طحالب تنقذ أشكال الحياة من انحراف مدار الأرض

أظهر فريق من العلماء بقيادة باحثي المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي CNRS ، في مقال نُشر في Nature في اول ديسمبر 2021، أن بعض الاختلافات في مدار الأرض، قد أثرت على تطور الـ« كوكوليث» coccolithophores، و طحالب مجهرية تشكل صفائح صغيرة من الحجر الجيري ، تسمى coccoliths ، حول خلاياها المفردة.

وقد جاءت النتائج بعد قياس  وتصنيف  ما لا يقل  عن 9  ملايين من  «كوكوليث»، على مدى  فترة 2.8  مليون سنة،  في العديد من المواقع في المحيط المداري، باستخدام تقنيات المجهر الآلي، والذكاء الاصطناعي.

و الكوكوليثوفورات Coccolithophores تغرق في قاع المحيط وتتراكم أعاصيرها في الرواسب، والتي تسجل بدقة التطور التفصيلي لهذه الكائنات على مر الزمن الجيولوجي.

ووفقا لموقع “/phys”، فقد لاحظ الباحثون أن «العصعصيات» وهي وطحالب نباتية وحيدة الخلية، خضعت لدورات من تنوع أعلى وأقل من حيث الحجم والشكل، بوتيرات مختلفة خلال  100 و 400 ألف سنة، ويقترحون سببًا لذلك وهو الشكل الدائري إلى حد ما لمدار الأرض حول الشمس، فعندما يكون مدار الأرض دائريًا بشكل أكبر، كما هو الحال اليوم (يُعرف هذا باسم الانحراف المنخفض)، وتظهر المناطق الاستوائية القليل من الاختلاف الموسمي وأنواع غير متخصصة للغاية تهيمن على جميع المحيطات، وعلى العكس من ذلك، فمع زيادة الانحراف وظهور مواسم أكثر وضوحًا بالقرب من خط الاستواء، تتنوع الكوكوليثوفورات coccolithophores إلى العديد من الأنواع المتخصصة، ولكنها تنتج مجتمعة كميات أقل من الحجر الجيري.

وبشكل حاسم، نظرًا لوفرة هذه الكائنات وتوزيعها العالمي، فهي مسؤولة عن نصف الحجر الجيري (كربونات الكالسيوم ، المكون جزئيًا من الكربون) المنتج في المحيطات، وبالتالي تلعب دورًا رئيسيًا في دورة الكربون وفي تحديد كيمياء المحيطات، لذلك من المحتمل أن تكون أنماط الوفرة الدورية لمنتجي الحجر الجيري لهؤلاء، تكون قد لعبت دورًا رئيسيًا في تغير المناخات القديمة، وقد تفسر التغيرات المناخية الغامضة حتى الآن، وبعبارة أخرى، فإنه في غياب الجليد، يمكن للتطور البيولوجي للطحالب الدقيقة، أن يحدد وتيرة المناخ بالكامل على سطح الأرض.