غير مصنف

مخاطر الأسهم الرخيصة : 6 عيوب تجعلها محفوفة بالمخاطر

سواءً كنت مستثمرا متمرسا أو مبتدئا ، وتتساءل عن مخاطر الأسهم الرخيصة. إليك كل ما ينبغي عليك معرفته حول المخاطر المحفوفة بالأسهم الرخيصة.

إن الشركات الناجحة لا تولد ناجحة، بل تعمل من أجل أن تصبح كذلك. وعادة ما يجب على الشركات أن تشق طريقها ببذل الكثير من الجهد حتى تنتقل من بداياتها المتواضعة إلى النمو وتحقيق الأرباح، مما يحقِّق مكاسب لحملة أسهمها.

ولكن يظن بعض المستثمرين أنه من الذكاء عدم تحمّل عناء الصبر والاستثمار في نمو شركات لديها أساس متين، وبدل ذلك يتجهون إلى الاستثمار في شركات أسهمها رخيصة ويتوقعون أن اسهمها ستنفجر لسبب من الاسباب. ويرى المستثمرون الصغار أيضا أن الاستثمار في الأسهم الرخيصة هي طريقتهم المثلى لبدء الاستثمار لأنها تمكنهم من امتلاك العديد من الأسهم مقابل أموال صغيرة نسبيا.

لكن بأي حال من الأحوال، الاتجاه إلى الأسهم الرخيصة ليس دائما خيارًا صائبًا لأنها تنطوي على مخاطر أعلى من الاسهم القيادية. فالذي يتجه إلى الاستثمار في الاسهم الرخيصة ، هو يبني آمالا بتحقيق عائد كبير وأو سريع. و العلاقة بين العائد والمخاطرة تقول أن شدة الخسارة ترتفع كلما ارتفع احتمال تحقيق عائد كبير.

في هذه المقالة، سنقدم لك كل المخاطر التي ينطوي عليها الاستثمار في الأسهم الرخيصة. ولكن دعنا نقف أولا على مفهوم الاسهم الرخيصة بشكل مختصر.

ما هي الأسهم الرخيصة؟

بشكل عام، تطلق تسمية الأسهم الرخيصة على الأسهم التي يتم تداولها بسعر رخيص جدا، وعادة ما يصل سعرها لمستويات أقل بكثير من الدولار الواحد. رغم ذلك فإن لجنة الأوراق المالية والبورصات (SEC) تُعرِّف الأسهم الرخيصة على أنها أسهم صغيرة لشركات صغيرة جدًا، يتم تداولها عادة بأقل من 5 دولارات لكل سهم.

الأسهم الرخيصة هي أوراق مالية بقيمة سوقية صغيرة تتراوح بين 50 و 300 مليون دولار وعادةً ما يتم تداولها خارج بورصات السوق الرئيسية. و لتداولها، يجب على المستثمرين فتح حسابات مع أفضل وسطاء الخصم الذين يقدمون استثمارات عالية المخاطر.

إن انخفاض سعر الأسهم الرخيصة يجذب المستثمرين الجدد لأنهم يظنون أن سعرها المنخفض جدا سيمكنهم من شراء الكثير من الأسهم، وبالتالي يمكنهم مضاعفة الأرباح أكثر في حال ارتفاع السعر. لكنهم ينسون المخاطر العالية جدا التي يجب أن يتعاملوا معها عند الاستثمار في هذا النوع من الأسهم والتي قد تكبدهم خسائر فادحة جدا.

مخاطر الأسهم الرخيصة (6 عيوب تجعلها استثمارًا محفوفًا بالمخاطر)

أول ما يجب عليك معرفته عن الأسهم الرخيصة هي حقيقة أن الاستثمار فيها ينطوي على مخاطر أعلى بكثير من كل أنواع الأسهم الأخرى، مع قدرة على تحقيق عوائد أقل بكثير مما هو متوقع. ورغم أن القاعدة تقول أنه كلما ارتفعت المخاطرة، كلما ارتفع العائد المتوقع من الاستثمار إلا أن هذا لا يسري على هذا النوع من الاستثمارات.

فيما يلي 6 مخاطر تنطوي عليها الأسهم الرخيصة ، والتي تجعلها استثمار محفوفا بالمخاطر:

1- معلومات مالية غير كافية حول الشركة

إن مفتاح أي استراتيجية استثمار ناجح يتمثل في الحصول على معلومات ملموسة كافية عن الشركة للحرص على اتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة وصائبة. بالنسبة للأسهم الرخيصة ذات رؤوس الأموال الصغيرة، فعادة ما يصعب العثور على معلومات كافية حولها. وهذا راجع لحقيقة أنها لا تتداول في البورصات الرئيسية، وبالتالي فلا يُطلب منها تقديم بياناتها المالية إلى لجنة الأوراق المالية والبورصات (SEC) مما يعني أنها لا تخضع للتدقيق أو التنظيم العام مثل أنواع الأسهم الأخرى المدرجة في البورصات الرئيسية. كما ولا يمكن في غالب الأحيان التحقق من موثوقية المصادر التي تقدم معلومات حول شركات هذا النوع من الأسهم.

يعد الافتقار إلى المعلومات المالية الكافية عن الأسهم الرخيصة علامة حمراء رئيسية يجب على المستثمرين الوقوف عندها. إذا كنت لا تعرف الوضع المالي الحقيقي والدقيق للشركة، فكيف يمكنك الحكم على ما إذا كانت تستحق الاستثمار فيها؟

2- نقص المعلومات حول تاريخ الشركة

غالبا ما تكون الشركات الصغيرة المصدرة للأسهم الرخيصة حديثة التكوين أو على وشك إعلان الإفلاس. وغالبا ما يكون لهذه الشركات إما تاريخ وسجل طويل من الفشل المتكرر أو أنها لا تتوفر على أي سجل أو تاريخ على الإطلاق. وهذا النقص في المعلومات التاريخية يجعل من الصعب تحديد إمكانات السهم وبالتالي اتخاذ قرار استثماري سليم وصائب.

3- مستويات سيولة منخفضة

تنشأ مشكلتان اثنتان عن انخفاض مستويات السيولة. تتمثل الأولى في صعوبة بيع أو شراء هذه الأسهم. لدى الأسهم الرئيسية عادة العديد من المستثمرين الذين يقومون دائما بشرائها وبيعها على طول اليوم أما الاسهم الرخيصة فليس لها هذه الشعبية مما يعني أن حجم التداول قليل جدا، وأحيانا قد تمر عليها أيام بحجم تداول منعدم. وهذا يشكل مشكلة في حد ذاته، فمن أجل شراء حصة من الأسهم الرخيصة، يجب أن يكون هناك من يرغب في بيعها لك. وإذا لم تكن هناك أسهم متاحة للشراء، فلن تتمكن من شرائها أصلا.

تتمثل المشكلة الأكبر في العثور على من يرغب في شراء هذه الأسهم منك حينما تكون مستعدا لبيعها. إذا قمت بإدراج أسهمك للبيع ولم يكن هناك من يرغب في شرائها، فقد تظل عالقًا معها وقد تضطر أحيانا إلى خفض سعرك وتحمل بعض الخسائر حتى تتمكن من بيعها.

تتمثل المشكلة الثانية في سهولة التلاعب بأسعار هذا النوع من الأسهم. حيث توفر مستويات السيولة المنخفضة فرصًا لبعض المتداولين للتلاعب بأسعار الأسهم، وهذا يمكن أن يتم بعدة طرق مختلفة – أسهلها هو شراء كميات كبيرة من الأسهم، والترويج لها، ثم بيعها بعد أن يجدها المستثمرون الآخرون جذابة. وتُعرف هذه التقنية أيضًا باسم الضخ والتفريغ. لذا يجب على المستثمرين الجدد في الأسهم الرخيصة أن يكونوا حذرين جدا وإلا فسيتم النصب عليهم. وهذا يقودنا إلى عنصر المخاطرة التالي.

4- محفوفة بمخاطر النصب والاحتيال

نقص المعلومات المتاحة وضعف السيولة يجعل الأسهم الرخيصة هدفًا سهلاً للمحتالين. هناك العديد من تقنيات الاحتيال المستخدمة للنصب على المستثمرين الذين يرغبون في الاستثمار في الأسهم الرخيصة لأول مرة. أكثر هذه التقنيات شيوعًا تشمل:

⚠ التوصيات المتحيزة

تدفع بعض الشركات الصغيرة والتي على وشك الإفلاس لبعض المروجين حتى يقوموا بالتوصية بأسهمهم في وسائل الإعلام المختلفة مثل النشرات الإخبارية ومنافذ الأخبار المالية ووسائل التواصل الاجتماعي. قد تتلقى أحيانا بريدًا إلكترونيًا غير مرغوب فيه يحاول إقناعك بشراء سهم معين لذا يجب عليك التعامل مع جميع رسائل البريد الإلكتروني والمنشورات والتوصيات غير المرغوبة والمجهولة بحذر. إذا لاحظت أنه يتم الدفع لهؤلاء المروجين مقابل خدماتهم، فهذا يعني عمومًا أنه استثمار سيئ. واحرص على التأكد من صحة ما يقال على أي سهم قبل استثمار أموالك فيه.

⚠ عمليات الضخ والتفريغ

طريقة الضخ والتفريغ هي سهلة الفهم إلى حد ما، ولكن يصعب تحديدها. بالاعتماد على هذه التقنية، يقوم المحتالون بشراء عدد كبير من الأسهم بأقل من دولار واحد. ثم يقومون بالترويج والتسويق لهذه الأسهم ودفع الآخرين لشرائها مما يرفع من أسعارها. بمجرد أن يرتفع سعر السهم بدرجة كافية، يقوم المحتالون ببيع كل الأسهم بأسعار أعلى من أسعارها الأصلية. عبر القيام بهذا، يحقق المحتالون أرباحا كبيرة جدا ليتركوا المستثمرين مع خسائر كبيرة إذ يعود السعر مرة أخرى إلى قيمته المنخفضة الأصلية بعد وقت قصير.

5- رسوم تداول مرتفعة

يمكن أن يكون تداول الأسهم الرخيصة مكلفًا جدا حينما يتعلق الأمر بالرسوم المدفوعة.

لنفترض أنك تريد شراء 100 سهم من شركتين. الشركة الأولى مُدرجة بسعر 0.05 دولار أمريكي للسهم الواحد. أما الشركة الثانية فمُدرجة بسعر 5 دولارات لكل سهم. سيكون إجمالي سعر الشراء هو 5 دولارات للشركة الأولى و 500 دولار للشركة الثانية. ومع ذلك، فمن المحتمل أن تقوم بدفع نفس رسوم التداول لكل من عمليتي الشراء هاتين وهذا يشمل جميع منصات الوساطة.

لنفترض مثلا أن الوسيط يتقاضى 5 دولارات مقابل كل صفقة:

في مثال الشركة الأولى، رسوم التداول التي سيتوجب عليك دفعها ستساوي 100٪ من سعر الشراء.

في مثال الشركة الثانية، فستساوي رسوم التداول 1٪ فقط من سعر الشراء.

بالإضافة إلى رسوم التداول المعتادة، فإن بعض شركات السمسرة تفرض رسومًا إضافية على الأسهم التي تقل قيمتها عن سعر معين. وهذا يضيف تكاليف أكثر.

6- عوائد أقل بكثير من المتوقع:

قد لا تكون العوائد من الاستثمار في الأسهم الرخيصة جيدة كما تتمنى. لا يمكن أن تكون الأسهم الرخيصة قوية بما فيه الكفاية لتحقق النمو الذي يمكن أن تستفيد منه لتحقق أرباحا، فهي غالبا ما تكون في حالة كفاح دائم من أجل البقاء. وهذا قد لا ينتهي بشكل جيد للمستثمرين على المدى الطويل لأن فرص تحقيق النمو في حالة هذه الشركات تكون ضئيلة جدا. إذا كنت تستثمر على المدى الطويل، فهناك فرصة كبيرة أن تفقد العديد من الأسهم الرخيصة التي تستثمر فيها قيمتها تمامًا مع مرور الوقت وهذا من شأنه أن يتركك بخسائر حقيقية. وحتى وأنت تفكر في الاستثمار على المدى القصير، فقد لا تتمكن من تحقيق عوائد كبيرة من هذا الاستثمار.

روابط قد تهمّك :

🔥 الاستثمار في الأسهم الأمريكية الرخيصة

🔥 7 اسهم امريكية رخيصة واعدة 2022

كيفية اختيار الأسهم الرخيصة وتقليل مخاطرها

فقط لأن مخاصر الأسهم الرخيصة قد تكون أكثر من تلك التي تنطوي عليها أنواع الأسهم الأخرى، فهذا لا يعني أنه يجب عليك تجنبها تماما. قد يكون بالإمكان تحقيق بعض المكاسب منها، لكن يتطلب ذلك القيام بجهد مضاعف واستثمار وقت حقيقي في البحث والتحليل حتى تتأكد من اختيارك للسهم المناسب وذو إمكانات حقيقية في النمو بعيدا عن صخب المروجين وحالات النصب.

بعد أن عرفت كل ما ينبغي أن تتجنبه بشأن الأسهم الرخيصة، فستكون أكثر قدرة على تحليل الأسهم الرخيصة والقيام بالخيار الصائب.

كما هو الحال مع أي استثمار آخر، يجب أن تحرص على القيام ببحث شامل حول السهم الرخيص الذي تريد الاستثمار فيه. سيساعدك بذل بعض الجهد في ذلك على تجنب الخسائر وحالات النصب والتأكد من مكان وضعك لأموالك. هذا يعني أنه يجب عليك البحث عن كل ما يمكن أن تعرفه عن الشركة، والمخاطر التي سيجب عليك تحملها، بالإضافة إلى ما إذا كانت تتناسب مع إستراتيجية الاستثمار الخاصة بك أم لا. اسأل نفسك ما إذا كان العمل الأساسي منطقيًا بالنسبة لك كاستثمار. لا تضع أي أموال في أسهم الشركة لمجرد أن شخصًا آخر أوصى بها أو لأنها قد تشكل توجه اليوم.

تأكد من الاطلاع على أي معلومات تقدمها الشركة، بما في ذلك بياناتها المالية. كما ويجب عليك التأكد من صحتها بأي طريقة ممكنة قبل القيام بأي خطوة ثانية. إذا أبلغت الشركة عن بياناتها في الوقت المحدد وأظهرت البيانات أن الشركة مستقرة مالياً، فقد يشير ذلك إلى استثمار سليم. وتأكد من إجراء بعض الأبحاث حول الكيان الذي يقوم بمراجعة حسابات الشركة أيضًا.