غير مصنف

مراجعة مسلسل Cowboy Bebop الواقعي

في السنوات الأخيرة استطاعت أعمال الأنمي أن تُبرز نفسها بشكل قوي على الساحة عالميًا، وهو الأمر الذي أدى إلى اهتمام كبير من قبل شركات الإنتاج الكبرى وشركات ألعاب الفيديو كذلك في تَحويل أشهر الأنميات إلى أعمال تلفزيونية وأخرى سينمائية أمثال Bleach وDeath Note. وبالرغم من جودة هذه الأنميات وتحقيقها نجاحات كبيرة، إلا وأنها لم تُحافظ على هذا النجاح عند تَحولها إلى أعمال واقعية بممثلين حقيقين، وكانت التجربة يُعيبها إما ضعف الإنتاج أو الممثلين والفكرة العامة والعديد من السلبيات الأخرى التي انتبهت لها Netflix جيدًا، وقررت أن تتفادى كل هذه السلبيات خلال عملها القادم ووعدتنا بتَقديم تجربة تستحق سواء لمحبين الأنميات المستوحاة منها الأعمال الواقعية، أو حتى لتقديم تجربة أفضل للمشاهدين بشكل عام.

فالشبكة العملاقة التي أصبحت أسهمها في نمو مستمر خلال السنوات الأخيرة، قررت هذه المرة أن تَذهب إلى أحد الأعمال الكلاسيكية الشهيرة التي تُقدم مغامرة وخيال علمي، وبإمكانها تنفيذها بسلاسة ودون أي فلسفة منها، وهنا جاء القرار في تَحويل أنمي Cowboy Bebop الذي حقق شهرة كبيرة ويَملك قاعدة محبين كُثر داخل وخارج اليابان، وقررت تَحويله إلى مسلسل تلفزيوني مُكون من 10 حلقات، تُقدم من خلاله عُصارة خبراتها وتتفادى كافة سلبيات أعمالها السابقة والمستوحاة من عالم الأنمي، واستطاعت Netflix أن تَنجح في جزء وتُقدم لنا تجربة جيدة، وتُعتبر أفضل عمل واقعي مستوحاة من أنمي، ولكن الحياة ليست وردية على الإطلاق. فمع إطلاق مسلسل الخيال العلمي والمغامرات Cowboy Bebop بشكل رسمي عبر Netflix، بإمكاننا الآن أن نَغوص داخله ونُلقي نظرة عن قرب، ونتعرف على مزايا وعيوب هذا العمل الذي أصنفه كما ذكرت أحد أفضل الأعمال الواقعية المستوحاة من مسلسل أنمي.

صائدي الجوائز في الفضاء الواسع

أحداث مسلسل Cowboy Bebop الواقعي تأخذنا إلى الفضاء وتُركز على مجموعة من صائدي الجوائز عبر متن سفينة Bebop، والذين يَجوبون أرجاء الفضاء من أجل مُطاردة المجرمين والنيل منهم. وخلال هذه المغامرة نتعرف على ماضي أعضاء السفينة والذين يَتشاركون بماضي مأساوي، ولكنهم يُحاولون النيل من هذا الماضي بأسلوب كوميدي يُجبرك على الضحك والتعاطف كذلك تجاههم.

وبالرغم أن فكرة مسلسل Cowboy Bebop كما سردتها بالأعلى متُشابهة تمامًا لأحداث الأنمي، إلا وأن أحد الأشياء التي لم تَكن مفضلة “على الأقل بالنسبة لي” هو أن المسلسل قرر اقتباس الفكرة العامة للأنمي، وبناء عليها قصة وأحداث وحوارات مُختلفة، وهو الأمر الذي نَجح تارة بخصوص الحديث عن ماضي الشخصيات وكيف وصلوا من هذا الماضي إلى ما أصبحوا عليه، ولكنه فشل في تارة أخرى عندما قدم المسلسل حوارات أقل بكثير مما شهدناها بالأنمي، والتي كانت تُعد أحد مزاياه. فحوارات مسلسل Cowboy Bebop في بعض الوقت كانت ركيكة وتَفتقد للمغزى منها، وكنت أراه بالأمر الساذج، ولما فوتت Netflix على نفسها تَقديم واحدة من القصص المثيرة للاهتمام، ولما الحاجة من الأساس في تغيير قصة الأنمي!! وهو مالم تَفعله حتى من قبل مع اقتباساتها الأخرى، وهو الأمر الذي انعكس على أداء المسلسل في أولى حلقاته، قبل أن يتم إنقاذه بشكل كبير من قبل أداء أبطال العمل والذي كان أحد نقاط تَحول الأنمي وأهم ميزاته.

أداء مميز وحُسن اختيار طاقم العمل

في الوهلة الأولى ومن النظر إلى أسماء طاقم العمل سينتابك القلق قليلاً وربما كثيرًا “كما حدث معي”، فالأسماء التي تم اختيارها لتقديم هذا العمل تَجدها بعيدًا بشكل كبير عن شكل أبطالنا من الأنمي، ولكن مع مضي الحلقات ستَجد أن Netflix استطاعت أن تُحسن اختياراتها أخيرًا، وتُقدم لنا طاقم عمل مميز بدءًا من الرائع “جون تشو” الذي كان قدم لنا شخصية “سبايك شبيغل” بأفضل شكل ممكن، وهو الأمر الذي ذكرنى بمدى إتقان “هنري كافيل” بمسلسل The Witcher وكان أداءه مُتقنًا وقريب تمامًا لشخصية “جيرالت” من سلسلة ألعاب الفيديو الشهيرة.

حيث تَمكن “جون تشو” أن يُقدم لنا “سبايك” كما أعتدنا عليه الشخص الذي يُجيد الفنون القتالية والمستهتر في آن واحد، ويجعلنا نُجبر على التعاطف معه وماضيه المأساوي، وسريعًا يجعلنا نضحك على تصرفاته الطفولية في بعض الأوقات، وصرعاته مع “جيت بلاك/ مصطفي شاكر” واختلافهم الدائم بالرغم من صداقتهم الكبيرة. حتى “تشو” ظهر بشكل أقرب بشكل كبير لما هو عليه “سبايك” خلال الأنمي سواء جسمانيًا أو حتى بهيئته الخارجية، ولكن مع أدائه المميز جعله أحد نَجوم هذا العمل وقَدم قيمة كبيرة له. والأمر مماثل تمامًا للممثل “مصطفي شاكر” الذي قدم لنا شخصية “جيت بلاك”، حيث نُشاهد قدرة “جيت” القيادية على أعضاء طاقم سفينة Bebop وتفانيه في الحفاظ على المبادئ والقوانين لتَنظيم الحياة بينهم، وتَعارضهم الدائم مع حياة ” سبايك” إلا وأنه دومًا يُظهر حنانه لأعضاء الطاقم بالرغم من ماضيه المأساوي هو الأخر، وهو الأمر الذي تَمكن “مصطفي شاكر” من إبرازه خلال أحداث المسلسل.

كذلك تَمكنت “دانييلا بينيدا” والتي جسدت لنا شخصية “فاي فالنتين” أن تَكون على نفس منوال الثنائي الأخر، وألا تكون أقل منهم سواء في الأداء او اقتباس الشخصية من الأنمي، وتَجسيدها بأفضل شكل ممكن، فشخصية “فالنتين” تُعتبر العنصر العاقل والمعاكس للثنائي الذكوري بالمسلسل، ودومًا تَكن صاحبة الفكاهة والسخرية على الأخرين من تصرفاتهم الطفولية في بعض الأوقات، وكانت “فالنتين” عنصرًا هامًا في حبكة المسلسل وقَدمت لنا متعة كبيرة. والأمر مماثل كذلك لشخصيات أخرى مثل ” فيشوس ” الذي يُعتبر الخصم والشرير الرئيسي بأحداث المسلسل والذي استطاع أن يُقدمه ” أليكس هاسل” بأفضل شكل ممكن وكأنه يستمتع بكونه شريرًا في المقام الأول وهو الشيء الذي انعكس على أدائه بالرغم أن قصته هو و ” جوليا ” التي جسدتها “إيلينا ساتين” لم تُكن مشابهة لما شاهدناه بمسلسل الأنمي.

أيضًا أحد الأشياء التي استطاع فريق العمل حُسن تقديمها كان مشاهد الفنون القتالية والتي كانت جيدة ومشابهة بشكل كبير لما شاهدناه بالأنمي، خاصًة الحلقات الأخيرة من المسلسل والتي قدمت لنا مشاهد قتالية مميزة تَكاد حتى تتفوق على أعمال أكشن كبيرة وهو أمر جيد أن نراه في هذا الاقتباس بالرغم من بطيء رتم بعض هذه المشاهد في العديد من الأوقات.

أحد إيجابيات Cowboy Bebop الأخرى هو أن صُناع العمل استطاعوا أن يُحافظوا على الجو العام لتجربة المغامرات في الفضاء، وهي أحد ميزات الأنمي كذلك. فبخلاف المغامرات الممتعة التي سنخوضها في الفضاء رفقة طاقم سفينة Bebop، إلا وأن هيئة الشخصيات وملابسهم وكل تلك الأمور تَم تقديمها بشكل مماثل لأجواء الأنمي. أيضًا أحد أهم مزايا مسلسل Cowboy Bebop والتي يُمكن الحديث عنها لأطول وقت ممكن هو الموسيقى المميزة التي قدمها المسلسل، ويَرجع ذلك إلى استغلال Netflix قدرات الملحنة العبقرية “يوكو كانو” التي قَدمت لنا ألحان وموسيقى الأنمي الأصلية، ولذلك عند سماعك لموسيقى المسلسل ستَشعر وكأنك دخلت في دوامة نوستاليغا وذكريات لا تُنسى مع هذا العمل، مع وجود موسيقى مميزة جديدة خُصصت لهذا العمل.

تَمكنت شبكة Netflix من الاستفادة بالفعل من تجاربها السابقة والسيئة في اقتباساتها لأشهر أعمال الأنمي عند تَحويلها إلى أعمال واقعية، فعلى عكس تجارب Bleach وDeath Note، تَمكنت الشبكة من أن تُقدم لنا تجربة جيدة ومغامرة ممتعة إلى الفضاء، بدءًا من الجو العام للمسلسل الذي حَاول نقلنا إلى عالم الأنمي بشكل كبير وهو ما نجح به صُناع العمل بالفعل، أو حتى من ناحية أداء الممثلين وحسن اختيار طاقم العمل، والذين قَدموا لنا تجربة أداء ممتعة، جعلتنا نتعلق بهؤلاء الشخصيات أكثر فأكثر مع دمج هذه الإيجابيات مع موسيقى من الزمن الجميل وأجواء الغرب الأمريكي في الفضاء وحالة الذكريات التي قدمتها لنا “يوكو كانو” خلال هذا العمل، جعلتها في بعض الأوقات تتفوق حتى على موسيقى الأنمي الأصلي. ولكن لازال المسلسل يُعاني من ضعف في حوارات المسلسل والذي كان أحد أسبابه قرار صُناع العمل في استنساخ الفكرة العامة للأنمي وتنفيذها بشكل مختلف وقصة مختلفة، وهو الأمر الذي أوقعهم في مشاكل جدية في أولى حلقات المسلسل التي لم تَكن بأفضل حال. أيضًا كعادة Netflix تُجيد استنساخ أفكار المثلية والمتحولين الجنسيين وتُقدمه خلال أعمالها، وأعتقد بأنها لم تكن بحاجة إلى ذلك في الأساس، ولكنها Netflix.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة IGN ولا يعبر عن وجهة نظر منقول وانما تم نقله بمحتواه كما هو من IGN ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.