هل انتهى فعلاً عصر كلمات المرور .. وما هو البديل ؟
سأجيبك بأن كل ما سبق هو عبارة عن حفظٍ آمن لكلمات السر وإعادة إدخالها بمجرد وضع البصمة وما إلى ذلك، ولكن ما نتكلم عنه في هذا المقال مختلفٌ تماماً، وهو عدم الحاجة لكلمات السر أصلاً! أي أنك لن تحتاج لإنشاء كلمة سر تتذكرها وتعيد إدخالها في كل مرة، وعوضاً عن ذلك سيتم إرسال تنبيه إلى هاتفك الذكي بتسجيل الدخول وكل ما عليك فعله هو فتح قفل الشاشة وسيتم تسجيل الدخول فوراً. ستسألني كيف ذلك ؟ ببساطة عن طريق تقنية مفاتيح المرور “Pass Keys” — مستقبل مصادقة الهوية الجديد.
حسنًا، ما هي مفاتيح المرور أصلاً ؟
الأمر في مجمله هو أنه سيتم إرسال إشعار لهاتفك الذكي عند طلبك تسجيل الدخول لموقعٍ ما، وبمجرد وضع بصمتك أو أي مقاييس حيوية تستخدمها لفتح قفل هاتفك الذكي سيتم تسجيل دخولك. طبعاً لن تحتاج لهاتفك الذكي مرة أخرى للمصادقة إلا إذا أردت تسجيل الخروج من الموقع أو تسجيل الدخول للموقع من جهاز مختلف؛ مما يعني أنك ستبقى على اتصالٍ دائم إلا إذا رغبت بتسجيل الخروج.
الجدير ذكره أن تسجيل الدخول بواسطة مفاتيح المرور يعتبر أكثر أماناً من أي وسيلة، خصوصاً وأنه يعتمد على تشفير المفتاح العام ولن يظهر سوى لحسابك عبر الانترنت عندما تقوم بإلغاء قفل هاتفك الذكي.
شركات التقنية تدق آخر المسامير في نعش كلمات السر
أما بالنسبة للمنصات التي ستدعم تقنية مفاتيح المرور فهي جميع الانظمة التي تطورها الشركات الثلاثة: جوجل ومايكروسوفت وأبل، بالإضافة إلى الأنظمة المستقلة مثل لينكس.
أمرٌ آخر يجب الوقوف عنده وهو مزامنة نفس مفاتيح المرور مع أكثر من منصة، مثل أبل ومايكروسوفت، والذي لم تتبلور آلية عمله بعد، فهناك عدة اقتراحات يتم العمل عليها منها إمكانية التوصيل والمزامنة بين الأجهزة المختلفة بواسطة تقنية Bluetooth LE. عموماً ستكشف لنا الأيام القادمة الطريقة التي ستتبع من أجل مزامنة مفاتيح المرور مع المنصات المختلفة والتي أمست قاب قوسين وأدنى من الإعلان عنها.
فرضاً إذا ضاع هاتفي أو سرق فهل سأفقد الوصول والتحكم بحساباتي ؟
رؤية الشركات الثلاثة لفكرة “عالم بلا كلمات سر” ليس تعقيد الأمور على المستخدمين وانما مساعدتهم على التخلص من محاولات اختراق الحسابات بسبب كلمات السر الضعيفة؛ فمن جهة يصعب الدخول للحساب بدون الهاتف ومن أخرى لن يحتاج المستخدم لتذكر كلمات سر مختلفة لكل حساب من حساباته. لكن مهلًا .. ماذا لو ضاع هاتفي، هل سأفقد الوصول والتحكم بحساباتي ؟
سؤالٌ آخرٌ مهم قد يطرحه المستخدم والجواب هو: بالطبع لا، لأنه ببساطة يتم تخزين مفاتيح المرور ونسخها احتياطياً عبر التخزين السحابي الخاص بك، مما يعني أنك تستطيع مزامنتها مع هاتفك الذكي الجديد، وأما بالنسبة للهاتف الذكي الضائع أو المسروق فلن يفيد استخدامه بشيء، لأن الوصول للحسابات يحتاج لمقاييسك الحيوية (البصمة، التعرف على الوجه) حصراً والتي لا يملكها أحداً إلا أنت.
هل سنفتقد لخانة Password كلمة السر ونجومها قريبًا ؟
ولو أن كل المنصات التقنية اتفقت على المضي قدماً بالاستغناء عن كلمات السر، إلا أن هذا لا يعني التخلي التام عنها وذلك بسبب عدم احتواء الكثير من الأجهزة حتى الآن على معايير المقاييس الحيوية، ناهيك عن حاجة مطوري البرمجيات والمواقع حتى التطبيقات للوقت الكافي من أجل الانتقال الآمن من كلمات السر واستخدام مفاتيح المرور عوضاً عنها، بشكلٍ عام ستتاح خدمة مفاتيح المرور في يومٍ ما من العام المقبل أما انقراض كلمات السر فربما ستحتاج أكثر من ذلك بكثير.
ختاماً: لا نعلم كيف سيبدو شكل المواقع والتطبيقات دون خانة كلمات السر، ولكن ما أعلمه تماماً أنها ستكون من الذكريات مثلها مثل الفلوبي ديسك وشرائط الكاسيت بحلول الأعوام القادمة، صحيحٌ أنه من المبكر قول وداعاً لكلمات السر، شكراً لكل ما قدمتيه، إلا أن نهاية عهدها قادمة لا محالة والفضل بذلك يعود لمفاتيح المرور Pass Keys مستقبل المصادقة على كل شيء باستخدام المعايير الحيوية.