منوعات

ماهي السبع الفواسق – مكساوي

ماهي السبع الفواسق هو أحد الموضوعات التي لا بد على كل مسلم أن يكون على علم بها، وقد شملت الشريعة الإسلامية جميع الأمور التي تتعلق بالإنسان منذ مولده إلى وفاته، وقد بلغ حد اهتمام الشريعة الإسلامية به تناول الأحكام التي تتعلق بالمحيط الذي يتواجد الإنسان به ويعيش فيه، لكي تصبح بمثابة الدليل له على كافة ما ينفعه ليهتدي إليه، وما يضره ليبتعد عنه، وفي موقع مكساوي سوف نوضح لكم ما هي الفواسق التي أمر الله بالابتعاد عنها مع بيان ما فيها من شر وضرر.

ماهي السبع الفواسق

السبع الفواسق هي الحشرات والحيوانات التي أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلم بقتلها وتلك السبع هي (الوزغ، العقور، الكلب، الحدأة، الغراب، الفأر، العقرب، والحيات)، ولك يطلق عليها مسمى السبع فواسق، أنما وردت التسمية حول أنها خمس فواسق بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الوارد عن السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قال (خَمْسٌ فَوَاسِقُ، يُقْتَلْنَ في الحِلِّ وَالْحَرَمِ: الحَيَّةُ، وَالْغُرَابُ الأبْقَعُ، وَالْفَأْرَةُ، وَالْكَلْبُ العَقُورُ، وَالْحُدَيَّا).

وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل ذا الطفيتين والحيات والأبتر، وفي ذلك الصدد فرق العلماء بين حيات البر وحيات البيت، حيث إن حيات البيت يحرج عليها قبل قتلها ثلاثًا، أما الوزغ فيستحسن قتله حتى ولو لم يصدر عنه أذى، وقد أطلق عليه النبي صلوات الله عليه وسلامه اسم (الفويسق).

والفأرة كذلك من المخلوقات التي يستحب قتلها، هي وجميع الحشرات التي قد تلحق الأذى بالإنسان كالبق، والزنبور، والبرغوث، والعقرب، حيث إن جميعها حشرات مؤذية لا يأتي نفع منها، وقد ذكر الحنفية أن القتل يجوز بشرط دفع الأذى دون أن يكون الهدف منه التسلية والعبث، في حين أن الشافعية قاموا بتقسيم الحشرات إلى أقسام ثلاثة وفق حكم قتلها إلى المستحب قتله، والجائز قتله، والمكروه قتله، وكل وفق نفعه وأذيته.

لماذا سميت الفواسق بهذا الاسم

وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الحيوانات والحشرات بالفواسق لما تحدثه من انتشار للنجس والخبث والفساد والفسق، ولما تلحق الإنسان به من ضرر دون أي نفع، وفي ذلك ذكر الإمام النووي رحمة الله عليه بشرح مسلم “سميت هذه فواسق لخروجها بالإيذاء والفساد عن طريق معظم الدّواب، حيث أنّها تعدّت حدّ الكفّ إلى الأذيّة والفساد ونشر الخبث والنّجس، وقد أمرنا رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم بقتلهنّ حتّى لو كان المسلم محرمًا في بيت الله الحرام، والله أعلم”.

الفواسق الجائز قتلها في السنة النبوية

ورد في السنة النبوية المطهرة في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر وبيان لبعض من أصناف الحيوانات التي أمر بقتلها سواء بالحرم أو الحل، لخبثها وفسقها ونجاسة بعضها، وما تلحق الإنسان به من ضرر، وسوف نعرض لكم فيما يلي بعض من تلك الأحاديث:

  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “خمسٌ منَ الدَّوابِّ لا حرجَ على من قتلَهنَّ العقرَبُ والغرابُ والحدَأةُ والفأرَةُ والْكلبُ العقورُ”.
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “مَن قَتَلَ وزَغًا في أوَّلِ ضَرْبَةٍ كُتِبَتْ له مِئَةُ حَسَنَةٍ، وفي الثَّانِيَةِ دُونَ ذلكَ، وفي الثَّالِثَةِ دُونَ ذلكَ. وفي رواية : في أوَّلِ ضَرْبَةٍ سَبْعِينَ حَسَنَةً”.
  • “أمر بقتلِ الأسودينِ في الصَّلاةِ العقربُ والحيَّةُ”.
  • سأل رجل ابن عمر ما يقتل الرجل من الدواب وهو محرم؟ فقال: حدثتني إحدى نسوة النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يأمر بقتل الكلب العقور والفارة والعقرب والحداة والغراب والحية”.
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “خمسُ فواسِقَ يُقتَلنَ في الحِلِّ والحرمِ: الغرابُ، والحدأةُ، والكلبُ العقورُ، والعقربُ، والفأرةُ”.

الحكمة من قتل الفأر

مما سبق ذكره تعرفنا على أن الفأر من السبع فواسق التي أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتلها، وتكمن الحكمة من مقتل الفأر ما يترتب عليه من ضرر كبير وخراب عظيم، حيث تحرق على القوم الذين تدخل إليهم بيوتهم ومنازلهم، وقد أطلق عليها مسمى الفويسقة لما تحدثه من أذى وفساد.

وقد ورد عن عن ابن عبّاس رضي الله عنه أنّه قال: (جاءَت فَأْرَةٌ فأَخَذَتْ تَجُرُّ الفَتِيلةَ، فجاءت بها فأَلْقَتْها بين يدي رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم على الخُمْرَةِ التي كان قاعدًا عليها، فأَحْرَقَتْ منها مثلَ موضعِ الدرهمِ، فقال: إذا نِمْتُم فأَطْفِئُوا سِرَجَكم؛ فإن الشيطانَ يُدُلُّ مثلَ هذه على هذا فتُحْرِقَكم)، ولا يوجد بين جميع الحيوانات ما هو أكثر فسادًا ولا أعظم أذى من الفأر، حيث إنه لا يأتي شيء إلا ألحق به الفساد والضرر، ومن الألقاب التي أطلقت عليه (أبو خراب) لمدى ما يترتب عليه من أذى وتخريب.

حكم قتل الحشرات والحيوانات المؤذية

يقول العلماء والفقهاء أنه ما من حرج على المسلمين في قتلهم للحشرات المؤذية، أو الحيوانات المؤذية والضارة التي أمر الله جل وعلا بقتلها لما يترتب عليها من إلحاق الضرر والأذى بالإنسان، ولكن الحيوانات والحشرات الغير ضارة أو المؤذية فمن غير الجائز في الإسلام إيذائها أو قتلها، ومن يؤتي ذلك الفعل آثم، لذلك ينبغي على جميع المسلمين الابتعاد عن إلحاق الأذى بدون سبب بمخلوقات الله سبحانه وتعالى.

حكم قتل الكلب

حدث خلاف بين العلماء حول حكم قتل الكلاب، فمنهم من ذهب إلى الكلب إن كان غير ضار ولا يلحق بالإنسان الأذى أو الضرر فمن غير الجائز إيذائه أو قتله، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الكلب العقور، ومن العلماء من قال بجواز قتل الكلب في جميع الحالات سواء كان ضارًا أم أنه كان غير ضار، والأولى أن يتم اتباع الراي الأول لتجنب الوقوع بما حرم الله سبحانه وتعالى.

حيث إن الكلب من المخلوقات التي خلقها رب العباد سبحانه، وجعل به نفع للإنسان في الكثير من الأمور مثل رعاية الماشية، أو الصيد والحراسة وغيرها، وفيما عدا تلك الأحوال لا يصبح من الجائز تربية الكلب أو اقتنائه بالمنزل، حيث إن تربيته بالمنزل تنقص من الأجر، وهو الحال فيما يتعلق بإلحاق الأذى بالكلب أو أيًا من أنواع الحيوانات غيره إن لم تكن ضارة أو مؤذية.

الحيوانات الغير جائز قتلها

نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل بعض الدواب والحيوانات مثل الصرد والهدهد، النحلة، النملة والضفدع، ويستدل على ذلك مما رواه الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (نَهَى رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ عن قَتلِ الصُّرَدِ والضِّفدعِ، والنَّملةِ، والهُدهُدِ).

كما روي عن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال: (إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَهى عن قَتلِ أربَعٍ من الدَّوابِّ: النَّملةِ، والنَّحلةِ، والهُدهُدِ، والصُّرَدِ)، وقد بلغ النهي عن قتلهما حد التحريم، ويدخل ضمن صغائر الذنوب، ولكن لا يبلغ حد الإثم المترتب عن قتل النفس المعصومة والتي تندرج ضمن مراتب أعظم الكبائر، ويعود السبب في النهي عن قتل تلك الدواب والحيوانات ما لها من نفع في حياة الإنسان كبير، وكونها لا تلحق الفساد أو الضرر بالأرض.

حكم تعذيب الحيوانات في الإسلام

من غير الجائز في الشريعة الإسلامية قتل الحيوانات التي لم يرد نص في الشريعة الإسلامية بحواز قتلها، بل إن الحيوانات التي يتم قتلها يجب ألا تقتل بتعذيب، ولكن بإحسان، ومن قام بقتل حيوان دون حاجة وبغير حق فإنه آثم، وعليه التوبة إلى الله من ذنبه والاستغفار، حيث إن الحق فيما يتعلق بالحيوان أن يتم ذبحه بهدف الأكل ولا شيء غير ذلك.

وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صبر البهائم، وهو ما يعني حبس الحيوان وهو حي لكي يتم قتلها عن طريق الرمي وما إلى نحو ذلك، فمن غير الجائز للمسلم اتخاذ شيء به روح لكي يتم رميه، حيث إن تعذيب الحيوان بغير حق لإتلاف نفسه، وفوات ذكاته في حالة كان مذكي وضياع منفعته، لذا حرمت الشريعة الإسلامية الاعتداء بالأذى على الحيوانات، لأنه ظلم غير مباح، حيث يؤمر بقتل الفواسق بغير تعذيب أو تسلية وما إلى نحو ذلك، فهي من الأمور الغير جائزة.

ماهي السبع الفواسق ذلك هو ما دار حوله مقالنا في مكساوي والذي أوضحنا لكم من خلاله الفواسق في الشريعة الإسلامية التي أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتلها لما تلحق به حياة الإنسان من ضرر وأذى، كما أوضحنا الحالات التي يجوز بها قتل الحيوان والتي يحرم فيها ذلك.

المراجع