أفاد تقرير فرنسي أن التوتر المتزايد بين الجزائر والمغرب عقب مقتل 3 جزائريين في تفجير على حدود الصحراء الغربية الموريتانية قبل أيام ينذر بتصعيد دراماتيكي بين البلدين.
وذكر التقرير الذي نشره موقع “موند أفريكا” أن موعد الحادث (الأول من نوفمبر) “رمزي” بالنسبة للجزائر، حيث يحتفل الجزائريون بذكرى اندلاع الثورة الجزائرية (1954).
وأضاف أن سببين على الأقل يمكن أن يؤججا تصعيدًا دراماتيكيًا بين الجزائر والرباط. الأول هو أن “رئيس الأركان الجزائري الجنرال (سعيد شنجريحة)، الذي قاد لفترة طويلة المنطقة العسكرية الثالثة المواجهة للحدود المغربية وهو الرجل القوي اليوم في الجزائر، معروف بمواقفه المتشددة تجاه الرباط. . ” .
أما السبب الثاني فيتعلق بالمؤسسة العسكرية الجزائرية “التي فقدت مصداقيتها في الشارع، حيث يطالب المزيد من المتظاهرين بالسلطة المدنية، وتريد استعادة صورتها وشرعيتها لدى الشعب”، بحسب التقرير.
وأشار الموقع الفرنسي إلى أن “سيناريو الصراع المفتوح مع المغرب مطروح على طاولة أركان الجيش الجزائري منذ أسابيع”، ونقل عن ضباط جزائريين قولهم إنه “من الأفضل الدخول في صراع قصير دون تأخير، حيث أن المغرب، التي تعد الآن ثالث أكبر مشتر للأسلحة في إفريقيا، زادت قوته الضاربة بشكل كبير، كما أن تحالفه مع إسرائيل يوفر له موارد استخباراتية كبيرة، وقد تكون المملكة المغربية خصمًا أكثر خطورة في المستقبل.
وأضاف أن “السلطات الجزائرية اتهمت على الفور الجيش الملكي المغربي بالمسؤولية المباشرة من خلال بيان صادر عن وكالة الأنباء الجزائرية في 3 نوفمبر”.
وأشار البيان في ذلك اليوم إلى أن “السلطات الجزائرية اتخذت على الفور الخطوات اللازمة للتحقيق في هذا العمل الدنيئ من أجل توضيح الظروف المحيطة به”.
وبحسب البيان الجزائري فإن “عدة عوامل تشير إلى أن القوات المغربية في الصحراء الغربية ارتكبت هذا الاغتيال الجبان بأسلحة متطورة”.
وأشار التقرير الفرنسي إلى أن البيان الصحفي للرئاسة الجزائرية هدد بأن “اغتيالهم لن يمر دون عقاب”.
أما المغرب فقد دحض الاتهام الجزائري وطالب بعثة الأمم المتحدة بتنظيم استفتاء بالصحراء الغربية للتحقيق في الحادث الذي وقع في المنطقة الآمنة من قبل جنود من جبهة البوليساريو يحققون بدورهم من خلال التقاط صور للجثث. من سائقي الشاحنتين المحترقتين، بحسب المصدر نفسه.
وأشار البيان الرئاسي الجزائري إلى استخدام الجيش الملكي المغربي لـ “أسلحة متطورة”، وصرح: “نحن نتحدث عن هجوم بطائرة بدون طيار، لأن بلدة بير لحلو (التي وقع فيها الحادث) تبعد أكثر من 25 كيلومترًا عن الفاصل. الجيش المغربي مع الحفاظ على المغرب صامت، وهو ما يمكن تفسيره على عدة مستويات ”، بحسب التقرير.
وشددت موند أفريك أن “هناك توترًا خطيرًا وملموسًا في المنطقة، خاصة وأن الجيش الجزائري يعزز وجوده على الحدود المغربية الموريتانية”، مشيرًا إلى ما نشرته مؤخرًا صحيفة “لا رازون” الإسبانية بشأن صور الأقمار الصناعية. يظهر انتشار بطاريات صواريخ للجيش الجزائري أمام الحدود المغربية. .