منوعات

هجرة أبو بكر الصديق مع الرسول بغار ثور – مكساوي

 

هجرة أبو بكر الصديق مع الرسول بغار ثور، تعد قصة الهجرة من أهم القصص المليئة بالكثير من الأمور الرائعة ومن أبرزها التضحية، وأظهرت أيضا مدي المحبة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وخوف حبيبه وصديقه أبي بكر عليه، وكان أبو بكر الصديق من كبار قريش وله تجارة عظيمة وعلى الرغم من كل ذلك إلا أنه ضحى بنفسه وبكل ما يملكه من أجل الدعوة الاسلامية، وفيما يلي سنتعرف على هجرة أبو بكر الصديق مع الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة.

شاهد أيضا: لماذا امر الله ابراهيم بذبح اسماعيل

نسب أبي بكر الصديق

قبل أن نخوض بالحديث عن أبي بكر الصديق علينا أولا أن نتناول الحديث عن نسبه ونشأته.

أبو بكر الصديق هو عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرَّة بن كعب بن لؤي بن غالب.

وكان يعرف بالجاهلية باسم عبد الكعبة، وقام النبي محمد صلى الله عليه

وسلم بتسميته بعبدالله، كما سماه أيضا بالصديق، وأيضا العتيق؛ نظرا لحسن وجهه.

وكل من النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق يلتقيان في نسبهم بالجد السادس.

وكان أبو بكر الصديق من الوجهاء والأغنياء بقريش.

وقد ولد أبو بكر الصديق بمكة المكرمة الموافق السنة الثالثة لمولد النبي

محمد صلى الله عليه وسلم، وكان مولده عقب عام الفيل بنحو سنتين وستة أشهر.

 

نبذة عن غار ثور

يعد غار ثور واحدا من الأماكن المقدسة والتي كانت شاهدة لأعظم القصص التي حدثت بالتاريخ وهي هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

وهذا الغار يقع بأحد الجبال بمكة المكرمة ويطلق عليه ثور أطحل، وقد أطلق عليه اسم غار ثور نسبة للجبل الواقع به الغار وهو جبل ثور.

كما قيل أنه سمي بذلك الاسم نسبة لرجل يدعى ثور بن عبد مناة الذي

قد نزل بهذا الغار، وقد ورد ذكر هذا الغار بالقرآن الكريم في قوله تعالى-: (ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ).

ويعتبر من الأماكن الشريفة؛ نظرا لوقوع حادثة عظيمة وبقاء النبي محمد فيه هو وصاحبه أبي بكر الصديق أثناء هجرتهم من مكة للمدينة.

 

ولهذا لحجاج بيت الله والمعتمرين يحرصون على زيارته؛ نتيجة عظم هذا المكان وشهادته لأعظم الأحداث التي حدثت بالتاريخ.

وهذا الغار يقع بالجهة الشمالية الواقعة بجنوب مكة المكرمة، وتقدر المسافة بينه وبين الغار بنحو 4 كيلو متر، وارتفاعه يصل لـ 760متر.

قصة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق بغار ثور

حينما أمر الله عزوجل للنبي محمد صلى الله عليه وسلم بالهجرة بعد أن اشتد أذى الكفار بهم، أختار أبي بكر الصديق ليكون رفيقه بالرحلة النبوية.

وحينما علم بذلك أبي بكر فرح بشدة حتى أنه ظل يبكى من شدة فرحته.

وقام النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأبي بكر الصديق بالتوجه نحو غار ثور، حينما كان المشركين يحاولون اللحاق بهم من أجل قتل رسول الله.

ومن كثرة خشية أبي بكر على النبي محمد صلى الله عليه وسلم أمر ابنه

عبدالله أن يعرف أخبار المشركين بمكة ويأتي إليهم ف6ي المساء ليعرفهم بما يدور بمكة.

وكان عامر بن فهيرة دور هام أيضا فحينما كان يعود عبدالله بن أبي  لمكة

كان يأتي عامر بن فهيرة بالأغنام ويسير بنفس المكان حتى يزيل أي أثر لعبدالله بن أبي بكر.

وبذلك تعرفنا على هجرة أبو بكر الصديق مع الرسول بغار ثور.

لدغ أبي بكر في الغار

حينما عزم النبي صلى الله عليه وسلم بالبقاء في غار ثور، سبق أبي بكر

النبي صلى الله عليه وسلم لينظف المكان ويتأكد من أنه خاليا من أي حية أو سبه.

وأثناء تنظيف أبي بكر للمكان لدغ ولكن لم يرغب بإظهار ذلك الأمر للنبي

ويظل الألم يشتد به حتى بكي، فقام النبي صلى الله عليه وسلم بالبصق بمكان الألم وشفي أبي بكر من ألمه بأمر الله عز وجل.

قال تعالي: “إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ

هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ

وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا

ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ” «سورة المائدة/ الأية40».

وبات النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه بالغار، وأمر الله عز وجل العنكبوت

بأن يأتي على الغار ويقوم بنسج خيوطه حتى تكون سترا للنبي محمد

صلى الله عليه وسلم ولصاحبه.

حتى أن أبي بكر الصديق قال في حديثه حول رحلة الهجرة فيقول: (نَظَرْتُ

إلى أَقْدَامِ المُشْرِكِينَ علَى رُؤُوسِنَا وَنَحْنُ في الغَارِ، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، لو

أنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ إلى قَدَمَيْهِ أَبْصَرَنَا تَحْتَ قَدَمَيْهِ، فَقالَ: يا أَبَا بَكْرٍ ما ظَنُّكَ باثْنَيْنِ

اللَّهُ ثَالِثُهُمَا)

 

مكانة أبي بكر عندَ النبي محمد

توجد العديد من الأحاديث التي تحدثت عن مكانة الصديق عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، منها:

قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «ألاَ إني أبرأُ إلى كلِّ خليل مِن خُلَّته،

ولو كنتُ مُتَّخِذًا خليلاً، لاتخذتُ أبا بكر خليلاً، إنَّ صاحبَكم خليلُ الله».

قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «ما نَفَعني مالٌ قطُّ، ما نفَعَني مالُ

أبي بكر»، قال: فبَكَى أبو بكر، وقال: هل أنا ومالي، إلا لكَ يا رسولَ الله؟!.

 

أعماله الصديق بعهد النبي الكريم

أبو بكر الصديق هو أول من أسلم من الرجال، واسلم بدون أي تردد أو شك، فاتسم بإيمانه العميق والمطلق للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.

كان من الداعمين للنبي عليه السلام وخاصة بحادثة الإسراء والمعراج،


فحينما حدثت حادثة الإسراء والمعراج وأخبر الناس بذلك الأمر بدأ الناس

يكذبونه وينكرون ذهابه وعودته بليلة واحدة، وحينما علم أبي بكر بذلك قال

للقوم “نعَمْ، إِنِّي لَأُصَدِّقُهُ فِيمَا هُوَ أَبْعَدُ مِنْ ذَلِكَ، أُصَدِّقُهُ بِخَبَرِ السَّمَاءِ فِي

غُدْوَةٍ أَوْ رَوْحَةٍ”، ولهذا سمَّاه النبي باسم الصديق.

كما أنه كان ينفق كل ما لديه من أموال حتى يستعد للهجرة النبوية ويجهز لها، دون أن يقوم بترك لأهله أي شيء من المال.

هجرته مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالهجرة ومواجهته للصعاب

وبقائه مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم بغار ثور، كما أنه قام بتكليف

عبدالله بن أبي بكر بتقصي الأخبار بقريش واخبارهم بها ليلا.

أنفق الكثير من الأموال بغزوة العسرة وكان الصحابة فيها يتنافسون على

نفق الأموال حتى يقوموا بعتق العبيد.

قام بأداء فريضة الحج مع الصحابة رضوان الله عليهم بالسنة التاسعة

بالهجرة دون أن يرافق النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

قام بمصاهرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وزوج النبي للسيدة

عائشة رضي الله عنها.

كان خليفة الرسول صلى الله عليه وسلم حينما كان مريضا، وهذا الأمر يدل

على أنه من أجدر الصحابة بذلك الأمر.

أعماله أثناء توليه الخلافة الاسلامية

أبو بكر الصديق كان له بصمة كبيرة بالدعوة الاسلامية، وقام بالكثير من الأمور العظيمة سواء

كان بوقوفه مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم أثناء الدعوة الإسلامية، أو

أثناء توليه للخلافة الاسلامية؛ حيث أنه كان أول خليفة للمسلمين عقب

وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

ومن أبرز الأمور التي قام بها بالدولة الاسلامية ما يلي:

أرسل جيش أسامة بن زيد وكان ذلك الجيش تم تجهيزه من قبل وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

محاربة المرتدين عن الإسلام، وقد ظهرت هذه الفئة بكثرة عقب وفاة النبي

محمد صلى الله عليه وسلم ولهذا كان لابد من الوقوف ضدهم لصدهم عن

ذلك الأمر، ومقاتلتهم.

قامت العديد من المعارك في عهده مثل قيام معركة أجنادين، وأيضا معركة

مرج الصُّفّر، وأيضا معركة اليرموك.

فهذه المعارك كانت من أشهر المعارك التي حدثت بعهده على الرغم من

شدتها، لكن المسلمين استطاعوا الانتصار بها.

وتم فتح العديد من المدن العراقية ومدن بلاد الشام.

حدوث معركة اليمامة، وهذه المعركة كانت نتيجة لحروب الردة، وتمكن المسلمين من الانتصار فيها وبها أيضا تم قتل مسيلمة الكذاب.

بالإضافة إلا أن العديد من المسلمين قد ارتدوا عن الدين الإسلامي، كما أن

الكثير من الصحابة تم استشهادهم بهذه الحرب، وكان معظمهم من حفظة

كتاب الله عز وجل.

ومن ذلك القبيل بدأ أبي بكر بالتفكير بجمع القران الكريم، ولهذا قام بأمر زيد

بن ثابت بتجميع كل ما كتبه وحفظه من القرآن الكريم، ولهذا كان أبو بكر

الصديق أول من قام بجمع القرآن الكريم.

 

وفاة أبي بكر الصديق

توفي الصحابي الجليل أبي بكر الصديق بالحمى بعد أن قام بالاستحمام

بليلة كانت شديدة البرودة، وأصيب بحمى شديدة منعته من الذهاب للصلاة

مدة طويلة بلغت 15 يوما.

وقام بتوصية عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأن ينوب عنه في إمامة

المسلمين بالصلاة.

وتوفي أبي بكر الصديق بليلة الثلاثاء الموافقة ليوم الثاني والعشرين من

شهر جمادي الاخرة في السنة الثالثة عشر من الهجرة، وذلك عام 634م.

 

وتوفي أبي بكر عن عمر يناهز 63 عام، وهو نفس العمر الذي توفي فيه الرسول صلى الله عليه وسلم.

ومن وصاياه أن تقوم بتغسيله زوجته أسماء بنت أبي بكر الصديق وأيضا ابنه عبد الرحمن بن أبي بكر.

كما قام المسلمين بأداء صلاة الجنازة على الصديق وكان يؤممهم الصحابي

الجليل عمر بن الخطاب، وتم حمله على نفس الخشبة التي قد حمل بها

النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

كما تم دفنه بجوار صاحبه وحبيبه النبي محمد صلى الله عليه وسلم وفقا

ووصاياه لعائشة رضي الله عنها.

إلى هنا توصلنا لنهاية المقال والذي تعرفنا فيه على هجرة أبو بكر الصديق مع الرسول بغار ثور.