عربي ودولي

ستريت جورنال: البرهان زار القاهرة سرا ليلة انقلابه على حمدوك

كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، أن قائد الجيش السوداني “عبد الفتاح البرهان” قام بسلسلة من التحركات الجيوسياسية الجريئة، قبل يوم من انقلابه الأسبوع الماضي، والذي أوقف التحول الديمقراطي في البلاد. .

وذكرت الصحيفة أن البرهان، بعد طمأنة المبعوث الأمريكي إلى القرن الإفريقي جيفري فيلتمان، بعدم وجود نية للاستيلاء على السلطة، استقل قائد الجيش السوداني طائرة متجهة إلى مصر ؛ إجراء محادثات سرية لضمان حصول مخططه الانقلابي على دعم إقليمي.

ونقلت الصحيفة عن ثلاثة مصادر مطلعة على الاجتماع الذي عقده البرهان، بعد وصوله إلى القاهرة مع الرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي”، أن الأخير، الذي استولى على السلطة في انقلاب عام 2013، أكد للبرهان وجود دعم لمؤامرة انقلابه من السعودية والإمارات.

بعد عودته إلى الخرطوم، اعتقل “البرهان” عشرات المسؤولين الحكوميين، بينهم رئيس الوزراء “عبد الله حمدوك”، ثم أعلن، في انقلاب عسكري كامل، فسخ اتفاق تقاسم السلطة بين العسكريين والمدنيين. المكونات، اتفاق أخرج السودان من ثلاثة عقود من العزلة الدولية. .

وكان من المقرر أن يسلم البرهان قيادة مجلس السيادة (أعلى هيئة حكومية انتقالية) لرئيس الوزراء عبد الله حمدوك في نوفمبر تشرين الثاني.

كانت هذه الخطوة ستجعل المكون المدني يمثله حمدوك، المرشد الأعلى للبلاد، قبل الانتخابات المقرر إجراؤها في عام 2023.

لكن “حمدوك”، بحسب الصحيفة، لا يحظى بدعم القاهرة التي لم تكن راضية عن قيادته للسلطة في السودان بسبب انفتاح رئيس الوزراء السوداني على السد الإثيوبي، الذي تعتبره خطرًا وجوديًا على الأرواح. من المصريين.

وصرحت الصحيفة إن رئيس المخابرات المصرية “عباس كامل، زار الخرطوم قبل الانقلاب مباشرة، والتقى بالدليل، لكن الضيف المصري تجنب عقد اجتماع مماثل” لحمدوك.

وصرحت الصحيفة إنه إلى جانب انفتاحه على السد الإثيوبي، كان لدى المصريين سبب آخر للشعور بعدم الرضا عن رئيس الوزراء السوداني، وهو إحجامه عن تعميق العلاقات مع إسرائيل، الحليف الرئيسي للقاهرة، والتي اعترفت بها الخرطوم العام الماضي.

ونقلت الصحيفة عن مستشار للحكومة السودانية قوله إن “رئيس المخابرات المصرية أبلغ البرهان خلال اجتماعهما قبيل الانقلاب بضرورة رحيل حمدوك”.

وذكرت الصحيفة أن الولايات المتحدة والدول الأوروبية تحاول نزع فتيل الأزمة من خلال مناقشة تعيين رئيس وزراء مدني جديد، بحسب مستشار السودان ومسؤول أمني أوروبي.

في الاحتجاجات المناهضة للانقلاب في نهاية الأسبوع، والتي قال وزير الخارجية أنطوني بلينكين إن عددها بالملايين، ندد المتظاهرون بالرئيس السيسي باعتباره اليد الخفية وراء الانقلاب.

وهتفوا “عبد الفتاح برهان والسيسي نفس الشيء”.