منوعات

قراءة في كتاب: “الحاجب المنصور أسطورة الأندلس” للدكتور علي بن غانم الهاجري

قراءة في كتاب “الحاجب المنصور أسطورة الأندلس” للدكتور علي بن غانم الهاجري

د. محمد ساني إبراهيم،

رئيس شعبة اللغة العربية والتربية سابقًا، جامعة أحمد بلو، زاريا- نيجيريا

 

يُعدُّ كتاب “الحاجب المنصور أسطورة الأندلس “من الكتب المهمة التي ظهرت في الآونة الأخيرة، وبالتحديد في شهر مارس من العام الجاري 2022؛ حيث سعى المؤلف إلى إبراز جهود أحد أهم شخصيات الأندلس التي لعبت دورًا محوريًّا في بنائها السياسي والاقتصادي والأمني والثقافي والمعماري وغيرها، ألا وهو الحاجب المنصور، وقد بلغ عدد صفحات الكتاب 262.

 

أما مؤلف الكتاب، فهو الدكتور علي بن غانم الهاجري الدبلوماسي القطري، وصاحب عدد من المؤلفات التاريخية القيمة، من أهمها “السلطنة الجبرية”، و”إمبراطور الشرق تشودي”، و”تشنغ خه إمبراطور البحار الصيني”، كما ظهر له مؤخرًا كتاب بعنوان: “أسطورة إفريقيا الشيخ عثمان بن فودي”.

 

ويهدف هذا المقال إلى التعريف بأهم العناصر الواردة في الكتاب مركزا على سيرة الحاجب المنصور والعوامل التي ساعدته للوصول إلى الحكم على ضوء ما ورد في هذا الكتاب الذي نحن بصدد الحديث عنه الآن.

 

الحاجب المنصور ومكانته في تاريخ الأندلس:

يُعد الحاجب المنصور من مشاهير القادة والفرسان عبر مراحل التاريخ الإسلامي، فهو قائد يتشابه مع أولئك القادة الذين أبرزتهم الحروب الصليبية في المشرق الإسلامي، أمثال صلاح الدين الأيوبي، والمظفر قطز، والظاهر بيبرس، وأحمد بن قلاوون، وسواهم ممن سجّلوا أسماءهم في سجل الخالدين من مشاهير المسلمين الذين يتلألؤون كالنجوم تهدي المسلمين، وتضيء سماءهم كلما أظلمت الدنيا وعظُمت الخطوب، بل إن القائد الحاجب المنصور يتميز عن غيره من قادة الإسلام الذين ظهروا على مسرح الأحداث في حقب تاريخية مختلفة، فالحاجب المنصور يبقى نسيجَ وحدِه، ينفرد بخصائصه وصفاته عن بقية القادة والفرسان؛ لذا فهو لا يشبه أحدًا من القادة غير قادة الرعيل الأول من القرن الأول الهجري / السابع الميلادي[1].

 

وقد تحدث التاريخ عن الحاجب المنصور، فذكره بأوصاف قلما نجدها في غيره من القادة، فقد وصفه التاريخ بأنه آية من آيات فاطرة دهاءً وسياسةً، وآية في النصر على الأعداء، وواحد من أبرز الشجعان الدهاة الذي لم تنكسر له راية، ولا فلَّ له جيش، ولا أصيب له بعث من بعوث الجيوش، ولا هلكت عليه سرية، فكان القائد الشجاع الذي لا يكسر رمحه مقاتل، ولم يلو سيفه محارب، بل كان القائد والفارس الذي تفوق على جميع الملوك والقادة والفرسان في الجاهلية والإسلام؛ كونه لم يذق طعم الهزيمة على الإطلاق[2].

 

وقد حكم الحاجب المنصور بلاد الأندلس قرابة ربع قرن، وهي المدة الممتدة بين السنة التي انفرد بها بوظيفة الحجابة (367 ه/978م)، وسنة وفاته (392ه /1002م)، وهذه المدة تقدر بخمسة وعشرين عامًا تقريبًا، وقد بلغت الدولة الإسلامية في بلاد الأندلس في عهده ذروة تفوقها السياسي والحربي، فأخضع أغلب بلاد الأندلس إلى سلطانه حتى بلغ أقصى الشمال الإسباني، وهي أراض لم تطأْها قبله قدم فاتح مسلم، كما أخضع شمال إفريقيا، فدانت له بالطاعة، وحقَّق أكبر استقرار سياسي في غرب الديار الإسلامية في حين كان المشرق الإسلامي يترنَّح تحت وطأة الصراعات، وفي هذه المدة شيد الحاجب المنصور دولة مترامية الأطراف من واحات المغرب جنوبًا إلى جبال البرينيه على حدود فرنسا شمالًا، ومن جزائر البحر المتوسط شرقًا إلى شاطئ المحيط الأطلنطي غربًا[3].

 

فصول الكتاب:

تَم معالجة هذا الكتاب من خلال سبعة فصول ما عدا المقدمة والخاتمة، حيث تناول الفصل الأول سيرة الحاجب المنصور، وتشمل اسمه، ونسبه، ولقبه، وموطنه، ونشأته، وتدرجه في المناصب، وصفاته وغيرها، ووقف الفصل الثاني من الكتاب على العوامل التي ساعدت الحاجب المنصور في الوصول إلى الحكم، ولعل من أهمها: تميز شخصيته، والوصول إلى القصر الملكي، والعمل عند القاضي ابن السليم، وفتح مكتب محاماة، وعلاقته مع كل من السيدة صُبح والخليفة الحكم المستنصر، وكذلك إقامته شبكة من العلاقات داخل القصر وغيرها، وعرَّج الفصل الثالث على صراع الحاجب المنصور مع القوى الطامحة بالحكم وإجراءاته لتثبيت حكمه، ومن هذه القوى الطامحة نكبة الصقالبة، وحركة عبدالرحمن حمد بن عبدالرحمن بن عبيدالله بن عبدالرحمن الناصر، والتخلص من جعفر المصحفي، والصراع مع القائد غالب الناصري ومع السيدة صبح، وغير ذلك من الإجراءات التي قام بها لتثبيت حكمه، وتحدث الفصل الرابع عن علاقات الحاجب المنصور مع الممالك الإسبانية والمغرب العربي والدولة الفاطمية، وعالج الفصل الخامس جهود الحاجب المنصور في إعادة تنظيم الجيش باختلاف أقسامها وصنوفها: (الصنوف المقاتلة والصنوف المساعدة)، وبيَّن الفصل السادس دور الحاجب المنصور في الازدهار الثقافي وإسهاماته الأدبية بالأندلس، أما الفصل السابع فتناول الازدهار المعماري في عهد الحاجب المنصور، وخصوصًا أبرز المنشآت المعمارية التي بناها أو رممها في عهده، ثم ذكر المؤلف الخاتمة وقائمة طويلة من المصادر والمراجع.

 

أولًا: سيرة الحاجب المنصور:

اسمه، ونسبه، ولقبه:

أشار المؤلف إلى سيرة الحاجب المنصور معتمدا على مصادر موثوقة؛ حيث ذكر أن اسمه هو أبو عامر محمد بن أبي حفص عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عامر بن أبي عامر محمد بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك، وقيل: محمد بن عبد الله بن عامر بن أبي عامر محمد بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك المعافري[4]، أما بالنسبة لنسبه فبيَّن المؤلف بأن كُتب الأنساب والتاريخ والتراجم والسير والطبقات ترفع نسب الحاجب المنصور إلى أسرة المعافر التي تنسب إلى قبيلة حِميَر، وهي إحدى أشهر القبائل اليمنية، وتصفه بحفيد القائد عبد الملك الذي كان أول الداخلين من بلاد المغرب من العرب الفاتحين إلى الأندلس مع طارق بن زياد[5]، وأما ألقابه فكثيرة هي تلك الألقاب التي لُقِّب بها الحاجب المنصور في مدة حكمه للأندلس، فمن تلك الألقاب لقب “الحاجب”، وهذا اللقب كان أول لقب لُقِّب به، وهو نسبة إلى وظيفة الحاجب التي كان يشغلها قبل تسلمه الحكم في الأندلس، كما لقَّبه الخليفة هشام المؤيد بــ”ذي الوزارتين”، وكان ذلك بعد غزوته التي كانت في سنة 367ه /977م، كما لُقِّب بلقب “المنصور بالله” إثر انتصاره في إحدى المعارك في سنة 371ه /981م، فأصبح يدعى له على المنابر بالحاجب المنصور بالله محمد بن أبي عامر، ونظرًا لتعلقه بالجهاد والمعارك الحربية، وتفوُّقه بالأمور العسكرية، فقد أطلق عليه لقب “أمير العسكريين”، هذا بالإضافة إلى أنه لقب بـ”أمير الأندلس”[6].

 

موطنه ونشأته:

من المعروف أن عبد الملك المعافري نزل في الجزيرة الخضراء، وسكن في قرية من أعمالها تسمى “طرش”، وهي قرية تقع على نهر يسمى وادي آرُوا، في جنوب الأندلس، واستقر بها، وهذه المنطقة هي موطن الحاجب المنصور ومسقط رأسه، ففيها ولد سنة 326ه / 938م، وقيل 327ه/939م، وفي هذه المنطقة نشأ في كنف أسرته المعافرية وترعرع فيها؛ حيث نشأ نشأة حسنة، وظهرت عليه النجابة، وتفرست فيه السيادة منذ طفولته، وفي وسط هذه الأسرة تشرب الطفل الثقافة، وانفتق علمه، واكتسب الصفات الحميدة من كرم وشجاعة وحسن الإدارة وغيرها من الصفات التي ظهرت عليه بوضوح فيما بعد[7]، وبعد ما أدرك الحاجب المنصور أن بلدته الصغيرة وما حولها من قرى لا تفي بحاجته للعلم أو تحقق طموحه نحو القيادة، جعله يفكر في الانتقال إلى قرطبة حاضرة بلاد الأندلس، وعاصمة العلوم، وأرض الفرص والسياسة، ومنارة الحضارة، وبعد أن حزم متاعه وشد الرحال ارتحل الشاب الطموح إلى قرطبة حاضرة العلم والسياسة، فطلب العلم والأدب، وسمع الحديث في حداثته، وقرأ الأدب، وقيَّد اللغات علي أبي علي البغدادي، وعلى أبي بكر بن القوطية، وقرأ الحديث على أبي بكر بن معاوية القرشي وغيرهم من رؤساء وشيوخ العلم من أهل المشرق، وقد برع براعة أدناه منهم، مع نوازع سعد وبوادر حظ كانت تلازمه، وفي جامع قرطبة الكبير جذب الشاب القادم من ريف الجزيرة الخضراء أنظار الشيوخ بعلمه بالتاريخ وأحوال العرب، وحفظه الشعر وحبه للفقه، فنال الإجازات العلمية واحدة تلو أخرى في زمن قياسي، فكان الشاب العشريني حجة في الآداب والحديث والتاريخ واللغات[8].

 

تدرجه في المناصب:

بعد أن رأى الفتى نفسه قد اكتفى من تشرُّبه من العلوم والمعارف حتى ارتوى، فخرج إلى الحياة العامة، فجاب ميادينها طولًا وعرضًا، وهو لم يكن قد تجاوز منتصف العقد الثالث من العمر، وقد خرج إلى الحياة العامة بعد أن أخذ قسطًا من علوم الدين، إلا أنه قد تمرَّس وأبدع في الأدب والتاريخ واللغات وأجاد الشعر، وكان فصيح اللسان، فسارت الفصاحة في لسانه سيرًا، وشرب الأدب والتاريخ شربًا، ومن هنا بدأ الحاجب المنصور العمل كاتبًا للقاضي محمد بن إسحاق بن السليم قاضي الجماعة بقرطبة، فكان هذا القاضي قد لاحظ نبوغ الحاجب المنصور وحذقه، وهو الأمر الذي جعله يوصي به عند الحاجب جعفر بن عثمان المصحفي، ونتيجة هذه التوصية رشَّحه الحاجب جعفر بن عثمان المصحفي ليكون وكيلًا لعبد الرحمن أول أولاد الخليفة الحكم المستنصر، وهو ما وافق عليه الخليفة، وباركته أم عبد الرحمن السيدة صُبح البشكنجية، وهكذا التحق الحاجب المنصور بخدمة الخليفة الحكم المستنصر بالله، وفي رواية أخرى هناك من يرى أن بعض فتيان القصر قدِّموا لصُبح، فاستحسنته ونبهت الخليفة إليه فولاه القضاء، فقد قيل: إن الخليفة الحكم المستنصر استخلفه على قضاة كورة رية، ووكيلًا لابنه عبد الرحمن، يقوم بخدمته وخدمة أمه السيدة الصبح[9].

 

ولما رأى الخليفة الحكم أن الحاجب المنصور كان شخصًا حريصًا على إنجاز الأعمال والحرص عليها، ولديه كفاءة في إدارتها، قرَّبه منه وصرفه في مهم الأمانات وأصنافها؛ فاجتهد وبرز في كل ما قلَّده، واضطلع بجميع ما حمَّله، فولاه دار السكة في 13 شوال 356ه /967م، هذا إلى جانب وظيفته الأساسية وهي كفالة ابن الخليفة عبد الرحمن وأمه صبح، ومن ثم ولاه الخليفة خطة المواريث في 7 محرم من سنة 358ه /969م، كما أسند إليه قضاء إشبيلية ولبلة وأعمالهما في 12 ذي الحجة من سنة 358 ه /969م، وبعد وفاة عبد الرحمن صغيرًا، بقي في خدمة أم الخليفة إلى أن أنجبت ولدها الثاني هشام، فأصبح وكيلًا لهشام في 4 رمضان من سنة 359ه /970م، وفي جمادى الآخرة من سنة 361ه / 972م، جعله الخليفة الحكم على الشرطة الوسطى، ثم ولاه الأمانات بالعدوة، فاستصلحها واستمال أهلها، وفي سنة 362ه/ 973م أُسند إليه أول مهمة سياسية لاختبار ذكائه؛ إذ ذهب إلى المغرب لاستمالة زعمائها للولاء للدولة الأموية في الأندلس، وبعدما نجح، عُيِّن قاضي القضاة لعدوة المغرب، ولما عاد أصبح صاحب الشرطة، ثم عينه الخليفة الحكم المستنصر في السنة نفسها ناظرًا على الحشم وهو في مرض موته[10].

 

مما سبق يتضح أن الحاجب المنصور أخذ يتدرج في مناصب الدولة ويرتفع من وظيفة إلى أخرى حتى انتهى به الأمر صاحبًا للشرطة قبل وفاة الخليفة الحكم المستنصر، وذلك في مدة زمنية قصيرة لا تتجاوز ست سنوات، وبذلك أصبح الحاجب المنصور الرجل الثاني في دولة الخلافة في الأندلس بعد الوزير الأول جعفر المصحفي، وبعد أن شغر منصب الخلافة بوفاة الخليفة الحكم المستنصر، كان للحاجب المنصور الدور البارز إلى جانب المصحفي في تنصيب ابنه هشام خليفة له، ولم يكن الوزير حتى ذلك الحين يشك بولاء الحاجب المنصور له وتنفيذ ما يأمره به، ولم يشك أنه سوف يزيحه يومًا عن الحجابة، فبعد وفاة الخليفة الحكم المستنصر تعرضت الحاميات الإسلامية لهجمات المماليك الأندلسية مستغلة موت الخليفة، إلا أن الحاجب المنصور خرَج لمواجهتها على رأس الجيش، فاستطاع الانتصار عليها، ونتيجة لهذا الدور الذي قام به كافأه الخليفة هشام المؤيد بأن أسند إليه خطة الوزارة في سنة 366ه / 976م، فصار بذلك من جملة الوزراء، وفي سنة 367ه/ 978م، ونتيجة للانتصارات التي حققها الحاجب المنصور في معركته الثالثة دفاعًا عن الثغور ورفعه الخليفة هشام إلى خطة الوزارتين؛ حيث ساوى فيها بينه وبين القائد غالب الناصري، ورفع راتبه إلى ثمانين دينارًا في الشهر، وهو ما يعادل راتب الحجابة، ومن ثم قلَّده الخليفة خطة الحجابة مع الحاجب جعفر المصحفي مشتركًا، ثم سخط الخليفة على الحاجب جعفر المصحفي، وعزله عن الحجابة، وتقلدها الحاجب المنصور منفردًا، وذلك في 13 شعبان من سنة 367ه / 978م[11].

 

والحجابة هي الاسم الإداري الوظيفي التي تمثل أعلى وظيفة في الهرم الإداري الأموي في الأندلس، ولا يأتي بعدها إلا منصب الخلافة ذاته، وسماها بعض المحدثين لأهميتها بـ”رئاسة الوزراء”، وهكذا استطاع الحاجب المنصور أن يرقى فوق الحواجز ويذلل العقبات، وأن يصبح من أهم وأرفع الشخصيات في البلاد الخلافي الأندلسي، كما أصبح في المكان الذي كان يطمح إليه والوظيفة التي أرادها وهي الحجابة، وذلك ليتمتع بمكانتها الكبيرة.

 

إنها رحلة قطعها في سنوات معدودة، وإنجازات امتزج فيها الحلم والطموح بالجهد والمثابرة، حيث انطلقت قاطرة حلمه من ريف جنوب الأندلس، وانتهت إلى حاضرتها قرطبة التي قلَّبته بطنًا لظهر، وظهرًا لبطن، وتقاذفته أمواج السياسة فيها حتى اعتلى مدَّها كوثبة الفهد على فريسة أنهكتها مخالبه، فتربَّع على عرش أقوى دولة إسلامية عرفتها الأندلس[12].

 

مدة حكمه:

حكم الحاجب المنصور بلاد الأندلس قرابة ربع قرن، وهي المدة الممتدة بين سنتي 367ه/ 978م، وهي السنة التي انفرد بها بوظيفة الحجابة، وسنة 392ه / 1002م، وهي سنة وفاته، وهذه المدة تُقدر بخمسة وعشرين عامًا تقريبًا، وفي هذه المدة شيَّد الحاجب المنصور دولة مترامية الأطراف من واحات المغرب جنوبا إلى جبال البرينيه على حدود فرنسا شمالًا، ومن جزائر البحر المتوسط شرقًا إلى شاطئ المحيط الأطلنطي غربًا، وكانت الكلمة الأولى والأخيرة للحاكم المستبد العادل الذي شهد بعزمه وحزمه العدو والصديق من عرب وبربر وإسبان وصقالبة ومولَّدين، إنه الفارس المغوار الذي حرث تلك المساحة الشاسعة بحوافر خيله[13].

 

ثانيًا: صفات الحاجب المنصور:

يُعد عهد الحاجب المنصور من العهود النادرة في نشر هيبة الأمن وتحقيق العدل، فهو العهد الذي مدحه المؤرخون وأشادوا به، حتى إن إحدى الروايات التاريخية تذكر أنه في عهد الحاجب المنصور سئم الناس الأمنَ وضَجِرُوا من العدل، وذلك بسبب ما اتَّصف به الحاجب المنصور من العدل والإنصاف حتى على أقرب الناس إليه، وقد اشتهر بالصفات الآتية: التقوى، والشجاعة، والجود، والطموح، وحسن السياسة، والوقار، والصبر، والحزم والحذر، والنخوة والشهامة، التواضع[14].

 

التعليق:

سعى هذا المقال إلى إبراز أهم العناصر الواردة في كتاب “الحاجب المنصور أسطورة الأندلس”؛ حيث تم الإشارة إلى فصول الكتاب السبعة وأهم الموضوعات التي تناولتها، وقد ركزتْ قراءاتي للكتاب على الفصل الأول من الكتاب الذي تناول سيرة الحاجب المنصور؛ من حيث اسمه، ونسبه، ولقبه، وموطنه، ونشأته، وتدرجه في المناصب ومدة حكمه، لقد بذل المؤلف الدكتور علي بن غانم الهاجري جهدًا كبيرًا في تقديم بيان شامل ومفصل حول مختلف جوانب شخصية الحاجب المنصور من خلال هذا الكتاب القيم.

المرجع:

الهاجري، علي بن غانم (2022) “الحاجب المنصور أسطورة الأندلس”، ط1، منشورات ضفاف/منشورات الاختلاف.


[1] الهاجري، علي بن غانم (2022) “الحاجب المنصور أسطورة الأندلس”، ط1، منشورات ضفاف/منشورات الاختلاف، ص 14.

[2] الهاجري، علي بن غانم، ص14.

[3] الهاجري، علي بن غانم، ص 15.

[4] الهاجري، علي بن غانم، ص 25.

[5] الهاجري، علي بن غانم، ص 27.

[6] الهاجري، علي بن غانم، ص33-34.

[7] – الهاجري، علي بن غانم، ص 35.

[8] الهاجري، علي بن غانم، ص 36-37.

[9] الهاجري، علي بن غانم، ص 39-40.

[10] الهاجري، علي بن غانم، ص42-43.

[11] الهاجري، علي بن غانم، ص 43-44.

[12] الهاجري، علي بن غانم، ص 44-45.

[13] الهاجري، علي بن غانم، ص 49.

[14] الهاجري، علي بن غانم، ص 53-76.