منوعات

مرض الصدفية.. أسبابه وأعراضه ومضاعفاته

إذا لاحظت بعض الأعراض الجلدية، كالتهاب الجلد وظهور قشور سميكة ذات لون فضي، مع بقع حمراء، فهذه هي عوامل خطر تشير إلى مرض الصدفية الجلدي، ولكن كيف يمكن تمييزه عن غيره من الأمراض الجلدية مثل: الإكزيما أو التينيا وغيرها؟ وما هي أعراضه وطرق علاجه؟

مرض الصدفية

مرض الصدفية هو أحد الأمراض الجلدية المزمنة الشائعة، التي تجعل صاحبها يعاني ظهور قشور وبقع حمراء على الطبقة الخارجية للجلد، وهو ما يثير حكة الجلد والتهابه، حيث تتأثر طبقات الجلد ويحدث خلل في الدورة العمرية لنمو خلايا الجلد، كما أن الصدفية من الأمراض التي لا يتم علاجها على المدى القريب، فغالبًا تستمر مع الشخص طوال حياته، ولكن تتحسن أعراضها مع المتابعة والعلاج.

فالصدفية مرض مناعي يترك بقعا حمراء جافة، وتتراوح شدتها بين البسيطة والمتوسطة، وفي الحالات الشديدة تنتشر هذه البقع في الجسم ككل، فطبيعة الإصابة بالصدفية تتمحور حول مهاجمة مناعة الجسم لخلايا الجلد، مما يؤثر على الدورة الحياتية لها، وهو ما يؤدي إلى مضاعفة سرعة نموها، ومن ثم تراكم طبقات من الجلد المتشققة والجافة، لتشكل طبقة سميكة من القشور ذات لون أرجواني أو أحمر.

أسباب مرض الصدفية

لم يتوصل الطب حتى الآن إلى أسباب مرض الصدفية الجلدي بشكل محدد، فالخلل الذي يحدث لخلايا الجلد غالبًا ما يكون بسبب مهاجمة الجهاز المناعي لصاحبه، وهو هجوم ذاتي من الخلايا الليمفاوية في الجسم المسؤولة عن حمايته من البكتيريا والفيروسات، وهنا يسرع الجسم في إنتاج خلايا جلد سليمة في فترة أقل، وهو ما يسبب تجدد الجلد بشكل أسرع من المعتاد، مع صعوبة التخلص من طبقات الجلد الميتة والجافة، فتتراكم على شكل طبقات من الجلد الجاف، كما تم التوصل إلى مجموعة أخرى من أسباب مرض الصدفية في الرأس والجسم، منها:

  • من أسباب مرض الصدفية عند الأطفال، العوامل الوراثية.
  • العوامل البيئية مثل الملوثات الكيماوية والصناعية.
  • مهاجمة الخلايا الليمفاوية لخلايا الجلد السليمة، بدلًا من مهاجمة البكتيريا والفيروسات الموجودة بالجسم.
  • بعض حالات العدوى من أسباب مرض الصدفية الجلدي مثل العدوى الجلدية، وعدوى التهاب الحلق العقدي.
  • الإفراط في التدخين وشرب الكحول.
  • حساسية الجلد المفرطة من الحشرات أو أشعة الشمس.
  • التعرض لمحفزات الصدفية مثل الحالة النفسية السيئة والحزن والاكتئاب.
  • قد يؤدي زيادة الوزن في بعض الحالات إلى الإصابة بأنواع من الصدفية منها الصدفية الموجودة بثنيات الجسم.

أعراض مرض الصدفية الجلدي

الأمراض الجلدية
أعراض الصدفية

لا يمكن تحديد أعراض الصدفية دون تشخيص الطبيب السليم للوقوف على أسباب مرض الصدفية في الرأس، ومن الأعراض الشائعة لمرض الصدفية:

  • ظهور بقع حمراء أو أرجوانية اللون مغطاة بطبقات سميكة قشرية من الجلد.
  • تقشر الجلد بشكل كبير من أعراض مرض الصدفية عند الأطفال.
  • الحكة أو الرغبة في حك المنطقة المصابة وتهيج الجلد.
  • نزيف الجلد في بعض الحالات بسبب جفافه الشديد.
  • أظافر سميكة تعلوها الندوب والقرح.
  • حدوث تيبس في المفاصل من مضاعفات الإصابة بمرض الصدفية.

مضاعفات الإصابة بالصدفية

توجد بعض المخاطر المحتملة للإصابة بأعراض الصدفية الجلدية منها:

  • التهاب المفاصل الصدفي.
  • أمراض القلب وانسداد الشرايين.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • احتمالية الإصابة بأمراض الكلى.
  • التهابات العيون.
  • السمنة.
  • السكري من النوع الثاني.
  • أمراض المناعة الذاتية.

أنواع مرض الصدفية

أنواع مرض الصدفية

يمكن أن تصيب الصدفية أي منطقة في الجسم، وإن كانت مناطق الذراعين والمرفقين والركبتين وباطن القدم مع الساقين وكف اليد، من أكثر المناطق تأثرًا بالصدفية، كما يمكن أن تظهر أعراض مرض الصدفية في الشعر أو فروة الرأس، وهو ما أدى إلى تقسيم الأطباء لأنواع الصدفية، كالآتي:

الصدفية اللويحية

وهي النوع الأكثر شيوعًا بين مرضى الصدفية، وأعراضه هي ظهور طبقات سميكة من الجلد مغطاة بطبقة قشرية بلون أحمر وتسبب تهيجا وحكة في الجلد، وغالبًا ما تظهر في الركبتين وفروة الرأس والمرفقين، وهي من أكثر أسباب مرض الصدفية في الرأس.

صدفية الأظافر

وهي النوع المنتشر في أظافر القدم أو اليد حيث تسبب مجموعة من الندبات حول الأظافر، مما يؤدي إلى تكسر الأظافر أو نموها البطيء، بالإضافة إلى أنها في أحيان أخرى تؤدي إلى انفصال الظفر عن مكانه الطبيعي.

صدفية الثنيات أو الصدفية العكسية

يظهر هذا النوع من الصدفية الجلدية في المناطق غير الظاهرة أو ثنايا الجسم مثل منطقة تحت الثدي عند النساء، وكذلك تحت الإبطين وثنايا الرقبة وبين الفخذين، حيث تظهر على شكل منطقة حمراء تلتهب خاصة عند الأشخاص من أصحاب السمنة المفرطة مع احتكاك طبقات الجلد.

الصدفية البثرية

وهو نوع من الصدفية أقل شيوعًا، مرتبط بظهور بعض البثور الحمراء في مناطق صغيرة، وغير منتشرة من الجسم مثل: القدمين أو اليدين أو الأظافر وأيضًا ظهور مرض الصدفية في الشعر وفي فروة الرأس، حيث تتحول البثور إلى دمامل صغيرة مصحوبة بحكة وألم، سرعان ما تختفي خلال أيام ولكنها تعاود الظهور في حال عدم العلاج.

الصدفية القطروية

تعتبر الصدفية القطروية الأكثر انتشارًا بين الأطفال، حيث تظهر على شكل قرح صغيرة مغطاة بطبقة من الجلد السميك على شكل قشور فضية اللون، وتسبب حكة في الجلد وغالبًا ما تكون قشور الصدفية القطروية ناعمة وليست خشنة، على غرار قشور الصدفية اللويحية.

صدفية التهاب المفاصل

وهي من أكثر أنواع الصدفية خطورة، حيث يصاحب أعراضها تورم وتيبس في مفاصل الجسم وكذلك التهاب العين، وهو ما يتطلب التشخيص السريع لمعرفة أسباب مرض الصدفية والعلاجات المناسبة لها لمنع ظهور مضاعفات توقف المفاصل أو الإصابة بإعاقات دائمة.

تشخيص مرض الصدفية الجلدي

مرض الصدفية المستعصية

التشخيص السليم يعني الوقوف على أسباب مرض الصدفية المستعصية، والعلاجات الحديثة لها بما يتوافق مع كل نوع، فالأدوية والعلاجات المستخدمة مع الصدفية اللويحية تختلف عن المستخدمة مع صدفية الأظافر أو الصدفية القطروية وهكذا، ويتم تشخيص الصدفية من خلال وصف الأعراض وفحصها من الطبيب بجانب:

  • عمل فحص سريري للمريض.
  • عمل فحص مخبري لعينة من طبقة الجلد المصابة لتحديد نوعيتها.

علاج مرض الصدفية الجلدي

لم يتم التوصل لعلاج فعال للقضاء نهائيًا على الصدفية، بل الهدف من علاجها هو وقف أعراضها أو التقليل من حدتها لمنع الإصابة بمضاعفات الصدفية الجلدية، لذا يعتمد الطبيب المعالج على علاجها بأكثر من طريقة منها:

  • العلاج الموضعي بالمراهم والكريمات الموضعية التي تستخدم على المناطق المصابة ومنها: مشتقات الستيرويدات ومثبطات الكالسينويورين وكريمات الترطيب ومضادات الحساسية.
  • العلاج بالأدوية الفموية والحقن وهي الطريقة المتبعة مع الحالات المتقدمة من الصدفية.
  • العلاج بالضوء باستخدام الأشعة فوق البنفسجية أو باستخدام أشعة الشمس أو العلاج الكيميائي الضوئي.

هل مرض الصدفية معدٍ؟

مرض الصدفية

مرض الصدفية هو مرض مناعي ذاتي تهاجم فيه خلايا من الجسم خلايا أخرى، لذا لا يصاب مريض الصدفية بفيروسات أو بكتيريا معدية يمكن أن تنقل العدوى إلى شخص آخر، لذا لا يجب القلق من مريض الصدفية، لأن إصابته غير معدية.

ما العلاقة بين مرض الصدفية والزواج؟

يمكن أن تظهر أعراض الصدفية في منطقة الجهاز التناسلي عند الإناث أو الذكور على حد سواء، يؤدي إلى وجود بقع حمراء وقشور في تلك المنطقة، بالإضافة إلى تأثيرها النفسي على صاحبها، بسبب القلق المستمر من هيئة الإصابة وشكلها أو تأثيرها على صورته أمام الطرف الآخر، كما تؤدي إلى بعض المضاعفات الأخرى للزواج منها مشكلة ضعف الانتصاب للرجال وعدم انتظام الهرمونات لدى الزوجين.

ختامًا لا يمكن أن تكون الإصابة بأعراض مرض الصدفية نهاية الأمر، لأنه مرض جلدي يمكن التعامل بسهولة مع أعراضه ومنع المضاعفات، بالالتزام بتعليمات الطبيب ونصائح العلاج.