منوعات

مستريح أسوان.. لماذا يصدق الضحايا المحتالين؟

نشر في:
الجمعة 13 مايو 2022 – 9:26 م
| آخر تحديث:
الجمعة 13 مايو 2022 – 9:26 م

أثارت قصة “مستريح أسوان” الجدل بين المواطنين، بعدما راح ضحية محاولة القبض عليه لوائي شرطة ومجندين، أثناء مطاردتهم المتهم الذي حصل على ما يقرب من 200 مليون جنيه من مواطنين.

ورصدت الأجهزة الأمنية تردد عدد من المواطنين أمام منزل أحد الأشخاص (مقيم بقرية البوصيلية – مركز إدفو بأسوان)؛ للمطالبة باسترداد أموالهم لقيامه بالنصب والاحتيال عليهم والحصول على مواشيهم وأموالهم بزعم توظيفها مقابل أرباح مرتفعة وامتناعه عن السداد.

وأسفرت التحريات عن تحديد مكان اختبائه بإحدى المناطق الجبلية المتاخمة لمركز إفو بأسوان، حيث تم إعداد الأكمنة اللازمة وضبطه وبحوزته 9.5 مليون جنيه.

ورغم تكرار هذه الحوادث إلا أن الناس لايزالون يقعون في شبكات المحتالين، وهذا الأمر لا يرتبط بمصر فقط، وفقًا للجنة التجارة الفيدرالية سرق المحتالون ما يقرب من 3.3 مليار دولار في عام 2020 في الولايات المتحدة الأمريكية.

يقول كينيث فرويندليش، محامي وحاصل على الدكتوراه في إدارة الأعمال، أن المحتالين يمتلكون أساليب عديدة (وغالبًا ما تكون قابلة للتصديق) لخداع الأشخاص من أجل دفع الأموال، والشخص الذي يقع في عملية احتيال يفعل ذلك بسبب الأساليب النفسية التي يستخدمها المحتال – وليس بسبب عيب شخصي كما يُعتقد- ويعتمد المحتالون المتطورون على الهندسة الاجتماعية، وإلقاء اللوم على الضحية يعد خطأ، وهو مبدأ نفسي معروف جيدًا يشير إلى ميل الفرد إلى إسناد أفعال الآخرين إلى شخصيته بينما في الحقيقة ينسب سلوكه إلى عوامل ظرفية خارجية خارجة عن سيطرته، بحسب موقع ” morrispsych”.

ووفق تقرير فرويندليش، ذكر أن عالم النفس الشهير روبرت سيالديني ورد في كتابه “التأثير: سيكولوجية الإقناع” 6 مبادئ عالمية للتأثير، والتي يستخدمها المحتالون لإقناع الناس بمهارة للقيام بأشياء معينة:

1. المعاملة بالمثل: الميل الطبيعي إلى رد الجميل للآخرين مقابل تزويدنا بشيء ما، تشير الدراسات إلى أنه عندما يتلقى شخص شيئًا، فإنه يشعر بضرورة الرد بالمثل.

2. يستفيد المحتالون من محاولة تبرير الناس لأفعالهم ودفاعهم عن خطواتهم في أمر ما، مما يجعلهم متسقون مع تعاونهم مع المحتال في محاولة لإثبات نجاحهم وخطأ نصائح من حولهم.

3. الدليل الاجتماعي: كلما زاد عدد الأشخاص الذين يتخذون إجراء معين بدا هذا الإجراء أكثر صحة ومشروعية، لذلك يعتمد المحتالون على إبراز شعبيتهم في البداية.

4. تصيد الضحايا من خلال التقرب منهم وخلق علاقات صداقة معهم على أمل أن يكون أصدقاء الضحية أكثر عرضة للاستجابة بشكل إيجابي لصديق.

5. السلطة: من المرجح أن يقول الناس “نعم” لمن يُنظر إليهم على أنهم في مركز سلطة ما أو ذوي خبرة، قد يتظاهر المحتالون كشخصية ذات سلطة، وغالبًا ما يخشى الناس أن يقولوا لا لشخصية ذات سلطة.

6. الندرة: عندما يُنظر إلى شيء ما على أنه نقص في المعروض ، فمن الأرجح أن نشعر بالرغبة فيه ويستفيد المحتالون من رغبتنا في الأشياء التي تفتقر إلى المعروض من خلال وضع حد زمني لعرضهم أو بإخبار الأشخاص أنه سيتم إلغاء تنشيط حسابهم أو اشتراكهم في غضون وقت قصير إذا لم يستجيبوا على الفور.

ويؤكد بول سيجر، محاضر في علم النفس بجامعة سنترال لانكشاير، على ذات النقاط في مقالة مستقلة عن المحتالين، وقال: ” يشعر الناس عمومًا بالقلق من تفويت فرصة، وفكرة العرض لفترة محدودة تكون مغرية، فإن مبدأ الندرة يشير إلى أنه من المرجح أن ينجذب الناس إلى الشيء إذا شعروا باقتراب فقدانه؛ لأنه عندما تتعرض حريتنا في القدرة على القيام بشيء ما للتهديد، فإننا نميل إلى الرد بسرعة لضمان عدم فقدان الفرصة”، بحسب ما ورد في موقع ” theconversation”.

وأضاف سيجر: “من غير المحتمل أن تكون أي من هذه الحيل النفسية بمفردها كافية لإقناع شخص ما بفعل شيء يتعارض مع مصلحته، إلا أنها مجتمعة يمكن أن تكون أدوات قوية للمحتال، ولكن من خلال إدراك وفهم هذه المبادئ النفسية البسيطة من المرجح أن يكون الناس أكثر قدرة على مقاومتها وتجنب التعرض للخداع”.