منوعات

سبب هجرة المسلمين إلى الحبشة – مكساوي

سبب هجرة المسلمين إلى الحبشة، يعد هذا الموضوع من الموضوعات الهامة التي قد تحدثت عنه العديد من كتب السيرة النبوية باستفاضة، عندما بدأ النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالدعوة إلى عبادة الله عز وجل لم تتقبل قريش هذا الأمر وظلت تأذي المسلمين بشدة من أجل تركهم للدين الاسلامي، ومن هنا بدأ الكثير من المسلمين يهاجرون إلى الحبشة من أجل حمايتهم من أذى المشركين، وفيما يلي سنتعرف على سبب هجرة المسلمين إلى الحبشة.

شاهد أيضا: افتتاح طريق الكباش

الهجرة الأولى للحبشة

في العام الخامس لبعثة النبي صلى الله عليه وسلم هاجر المسلمين لأرض الحبشة.

وقد بلغ عدد المهاجرين إليها في ذلك الحين 10 رجال وأيضا 4 نسوة.

وقاموا بقصدها عن طريق البحر، وعلى الرغم من ذهاب الكفار خلفهم من أجل اللحاق بهم ولكنهم فشلوا في ذلك الأمر.

وقد هاجر الهجرة الأولى للحبشة عثمانُ بن عفان، وزوجته السيدة رقية، وأبو سلمة وأم سلمة زوجته، وعبد الرحمن بن عوف.

وأيضا عثمان بن مظعون.

الهجرة الثانية للحبشة

ذكر بعض المؤرخين أن الهجرة الثانية للحبشة كانت في نهاية العام العاشر وبداية القرن الحادي عشر لبعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

وفي ذلك الحين كانت قريش قد اشتدت أذاها على المسلمين ولهذا أمر النبي محمد صلى الله عليه وسلم المسلمين بالهجرة للحبشة.

ففي هذه الهجرة هاجر عدد أكبر من الهجرة الأولى، وبلغ عددهم لـ بضع وثمانين رجلا ونحو 18 امرأة.

وعقب خروج المسلمين بهذه الهجرة لم يظل مع النبي سوى أعداد قليلة من المسلمين بمكة المكرمة.

وقد اشتملت هذه الهجرة على كافة الطبقات فكان بها المسلمين الأغنياء وأيضا الفقراء، وبها أيضا رجال ونساء، وأيضا الكهول والشبان.


وهذا إن كان يدل فيدل على قوة تأثير هذه الدعوة على جميع الطبقات والفئات بالمجتمع.

وقد وصلت بعض الأنباء الكاذبة للمسلمين بأرض الحبشة بإسلام الكفار بقريش وفي ذلك الحين فرح المسلمين وبعضهم عاد لمكة.

وفي أثناء طريق عودتهم علموا بأن هذا الخبر كاذب فمنهم من عاد للحبشة ومنهم من رجع لمكة.

وكانت هذه كذبة من كفار قريش من أجل عودة المسلمين وإلحاق الأذي بهم.

ولهذا أمر النبي المسلمين بالهجرة للحبشة مرة اخرى فكانت هذه هي الهجرة الثانية لهم.

سبب هجرة المسلمين إلى الحبشة

هاجر المسلمين مرتين للحبشة، وكان سبب هجرتهم في المرتين واحد؛ حيث أنه كان يعود إلى شدة أذى الكفار على المسلمين.

فأمر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين والفرار بدينهم لأرض الحبشة وحمايتهم من أذى كفار مكة.

وكان أمر النبي محمد عليه السلام توجههم لأرض الحبشة لأن ملك الحبشة كان معروفا بصفة العدل وسيكون المسلمين بأمان تحت حكمه.

أهل الحبشة في ذلك الحين كانوا من أهل الكتاب حيث أنهم كانوا يتبعون الديانة النصرانية.

وكان النبي يرى أن قلوب هؤلاء النصارى ستكون ألطف وأقرب للمسلمين من غيرهم.

وقد أكد القران الكريم على هذا الأمر وذلك في قوله تعالى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ}.

بالإضافة إلى أن أرض الحبشة تبعد عن مكة المكرمة وهذا الأمر سيجعل المسلمين بأمان عن كفار قريش.

كانت الحبشة من الدول المستقلة في حيث السياسة، وليس لأحد سلطة عليها.

ولهذا فكان النبي صلى الله عليه وسلم مطمئن من عدم سيطرة أي أمير من الدول الاخرى على النجاشي ومحاولة إرغامه على تسليم المسلمين لكفار قريش.