منوعات

ما هي آداب المزاح – مكساوي – مقالات

 

ما هي آداب المزاح، كل إنسان خلقه الله عز وجل يتمتع بصفات وخصال تميزه عن غيره، وهذه الخصال ترسم علاقة الشخص بالآخرين، فهناك أشخاص يتمتعون بالهدوء والسكينة ويضعون ضوابط للأمور بينما هناك اشخاص اخرين يتمتعون بروح الفكاهة والدعابة التي يمكنهم من خلالها أن يرسموا الابتسامة على وجه الآخرين ويطلق على هذا الانسان انسان مرح، وعلى الرغم من الضحك والمرح الناتج عن المزاح يغير كثيرا من حالة الإنسان إلا أن هناك بعض الضوابط التي يجب الالتزام بها بالمزاح حتى لا يغضب الإنسان الله عز وجل من خلال هذا المزاح، وفيما يلي سنتعرف على ما هي آداب المزاح.

شاهد أيضا: هل الليزر يضر الحامل

تعريف المزاح وحكمه

المزاح يعرف في اللغة بالدَعابة وضد المزاح الجدّ، واصطلاحا فهو عبارة عن ملاطفة الاخرين لإدخال المرح والسرور بدون أن يحدث إيذاء للآخرين.

و المزاح لابد أن يكون بحدود بالإضافة الابتعاد عن الإفراط فيه أو المزاح عن طريق الاستهزاء بالغير وسخريتهم.

فكلما كثر المزاح كلما قلة هيبة الانسان ولهذا فعلى المسلم أن يعتدل فيه.

أمور يجب مراعاتها عند المزاح

هناك العديد من الأمور التي يلزم مراعاتها عند المزاح منها ما يلي:

على المسلم ألا يزيد من المزاح لأن الجد في الأمور من سمات المؤمنين الأتقياء، فالمزاح من الأمور الجميلة التي تخرج الإنسان من الملل.

فالمزاح يكون بمثابة الملح للطعام ولا يعني ذلك أن يكثر الإنسان في المزاح بل عليه أن يعتدل فيه، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا تكثر الضحك فإنّ كثرة الضحك تميت القلب).

أن يختار الإنسان الوقت الملائم للمزح المزح اثناء السفر والرحلات وحينما يصلح الانسان بين شخصين متخاصمين، أما أوقات الجد كالعمل بالأمور الدينية لا يجب المزاح فيها.

لابد من التعرف على قدر كل انسان، فحينما يمزح الانسان مع أصدقائه أو الأشخاص المقربين له في السن يكون خلاف مزاحه مع الأشخاص الكبار في السن ومع أساتذته.

وعندما يرغب الإنسان والحفاظ على هيبته وسط الناس فعليه ألا يكثر من المزاح.

حدود وضوابط المزاح

هناك الكثير من الضوابط للمزاح منها ما يلي:

ألا يفرط الانسان في مزاحه حتى لا يخسر هيبته أو يقع بذلة أو خطأ يغضب غيره.

على الإنسان أن يكون صادق ولا يصل به الأمر أن يبتكر قصص من وحي خياله ليضحك بها غيره لأنه قد تتسبب في وقوع الفساد بين الناس.

ألا يكون كلامه فيه غيبة أو أذية لأي شخص موجود حتى لا يكون ذلك الأمر سببا في إصابة الإنسان إيذاء بدني.

يجب الابتعاد كل البعد عن الاستهزاء بالدين أو الاستهزاء بالملائكة، والقرآن الكريم، والأحاديث النبوية، أو أي موضوع يخص الدين.

على الانسان أن يحافظ على شخصيته أمام الناس حتى لا يتسبب ذلك الأمر بضرر على شخصيته.

لابد من مراعاة مشاعر الآخرين.

عدم الضرر بالناس أو ترويعهم.

الابتعاد عن المزاح الذي يكون خادشا للحياء، ويكون بألفاظ خادشة للحياء.

 

أهداف المزاح

للمزاح عدة أهداف منها ما يلي:

التأديب والتعليم

الكثير من الأوقات يشعر المعلم أن تلاميذه بحاجة لبعض المزاح حتى يخرج عنهم أي ملل يشعرون به ولكي يتمكن من توصيل المعلومة لهم بطريقة سهلة وتجديد نشاطهم.

فبعض المعلمين في هذا الوقت يرون أن هذه الطريقة من أفضل الطرق التي تغير من حالة الطلاب وتغير حالة الملل فمنهم من يغير نبرة صوته، وهناك من يقومون بحركات مضحكة.


المزيد من المشاركات

التَّسلية

يعد المزاح من الأمور التي تشعرك بالتسلية وتمكنك من رسم الابتسامة على وجهك، فحينما تجتمع العائلة مع بعضها فإنها تكون بحاجة للمزاح للتسلية والتخلص من الكآبة.

وكذلك اجتماع الأصدقاء مع بعضهم البعض يكونوا بحاجة للتسلية والخروج من الحالة التي هم يشعرون بها.

فالمزاح من الأمور التي تجعل الابتسامة ترسم على وجوه كل الموجودين.

إدخال السرور على قلوب الموجودين

يوجد بعض الأبناء الذين يتسمون بالمرح ويستطيعون أن يدخلوا السرور لقلوب والديهم وإخوانهم، ويجعلون المنزل مليء بالسعادة والسرور.

ضوابط المزاح في الإسلام

وضع الفقهاء والعلماء عدة ضوابط لابد من الالتزام بها عند المزاح وهي ما يلي:

الابتعاد عن الكذب

لابد من البعد وتجنب المداعبة أثناء المزاح لما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:   (ويلٌ للذي يحدِّثُ فيكذبُ لِيُضحكَ بهِ القومَ، ويلٌ لهُ، ويلٌ لهُ).

وكذلك النكت التي ليس لها أصل أو أساس من الصحة تدخل في ذلك الأمر أيضا، والنكت التي تؤدي إلى سخرية طائفة معينة أو السخرية بالأمور الدينية.

البُعد عن الاستهزاء بالدين

من الضوابط التي يجب تجنبها أن يقوم الإنسان بالاستهزاء بالأمور الدينية فهذا الأمر يُلزم المسلم التوبة إلى الله عز وجل والاستغفار كثيراً.

قال تعالى: (وَلَئِن سَأَلتَهُم لَيَقولُنَّ إِنَّما كُنّا نَخوضُ وَنَلعَبُ قُل أَبِاللَّـهِ وَآياتِهِ وَرَسولِهِ كُنتُم تَستَهزِئونَ* لا تَعتَذِروا قَد كَفَرتُم بَعدَ إيمانِكُم).

الابتعاد عن التخويف

فلا يجب على المسلم أن يقوم بتخويف غيره لنهي الرسول عن ذلك، والدليل على ذلك الأمر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم -: (لا يحلُّ لمسلمٍ أن يروِّعَ مسلمًا).

عدم الاستهزاء بالغير

فالمزاح يجب أن يكون خالياً من أي استهزاء أو لمز أو غيبة لنهي الله عز وجل عن ذلك الأمر، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن

نِّسَاءٍ عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ

بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ).

ألا يكثر المسلم في المزح

على المسلم ألا يتخذ المزح بكل أمور حياته، فعليه أن يتحرى الوقت الذي يمزح فيه، وألا

يكون المزح أساس حياته، بل عليه ألا يكثر فيه بل يكون لترويه عن نفسه فقط، لقول عمر بن

عبد العزيز ” اتّقوا المزاح، فإنّه حمقة تورث الضغينة، فيجعل المسلم مقدار المزاح في حياته

ما يوازي مقدار الملح في الطعام، خفيفاً ليّناً سهلاً”.

يقوي المزاح الروابط الاجتماعية بين كافة أفراد الأسرة.

يجدد من الحالة النفسية للإنسان عند قيامه بأي مهام أو أشغال يقوم بها.

يؤلف بين القلوب ويسهل من الوصول للقلب بالإضافة لبناء العلاقات مع الآخرين.

يجبر القلوب ويدخل على السعادة والسرور.

يجدد من النشاط العقلي للإنسان.