عربي ودولي

لماذا تريد الإمارات إصلاح علاقاتها مع منافسيها؟

وتناولت صحيفة “التايمز” أسباب لجوء الإمارات، أو كما يطلق عليها “ليتل سبارتا”، لإصلاح علاقاتها مع جيرانها ومنافسيها في المنطقة.

وصرحت الصحيفة في عددها، السبت، إن الإمارات، وهي دولة صغيرة طموحة، حاولت إظهار قوتها العسكرية في المنطقة، بهدف تعزيز المقاومة ضد الإسلام السياسي، سواء من خلال نسخة الإخوان المسلمين أو الجمهورية الإسلامية. إيران وشبكتها في جميع أنحاء المنطقة.

وأشارت إلى أنه لكي تتعامل واشنطن معها بجدية، تدخلت الإمارات في حربي اليمن وليبيا وأنشأت قواعد عسكرية في القرن الأفريقي.

قبل أشهر قليلة، كانت الإمارات العربية المتحدة تتعامل مع قطر وتركيا كدولتين متنافستين، لكنها تحاول اليوم مد الجسور معهم ومع أعداء آخرين أمس.

وصرحت إنها أصبحت من الدول الداعية للاعتدال، وحثت إسرائيل والولايات المتحدة على الحد من تهديداتهما لإيران وضرب المشروع النووي الذي تبنيه طهران.

لم تعلن أبوظبي الكثير عن المحادثات بين المسؤولين الإماراتيين ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، الذي زار الإمارات هذا الأسبوع، في وقت قام فيه وزير الدفاع بيني غانتس بجولة في المنطقة للتحريض على دعم الضربات العسكرية ضد إيران في حال فشلها. من مفاوضات فيينا.

وفي البيان الختامي بشأن زيارة بينيت لأبو ظبي، لم يشر إلى إيران، على الرغم من أربع ساعات من المحادثات مع الحاكم الفعلي لإمارة أبوظبي والإمارات العربية المتحدة، الشيخ “محمد بن زايد”.

وبدت الإمارات حذرة في مواقفها وعارضت الضربة العسكرية، حيث أوردت وكالة أنباء الإمارات دعوة بن زايد لـ “الاستقرار الإقليمي”، في إشارة إلى عدم وجود دعم لأي عمل عسكري في الشرق الأوسط.

وصرحت الصحيفة إن التغيير في الوضع كان ملحوظًا في طهران، وهو ما طالبت به الولايات المتحدة وحلفاؤها خلال جولة المفاوضات الحالية في فيينا، والتي تهدف إلى دفع الإيرانيين للعودة إلى الاتفاقية النووية الموقعة عام 2015، والتي حددت أنشطة طهران النووية مقابل رفع العقوبات.

وزار مستشار الأمن القومي الشيخ طحنون بن زايد قبل أسبوعين طهران والتقى بمسؤولين هناك والتقى بالرئيس إبراهيم رئيسي ودعاه لزيارة أبوظبي.

وصرح وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان “نحن على وشك فتح صفحة جديدة في العلاقات مع الإمارات العربية المتحدة”.

تغيير المواقف

وبحسب الصحيفة، لم يُعرف الكثير عن المواقف المتشددة للإمارات في الداخل والخارج قبل تسريب ملفات ويكيليكس في عام 2010، وأظهرت صوت الإمارات المؤثر في واشنطن في وقت كانت فيه المملكة العربية السعودية، التي كانت تحكمها سلسلة من الحكام القدامى، فقدوا نفوذهم. في برقية تعود إلى عام 2009، أخبر بن زايد وزير الخزانة تيموثي جيثنر أن إيران النووية لا تطاق. كما قال لـ “أوباما” الذي فاز في الانتخابات إنه يتوقع إجراءً قوياً وصارماً ضد إيران.

ووصف بن زايد حربا تقليدية قصيرة الأمد مع إيران بأنها الخيار المفضل على التداعيات طويلة المدى لإيران مسلحة نوويا.

تغير الوضع بسبب الغموض الذي خلقته سنوات الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب، الذي اعتبرته دول الخليج أملاً لتصحيح سياسات أوباما وموافقته على الاتفاق النووي وموقفه من الربيع العربي.

كل ما فعله ترامب هو أنه خرج من الاتفاق النووي وأعطى الأفضلية للطغاة في الخليج بمن فيهم “بن زايد” والرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي”، وأرسل سفنا حربية إلى الخليج كدعم رمزي. . وعندما جاءت لحظة الحقيقة وبدأت إيران في استهداف السفن الغربية في الخليج رداً على إعادة فرض العقوبات عليها، فشل ترامب في التحرك.

وأوقف الهجوم على إيران قبل دقائق من تنفيذه. في تلك اللحظة، رأت الإمارات أن عليها تناول موضوع التعامل مع إيران وعدم ترحيلها لواشنطن، فالإمارات هدف قريب للصواريخ الإيرانية، وعليها أن تتوصل مع طهران إلى اتفاقية عدم اعتداء قد تمنعها. خطر منه. المؤشر الأول كان قرار أبوظبي سحب قواتها من اليمن، حيث انضمت إلى السعودية في التحالف ضد الحوثيين، وهي حرب كان الجانب الإماراتي يخسرها على ما يبدو.

في غضون ذلك، كان تيار الحرب في ليبيا يتغير ضدها، حيث أرسلت أسلحة ومقاتلين وحتى مستشارين عسكريين لدعم أمير الحرب هناك “خليفة حفتر”.

وخاضت تلك الحرب ضد الإسلاميين الذين قالت إنهم لهم تأثير على حكومة طرابلس. لكن حفتر أثبت أنه حليف خطير حيث شن هجومًا على العاصمة طرابلس، وأجبر القوات الحكومية على التراجع بدعم من تركيا.

وجدت الإمارات نفسها في الأشهر الأخيرة تدعم جهود السلام وترميم العلاقات مع تركيا على الرغم من تعاطفها مع جماعة الإخوان المسلمين.

وكانت ثمار التقارب زيارة وزير الخارجية التركي “جاويش أوغلو” إلى الإمارات الثلاثاء.

اتهمت تركيا أبو ظبي بدعم الانقلاب الفاشل عام 2016، لكنها تريد الاستثمارات الخليجية لدعم اقتصادها المنهار، وتشعر الإمارات أن هذا يتناسب مع قوتها التقليدية.