عربي ودولي

صنداي إكسبريس: قطر حققت تقدما هائلا في حقوق العمال قبل كأس مونديال 2022

“الحقيقة في قطر مختلفة تمامًا عن المزاعم”. جملة لخصها المحرر السياسي لصحيفة “صنداي اكسبرس” البريطانية ديفيد مادوكس في مقال يشرح ملابسات زيارته الأخيرة، والتي أعادت تشكيل نظرته للإصلاحات الحقيقية التي تجري في البلد المضيف لكأس العالم. كرة القدم 2022.

وذكر مادوكس، في تقرير، أن الانتقادات الشديدة الموجهة لقطر فيما يتعلق بحقوق الإنسان والعاملين، دفعته للانضمام إلى وفد من المراقبين المستقلين، لمعرفة ما يحدث بالفعل.

وأضاف أن المراقبين وجدوا أن قطر أحرزت تقدما هائلا في إصلاح حقوق العمال قبل المونديال، وعلق قائلا: “يجب الإشادة بجهودها وليس انتقادها”.

وأشار مادوكس إلى أن قطر ستجري تغييرات جذرية على قوانين التوظيف في نصف الوقت المتوقع، وذلك بفضل تسليط الضوء على كأس العالم، واصفا النطاق والإطار الزمني للإصلاح بأنه “غير مسبوق”.

ونقل المحرر البريطاني عن أحد المراقبين الزائرين قوله إن “الإنجاز الأكثر إثارة للدهشة هو تحول حقوق العمال في بضع سنوات قصيرة، لإحداث نقلة مجتمعية كبيرة، نتيجة اتخاذ خطوات كبيرة نحو قيم المساواة”.

واعتبرت “صنداي اكسبريس” أن تعيين “علي بن صميخ المري” وزيرا للعمل في قطر يؤكد عزم الدولة على المضي قدما في طريق الإصلاح، حيث جاء تعيينه بعد دوره كرئيس للجنة الوطنية لحقوق الإنسان. لجنة الحقوق، وكان رائدا في الدعوة إلى الإصلاح.

في رأي المحرر السياسي للصحيفة، بصرف النظر عن الادعاءات التي روجت عن الدولة الخليجية، كان لقطر قصة نجاح إيجابية ورائعة ترويها.

وأشار مادوكس إلى أن قطر سمحت لمنظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة بفتح مكتب لها في الدوحة في عام 2018 ومساعدة الدولة على بدء عملية إصلاح سريعة، ونتيجة لذلك تمكن أكثر من 200 ألف عامل من تغيير وظائفهم للحصول على رواتب أو ظروف أفضل.

تضمن إصلاحات قطر أيضًا تطبيق معايير أمان صارمة وحد أدنى للأجور، بالإضافة إلى اشتراط السكن اللائق والرعاية الصحية والغذاء.

وأشاد الوفد بالمدينة العمالية التي شيدتها الدولة على مساحة مليون متر مربع، وتضم 70 ألف نسمة بها 55 عمارة سكنية، حيث يتشارك 4 أشخاص في غرف كبيرة مع ستائر للخصوصية، مع مرافق غسيل الملابس في كل وحدة. وسينما وصالات رياضية وكافيتريات. أرباب العمل يتحملون جميع التكاليف.

يوجد بالمدينة أيضًا مركز طبي على أحدث طراز، و 4 مساجد كبيرة للعبادة، ولأن العديد من العمال من الهند، فقد تم توفير ملعب للكريكيت يتسع لـ 16000 مقعدًا للمباريات.

ولفت المراقبون إلى الجودة العالية لأحد المراكز الطبية التابعة للهلال الأحمر، والتي تم إنشاؤها للعمال المهاجرين، والتي تتعامل مع حوالي 100،000 حالة شهريًا فيما بينها.

وضعت المراكز معاييرها على النموذج الكندي الذي يعتقدون أنه الأفضل في العالم.

وفي هذا الصدد، اعتبر مدير مكتب منظمة العمل الدولية في الدوحة “ماكس تونيون” أن قطر شهدت في كثير من الأحيان تقدمًا هائلاً في السنوات الثلاث والنصف الماضية، مضيفًا: “في حين أن المسار إيجابي للغاية، إلا أنه لا يزال هناك بالتأكيد. العمل الذي يتعين القيام به.”

وأكد تونيون أن كأس العالم سلطت الضوء على قطر وسرعت من هذه الإصلاحات “لكن تبني مثل هذه الأجندة الطموحة والشاملة في غضون سنوات قليلة أمر غير مسبوق”.