منوعات

هل التخاطر حرام – مكساوي – مقالات

 

هل التخاطر حرام، يعد التخاطر من الأمور التي يرغب الكثيرين بالتعرف على أحكامه؛ حيث أنه من الأحكام التي أثارت جدل واسع بين العلم وأهل الدين، وفيما يلي سنتعرف بشكل تفصيلي عن التخاطر ونتعرف على أنواعه وحكمه.

شاهد أيضا: بايدن يهدد بفرض عقوبات على بوتين شخصيا

هل التخاطر حرام

قبل أن نجيب على التخاطر حرام أم لا علينا أن نوضح أولا ما هو التخاطر.

التخاطر هو عبارة عن عملية اتصال بفكر الإنسان فقط والتي تكون بصورة غير ملموسة بين كلا الشخصين.

فكل شخص منهم يقوم باستقبال رسالة الشخص الآخر بالوقت الذي أرسلها الآخر له.

ومن خلاله يتم التعرف على ما يشغل الشخص الآخر من المشاعر والأحاسيس كما أنها من الأمور التي تتعلق بقوة الادراك.

وتعد هذه الظاهرة من الأمور التي أختلف العلماء فيها، فمنهم من يرى أنه حرام ومنهم من يرى أنه لا يخالف العقل أو الشرع.

أنواع التخاطر

للتخاطر عدة أنواع منها ما يلي:

أولا: التخاطر النفساني

يعد هذا التخاطر من الأنواع التي تحدث للانسان والتي تكشف له بعض الأمور سواء كان في المنام أو في اليقظة.

كما أن هذا التخاطر يكون بعيدا كل البعد عن الجن، كما أنه يصيب الانسان بدون اختياره؛ حيث أنه يلقي في روعه بدون أي أسباب.

ثانيا: التخاطر الشيطاني

وهذا التخاطر يتم من خلال إخبار الجن للشخص ببعض الأمور الغيبية عن الإنسان بأن يعلمه بما يقوم به فلان في منزله، أو أن هذه المرأة ستضع ذكر أم أنثى.

وهذا التخاطر كان يقوم به النصارى والكفار ومن يعبدون الصليب والنار، وهذه الأعمال تكون أحد أعمال الكهنة.

وكان مسيلمة الكذاب يقوم بهذا التخاطر الشيطاني، وكان يقول لأصحابة عما يقومون به في بيوتهم.

وكانت هذه الأعمال من عمل الشيطان والجن من أجل إغواء الناس.

 

 

ثالثا: التخاطر الرّحماني

يعد التخاطر الرحماني من أهم وأرفع أنواع التخاطر والذي يكون دلالة على العديد من الدلائل سواء كانت عقلية أو سمعية.

وهذا التخاطر ما تقوم به الملائكة من إخباره للمسلم الصالح التقي، كما أنه يعد كرامة من كرامات الله عز وجل.

وكان بعض الصحابة عندهم تخاطر رحماني ببعض الأمور مثل أبو بكر الصديق رضى الله عنه الذي أعلمته الملائكة بأن زوجته حامل بأنثى.

وكل هذا لا يدل على أن أي شخص يمكنه أن يتعرف على ما يخطر ببال الآخرين.

ومعرفة ما في الصدور والغيبيات أختص بها الله عز وجل فقط.

ولهذا فعلى المسلم أن يبتعد تماما عن كل هذه الأمور ولا يشغل باله بها لأن كثرة التفكير بها قد يجعل الإنسان يقع في الحرمانية.

 

التخاطر بالناحية العلميّة


المزيد من المشاركات

حتى الان ما زال التخاطر من الأمور المبهمة والتي لم يتقدم العلم لها تفسيرات منطقية لهذه الظاهرة.

كما أن العلم لم يقر بوجود هذا التخاطر نتيجة لوجود الكثير من الفجوات الموجودة بكافة التفسيرات العلمية.

ومن ناحية اخرى يجد بعض الأشخاص المؤيدين لهذه النظرية وجود صعوبة التفسيرات العلمية لظاهرة التخاطر.

وقد أجريت العديد من التجارب العلمية التي أثبتت أن بعض الأشخاص يكون لديهم قدرات خاصة بهم تمكنهم من اتصالهم بالأشخاص الاخرين.

 

أمثلة التخاطر في الإسلام

المثال الأول للتخاطر

أعطى الله عز وجل الصحابي عمر بن الخطاب بعلم الالهام وبعلم النظر، ويقصد بعلم الالهام أنه هو ذلك العلم الذي وهبه له الله عز وجل.

كما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أن عمر بن الخطاب كان سيكون النبي من بعده لو أن الله عز وجل بعث أنبياء بعده.

وقول النبي هذا يدل على الإخلاص الكبير عمر بن الخطاب في عبادته مع الله عز وجل؛ ولهذا فالله عز وجل رزقه كل من العلم والإلهام.

ولهذا فكان عمر بن الخطاب من أكثر الناس علما ودينا فكان شخص لا يخطو أي خطوة إلا بنور الله عز وجل.

وفي أحد الأيام حينما كان عمر بن الخطاب يلقي خطبة الجمعة على

المسلمين تفاجأ المسلمين بقول عمر بن الخطاب بالمسجد يا سارية الجبل وكررها ثلاثة مرات.

فانتهى من الصلاة ونزل من على المنبر وحينما سأل الصحابة عمر بن

الخطاب عن ما الأمر فأخبرهم بأن المولى عز وجل قام بكشف سارية والأعداء يقوموا بحصاره.

فنادى عمر بن الخطاب سارية لكي يلجأ للجبل، وقدر الله عز وجل أن

يسمع سارية نداء عمر ولجأ للجبل وعصمه الله عز وجل، واستطاع الانتصار عليهم.

وعقب انتصار سارية وعودته قام بإخبار المسلمين بأن هلاكه كان وشيك

ولم ينقذه سوى سماعه لنداء عمر بن الخطاب له وقام باللجوء للجبل وبذلك أستطاع أن ينتصر على أعدائه.

فجاء في حديث عبد الله بن عمر قال: (أنَّ عمرَ بعث جيشًا وأمَّر عليهم رجلًا

– يدعى : ساريةَ – ؛ فبينما عمرُ يخطب ؛ فجعل يصيح : يا ساريُ ! الجبلَ !

فقدم رسولٌ من الجيشِ فقال : يا أميرَ المؤمنين ! لقينا عدوَّنا فهزمونا ؛ فإذا

بصائحٍ يصيحُ : يا ساريُ ! الجبلَ ! فأسندنا ظهورَنا إلى الجبلِ، فهزمهم اللهُ –

تعالى).

المثال الثاني للتخاطر بالإسلام:

التخاطر ورد بصورة مفصلة لحديث عبدالله بن عباس قال:(أنَّ رَسولَ اللَّهِ

صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دَخَلَ علَى رَجُلٍ يَعُودُهُ، فَقَالَ: لا بَأْسَ طَهُورٌ إنْ شَاءَ

اللَّهُ فَقَالَ: كَلَّا، بَلْ حُمَّى تَفُورُ، علَى شيخٍ كَبِيرٍ، كَيْما تُزِيرَهُ القُبُورَ، قَالَ النبيُّ

صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فَنَعَمْ إذًا).