منوعات

كيف أصبح نظام التعليم في السويد بين الأفضل عالميا؟

يعتمد نظام التعليم في السويد على تلبية كافة احتياجات سوق العمل العالمي، من خلال توفير فرص تعليمية متكافئة لكافة الدارسين دون التفرقة بينهم بسبب الدين أو العرق أو اللون أو الجنسية وغير ذلك من الأسباب، كما تهتم الدولة بإعطاء الحرية الكاملة للمعلم بتناول الموضوعات الدراسية التي تحقق احتياجات الطلاب، وتحقق الأهداف والتوجهات العامة للاتحاد الأوروبي.

أهداف دول الاتحاد الأوروبي في التعليم

تقع السويد في قارة أوروبا كما أنها تعد إحدى دول الاتحاد الأوروبي، لذا نجد أن نظام التعليم في السويد يحقق أهداف الاتحاد الأوروبي والتي تتمثل في التالي:

  • تحويل المجتمعات من مستهلكة للمعرفة إلى منتجة للمعرفة.
  • تقليل نسبة تسرب الطلاب من المرحلة الابتدائية.
  • تحسين الخدمات التعليمية المقدمة للطلاب لتحقيق الجودة.
  • القضاء على نسب البطالة في القارة الأوروبية، وذلك من خلال إعلاء دور التدريب المهني ومساعدة الطلاب على تحديد مسارهم الوظيفي بدقة.

نظام التعليم في السويد

يهدف نظام التعليم في السويد إلى تحقيق التالي:

  • الاهتمام بتنمية قدرات الطالب وفقًا لقدراته ورغباته.
  • تحقيق أقصى إنتاجية واستفادة من إمكانات أعضاء المجتمع.
  • تحقيق العدالة والمساواة لكافة أعضاء المجتمع السويدي، بغض النظر عن اختلافاتهم الاجتماعية والاقتصادية والعرقية والدينية.
  • مساعدة الطلاب على الاقتناع بإمكاناتهم وقدراتهم على اكتساب المعرفة واستكشاف العالم المحيط.
  • التخلص من العنصرية والتمييز الطبقي والثقافي بين فئات المجتمع.
  • تنمية قيم التفاهم والتعاون مع الآخرين في المجتمع، من خلال تنمية مهارات الحوار مع الأجناس المختلفة.
  • تدريب الطالب على حرية الرأي والتعبير، وتنمية قدرته على التفكير الإبداعي الناقد.
  • تقديم تعليم للطلاب يتلاءم مع قدراتهم واحتياجاتهم وخلفياتهم الثقافية ولغتهم الأم.
  • مساعدة الطلاب على الاندماج السريع داخل المجتمع السويدي.

مرحلة الطفولة المبكرة

نظام التعليم في السويد

تعد تلك المرحلة غير إلزامية من الحكومة السويدية، ولكن يتم توفيرها بشكل مجاني للأسر محدودة الدخل ومدعمة لباقي الأسر، فعلى الرغم من عدم إلزامية تلك المرحلة إلا أن الوالدين يهتمان بإلحاق أطفالهما بمؤسسات الطفولة المبكرة، حيث يذهب إليها حوالي 85% من الأطفال من عمر سنة إلى 5 سنوات.

ويطلق على تلك المؤسسات اسم الرعاية اليومية، ويتم في تلك المرحلة تأهيل الطفل للالتحاق بالمدرسة وتعليمه القيم المجتمعية، كما يهتم المسؤولون بتوفير مبانٍ مغلقة بها عناصر تدفئة لازمة لحماية الأطفال من الحرارة المنخفضة.

مراحل التعليم بالسويد

نظام التعليم في السويد يشمل مرحلة تعليم إلزامي ومرحلة تعليم بعد الإلزامي، وهما كالتالي:

أولًا: مرحلة التعليم الإلزامي

يعد التعليم في السويد إلزاميا لمدة 9 سنوات حيث يلتحق الطالب بمرحلة التعليم الإلزامي في سن 7 سنوات ويستمر بها حتى سن الخامسة عشرة، وينقسم التعليم في تلك المرحلة إلى مرحلتين فرعيتين هما: المرحلة الابتدائية والمرحلة الثانوية الدنيا.

يدرس الطالب في مرحلة التعليم الإلزامي اللغة السويدية باعتبارها اللغة الأم واللغة الإنجليزية كلغة أجنبية أولى، والعلوم والتكنولوجيا والرياضيات والدراسات الاجتماعية والفنون والموسيقى والتربية الرياضية.

كما يتاح للطلاب غير السويديين الدراسة بلغتهم الأم ثم دراسة اللغة السويدية كلغة أجنبية أولى لهم، واللغة الإنجليزية كلغة أجنبية ثانية.

ثانيًا: مرحلة ما بعد الإلزامي

تسمى تلك المرحلة بمرحلة الثانوية العليا وتتم في مدرسة موحدة وشاملة بها 25 مسارا دراسيا، تتراوح مدة الدراسة بها ما بين سنتين و3 سنوات ويوجد مسار تمتد فيه مدة الدراسة إلى 4 سنوات.

في تلك المرحلة يهتم المسؤولون عن نظام التعليم في السويد بالقضاء على التفرقة الاجتماعية التي تفضل المدارس النظرية على المهنية، حيث يتم تزويد الطالب بالمهارات العملية التي يحتاجها، بجانب تعليمه المهارات المعرفية، مما يساهم في توفير قوى عاملة لسوق العمل العالمي، وإتاحة الفرصة للطالب القدرة على الاختيار بين المسارات التي تتلاءم مع ميوله وقدراته ورغباته.

حيث وجد المتخصصون أن الجمع بين الجانب النظري والعملي في الدراسة يساعد بشكل كبير على ترسيخ المعلومة في عقلية الطلاب، ومن ثم الشعور بأهمية ما يتم دراسته داخل المدرسة.

كما أن تعدد الخيارات وتنوعها يساعد الطالب على اختيار ما يناسبه بسهولة، الأمر الذي يجعله يستقر في الدراسة والوظيفة فيما بعد، فلا يحتاج إلى تغيير مساره الوظيفي في المستقبل.

ومن بعض هذه المسارات الصناعة والأغذية والإعلام والأعمال اليدوية والفنادق والمطاعم والرعاية الصحية، إلى جانب العلوم الطبيعية واستخدام الموارد الطبيعية والطاقة وهندسة السيارات والهندسة الإلكترونية، وإدارة الأعمال والبناء والتشييد ورعاية الأطفال وغيرها من المسارات الأخرى.

التدريب العملي في الثانوية العليا

توفر المدرسة الثانوية العليا للطلاب تدريبا عمليا في مواقع العمل الحقيقية مثل المصانع والشركات والفنادق ويطلق عليه التدريب المهني، وهو شكل من أشكال الشراكة بين المدارس وأصحاب العمل.

حيث يتولى أصحاب المؤسسات تدريب الطلاب على الاستجابة لكافة متطلبات سوق العمل مما يساعده على التآلف مع مواقع العمل التي سوف ينتمي إليها بعد ذلك، ويكون هذا التدريب أثناء العام الدراسي وبعد إنهاء الدراسة الثانوية العليا، حتى يتم الالتحاق الفعلي بالعمل.

المدارس المستقلة

نظام التعليم في السويد

يتم تمويل هذه المدارس بشكل جزئي من خلال الحكومة السويدية، فهي تضم أطفال الأجانب الموجودين داخل الأراضي السويدية، ويختلف نظام تلك المدارس عن المدارس الحكومية.

حيث تعتمد على التعليم الفردي بدلًا من وجود فصول رسمية كما يتفاوض الطلاب والمعلم حول الجدول الزمني الخاص بهم كل أسبوع لتحديده، ويتم التركيز بشكل كبير على التعلم القائم على الإنترنت أما الكتب فيتم الاعتماد عليها بشكل ضئيل.

وقد أبدى أولياء الأمور رضاهم عن النتائج الإيجابية أفضل من أولياء الأمور الذين يذهب أطفالهم إلى المدارس البلدية، ويمثل نسبة الدارسين بالمدارس المستقلة أكثر من 10%.

تقويم أداء الطلاب

يهدف تقويم أداء الطلاب بالمدارس السويدية إلى تحقيق عدد من الأهداف تتمثل في التالي:

  • التأكد من نمو رغبة الطلاب في التعلم ونمو قدراتهم على تنويع أساليب الحصول عليها.
  • التأكد من اكتساب الطلاب مهارات الحوار والمناقشة والاجتماع، واستخدام المعرفة التي حصلوا عليها لتكوين أفكار جديدة وحل المشكلات التي يواجهونها بشكل فردي.
  • التأكد من قدرة الطلاب على نقد الواقع المحيط.
  • التأكد من اكتساب الطلاب القدرة على تحمل مسؤولية القرارات التي يتخذونها، فيما يخص نظام التعليم والمستقبل المهني بعد ذلك.
  • التأكد من اكتساب الطلاب المبادئ الأساسية للقراءة والكتابة والحساب، واستخدام التكنولوجيا واستخدام اللغة الأم.
  • التأكد من إدراك الطلاب لذاتهم وقدراتهم ومن ثم زيادة ثقتهم بأنفسهم.

طريقة تقويم الطلاب

يتم اختبار الطلاب في السنة الدراسية التاسعة نهاية مرحلة التعليم الإلزامي، من خلال إخضاعهم في نهاية العام لمجموعة من الاختبارات القومية، حيث تساهم هذه الاختبارات في معرفة مستويات الطلاب ونقاط القوة والضعف لديهم في المواد الأساسية، أما الاختبارات ما قبل ذلك فهي تقويم فقط ليس فيه نجاح أو رسوب.

وتتنوع التقديرات التي يحصل عليها الطالب وفق نظام التقويم السائد في السويد، فهناك IG ومعناه راسب أما G فمعناه ناجح، وVG معناه ناجح بتقدير وأخيرا MVG معناه ناجح بتقدير متميز.

أما بالنسبة لطلاب المرحلة الثانوية العليا فيخضع الطلاب لعدد من الاختبارات القومية في كل مادة دراسية على حدة، وتتدرج التقديرات التي يحصلون عليها ما بين A‑D، حيث يرمز A إلى أعلى التقديرات، أما D فيعبر عن نجاح الطالب بتقدير مقبول، ورمز F يدل على رسوب الطالب وحاجته إلى إعادة السنة الدراسية.

يعد نظام التعليم في السويد من أنجح أنظمة التعليم العالمية، والتي توفر فرصا متساوية ومتكافئة لكافة الطلاب بمختلف المراحل، كما تهتم الحكومة بتمويل التعليم حيث بلغت ميزانية التعليم الوطنية عام 2017 حوالي 71.6 مليار كرونة سويدية.