التخطي إلى المحتوى

جاء في العرب اللندنية:

قالت أوساط سياسية لبنانية إن البيان الحاد الذي أصدرته حركة أمل الشيعية ضد حزب التيار الوطني الحر، الذي يرأسه جبران باسيل صهر رئيس الجمهورية ميشال عون، هو بمثابة رسالة من حزب الله إلى حليفه الذي لم يدعمه في الإطاحة بالقاضي طارق بيطار المكلف بالتحقيق في مرفأ بيروت.

وفوجئت الأوساط اللبنانية من حدة بيان حركة أمل الذي جمع الكثير من الأوصاف القوية في الهجوم على التيار من نوع “تيار الفساد بات محترفاً في سرقة المواقف”، وعلى عون بوصفه بـ”التقاعس” و”الإخلال بواجباته الدستورية”.

وأضافت هذه الأوساط أن حزب الله، الذي تعوّد على وقوف التيار الوطني الحر والرئيس عون وراءه والتصفيق لكل مواقفه، لم يستوعب كيف أن التيار غيّر موقفه بشكل واضح حين دعّم استمرار التحقيق في قضية المرفأ ووقف بشكل واضح ضد رغبة أمين عام حزب الله حسن نصرالله في إقالة بيطار الذي يتهمه بتسييس التحقيق وخدمة أجندات خصوم الحزب.

وأشارت إلى أن حزب الله يعتبر أن اختلاف التيار معه في موضوع مثل التحقيق في تفجير مرفأ بيروت يعني أنه صار من الشق المسيحي المعارض، والذي بدا أقرب إلى مواقف الدول الغربية التي تريد تقليص قبضة حزب الله على لبنان، ولذلك كلف حركة أمل بالهجوم عليه، وتحذيره بأن هذا الموقف لن يمر بسهولة.

كما لفتت مصادر مقربة من الحزب إلى أن التيار الوطني الحر يرفض المشاهد التي تعيد ذكريات الحرب الأهلية في لبنان، في إشارة إلى تظاهرة الثنائي الشيعي حزب الله وحركة أمل للمطالبة بإقالة بيطار وما تبعها من مواجهة بين مجهولين ومقاتلي حزب الله.

ويقول متابعون للشأن اللبناني إن البيان يظهر أن حركة أمل تضع نفسها في خدمة حزب الله الذي لا يريد أن يظهر للعلن قلقه من التطورات الأخيرة، خاصة بعد أن ارتفعت أصوات كثيرة تحذر من أن الحزب يحاول أن يرهب اللبنانيين، وأنه يخلق مناخا يمهد لحرب أهلية جديدة.

وستجد حركة أمل نفسها في خط التماس الأول في حال تطور أمر الصدامات مع القوى المسيحية بحكم الجوار الجغرافي للمنطقة التي تسيطر عليها في بيروت مع الرقعة التي يسكنها المسيحيون.