوجها، أو يقلل فرص الاستمتاع.

 

المهم أنه قد يكون مصدومًا من موقف معين، فلا بد من معرفة ذلك؛ لأنه يساعد على العلاج.

 

رابعًا: ويوجد احتمال آخر؛ وهو أنه لا يرغب في إنجاب الذرية مطلقًا للأسباب السابقة أو لبعضها أو لغيرها.

 

وتعذره بأنه مؤقت قد لايكون صحيحًا؛ ولذا فلا بد من جلسة مصارحة بينكما، فإن صرَّح بذلك أو غلب على ظنكِ ذلك، فلكِ الحقُّ في أحد أمرين؛ إما أن يترك أسبابَ منعِ الإنجاب، أو يسرحكِ بإحسان؛ لأن لك حقًّا شرعيًّا في الذرية وفي كمال الاستعفاف.

 

خامسًا: لا تنسَي أسبابًا شرعية مهمة جدًّا؛ وهي:

الدعاء، والاستغفار، والاسترجاع.

 

وتذكيره بفضل وجود الذرية الصالحة، وانتفاع والديهم بهم أحياءً وأمواتًا.

 

حفظكما الله، ووفقكما لكل خير.

 

وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.