غير مصنف

هل طول كابل الإيثرنت له تأثير على سرعة الانترنت ؟

هل استخدامك للإنترنت يتطلب اتصالًا مستقرًا ؟ أو أنك تريد ربط أكثر من جهاز في أماكن متفرقة داخل مقر العمل أو في منزلك ولا تستطيع إشارة الـ Wi-Fi تغطيتها ؟ هنا يصبح الاتصال السلكي “إيثرنت” أو “LAN” هو الخيار الأمثل والأنسب حيث يتفوق عن الواي-فاي من حيث ثبات استقرار الاتصال كما أوضحنا من خلال مقالة الفرق بين استخدام الانترنت عبر الواي فاي والكابل. ولكن استخدام الإيثرنت ليس سهلًا كما يظنه البعض، الأمر ليس مجرد كابل تقوم بتوصيله وانتهى الأمر! هناك اعتبارات يجب أخذها في الاعتبار لضمان اتصال مستقر وسريع، من ضمنها نوع كابل الإيثرنت وطوله. والسؤال الأهم هل يؤثر طول كابل الإيثرنت على السرعة أو جودة الخدمة ككل ؟ في مقالنا هذا سنجيب عن هذا السؤال بالتفصيل.

من المعلوم أن كابل الإيثرنت يمكنك من الاتصال مباشرة بالإنترنت أو بالشبكة المحلية LAN للراوتر، ويتكون من أسلاك نحاسية تقوم بتمرير البيانات على هيئة إشارات كهربية. وبما أن كابل الإيثرنت يتكون من النحاس، فإن الإشارات الكهربية المارة فيه تضعف نتيجة المقاومة، وبالتالي، فإن جميع أسلاك الإيثرنت مقيدة بحد أقصى للطول. بمعنى إذا كنت تستخدم كابل إيثرنت أطول من المدى المصمم له، فسوف تلاحظ انخفاض في سرعة الانترنت، بل، وفي أحيانٍ أخرى، انقطاع الاتصال نهائيًا.

  ما هو الحد الأقصى لطول كابل الإيثرنت ؟

كما تعلمون على الأرجح، يتم تقسيم كابلات الإيثرنت إلى عدة فئات، لكل فئة قدراتها وإمكاناتها الخاصة، والتي على رأس أولويتها سرعة نقل البيانات. على سبيل المثال، تتمكن فئة CAT-5 من توفير سرعة نقل للبيانات حتى 100 ميجابت في الثانية، وعلى هذا النحو، يمكن لفئة CAT-5e تقديم سرعات تصل لـ 1000 ميجابت في الثانية.

جميع كابلات الإيثرنت، بغض النظر عن نوعها وإمكاناتها، لديها نفس الحد الأقصى لطول الكابل، والذي يُقدر بـ 100 متر. يعتبر ذلك منطقيًا، لأنه كلما توغلت في الأنواع الأعلى من الإيثرنت، كلما حصلت على مواصفات أقوى، مثل توفير عزل أفضل لتقليل تداخل الإشارات وهو ما يؤدي للحفاظ على استقرار السرعة. كما تلعب سماكة الأسلاك النحاسية دور في تقليل المقاومة. لذلك، تجد الفئات العليا من كابلات الإيثرنت تحتوي على أسلاك نحاسية سميكة أو أقل.

دعونا نسلط الضوء على ثلاث فئات تعتبر استثناءً لمشكلة الحد الأقصى للطول، ألا وهي CAT-6 و CAT-7a و وCAT-8. وبشكل عام، يمكنك الاستفادة من فئة CAT-6، حيث فئة CAT-7a يتم تصنيعها وفق معايير محددة، لِذا من غير المحتمل أنك قد تحتاج إليها كمستخدم عادي، أما فئة CAT-8، فإنها تُستخدم في مراكز البيانات ومع الوحدات التي تُرسل بيانات بصورة هائلة.

ومع ان فئة CAT-6 يمكنها تقديم سرعة تصل لـ 1 جيجابت في الثانية عند طول 100 متر، إلا أنها، وعند طول 37-55 متر (أي 121-180 قدم)، قادرة على تقديم سرعة تصل إلى 10 جيجابت في الثانية، وذلك اعتمادًا على شدة تداخل الإشارات الكهرومغناطيسية. بالنسبة لفئة CAT-7a، يمكننها تقديم سرعة تصل إلى 50Gbps عند طول 50 متر، وتنحدر إلى 10Gbps عند طول 100 متر. أما CAT-8، فإن الحد الأقصى لها هو 30 مترًا فقط، وتصل سرعتها لـ 40Gbps.

هناك شيئًا أخيرًا يجب أخذه في الاعتبار فيما يتعلق بطول كابل الإيثرنت، ألا وهو “طول القناة” ويشير طول القناة إلى الطول الكامل بين الجهاز “كمبيوتر، تلفاز، الخ…” وبين الراوتر، السويتش، أو الموزع “Hub”. لذلك، إذا كنت تقوم بتوصيل الكابل بين الجهاز والراوتر مباشرًة “على سبيل المثال”، فإنه من غير الممكن تخطي الطول الإجمالي، سيان الأمر مع استخدام المشتركات لتمديد الطول.

  هل من الممكن تجاوز حدود طول كابل الإيثرنت ؟

جميع كابلات الإيثرنت مقيدة بحد أقصى للطول، ألا وهو 100 متر، لكن ذلك لا يعني تقييد حجم الشبكة. يمكنك استخدام السويتش Switch لتقوية الإشارة، وذلك حتى تتمكن من نقل البيانات لمسافات أبعد. يمكنك أيضًا استخدام محولات إيثرنت إلى فايبر. حيث تعتمد الألياف الضوئية “الفايبر” على الأسلاك الزجاجية والضوء لنقل الإشارة، وتعتبر أقل من حيث احتمالية تدهور الإشارة أو ضعفها كما هو الحال في الأسلاك النحاسية، لِذا يمكن الاعتماد عليها في نقل الإشارات لمسافات أبعد.

وبالرغم أن كابلات الإيثرنت لديها حد أقصى للطول، لكن لا ينبغي أن تشكل تلك المسألة مصدر قلق للمستخدم العادي وذلك بحكم أنه في الأغلب لن يحتاج أكثر من 10 إلى 20 مترًا. لكن إذا كنت تملك أجهزة متعددة وتحتاج إلى تمرير كابلات لمسافات أطول، فمن الضروري أخذ مسألة الحد الأقصى للطول بعين الاعتبار لتجنب المشاكل المتعلقة بالأداء.