منوعات

سند نفسي – مكساوي –


المزيد من المشاركات

سند نفسي

 

مَن منَّا ليس لديه ذكريات، سواء كانت جميلة أم سيئة، الغريب أننا كلنا نريد مَحوَ الذكريات السيئة والحزينة، ونسينا أن انكسراتنا في تلك الأيام هي السبب الذي جعلنا نتغير للأفضل، لا ضير…..

 

فحال الكثير منا هي ما جعلتنا نتكلم عنها اليوم، وكذلك حال سلمى التي انهزمت أمام العديد من الحروب وأمام العديد من الخيبات، ولعل أول صدمة لها في الحياة أنها كانت يتيمة، فأخذت تُصارع هذه الحياة وحدَها منذ أن وَعَتْها.

 

لا أريد أن أتكلم كثيرًا عن حال سلمى التي باتت تمثل العديد من أفراد مجتمعنا الذين انهزموا أمام خيباتهم، بل أردت النصيحة فقط؛ لأننا في أوقات كهذه نحتاج إلى من يكون عونًا لنا، وسندًا لنا عندما نسقط، نحتاج إلى أحد يربِّت على كتفنا في أيامنا الصعبة، وفي لحظات حزننا، لكن أردت أن أَقِفَ بكم يا أعزائي القُراء على حقيقة قد تكون مؤلمة بعض الشيء، لكنها للأسف حقيقية، ألا وهي أنْ لا أحد فارغ لكي يربِّت على كتفك، ولا أحد مهتم ليواسيك في أيامك الصعبة، لا يوجد أصلًا من ينوي أن يكون سندًا لك غير نفسك، نعم نفسك تلك التي إن ساندتَها بقلبك وعقلك، تخطَّيتَ معها حدود العلاقات وكانت عونًا لك، لا تجعلوا كل هاته الفوضى التي في رأسكم، وكل هاته الذكريات المزعجة أن تؤولَ بكم إلى أن تنتظروا شخصًا ما، لا بل جادلوا وحارِبوا بأنفسكم من أجلكم، ليأتي عليك يوم وتقول: «كنت السند لنفسي في وقت مأساتي، ولا زالت كذلك، وسأظل كذلك، وليشهد نجاحي عليَّ»، نعم؛ لأنكم إن أردتُم أن تنعموا بمستقبل زاهر، مستقبل تكونوا قد حقَّقتم كل ما تريدون من أحلام، كان لا بد لكم من أن تتقبَّلوا ماضيكم، تتعلَّموا منه وتتخطَّوه لبناء حياتكم وَفقَ ما تشتهيه أنفسكم، وتذكَّروا أن كلَّ يوم هو فرصة نجاح جديدة، إلا مَن أَبى!.

رابط المصدر