قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، الثلاثاء، إن القاهرة “لن تنحاز لأي طرف” في السودان الآن، زاعمًا أن الموقف المصري محايد نتيجة ما يجري هناك، بعد استيلاء الجيش على السلطة وإطاحة المدنيين.
قال شكري، الموجود حاليا في الولايات المتحدة خلال جلسة حوار مع مركز ويلسون للأبحاث، إن مصر لا تنحاز للأزمة السودانية، مؤكدا أن القاهرة لا تتدخل في الأزمة الحالية بشكل يمكن أن يساء فهمه من قبل أي شخص. حفل. .
وأضاف: “لا نتدخل أو نفعل شيئًا قد يساء فهمه من قبل أي من الأطراف أو يعتبر منحازًا، لأن وضعنا حساس بالنسبة للسودان”.
وتابع الوزير المصري: “لطالما أشرت إلى أننا نحترم إرادة الشعب ولن نتدخل بأي شكل من الأشكال في شؤونه الداخلية. ولن نقف إلى جانب طرف ضد آخر. ومهما كان تطور الأحداث فهو سوداني. الامر الذي قرره السودانيون انفسهم “.
يشار إلى أن مصر رفضت قبل أيام التوقيع على بيان مشترك مع الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية والإمارات يدعو إلى عودة الحكومة المدنية الانتقالية في السودان، الأمر الذي أثار انتقادات مبطنة من وزارة الخارجية. القاهرة.
وأضاف: “من المهم أن تسود روح الحوار بين جميع الأطراف، ونبذل قصارى جهدنا لتحقيق الاستقرار والأمن في السودان، وقد قدمنا مساعدات اقتصادية وعسكرية كبيرة خلال الفترة الماضية”.
وتطرق شكري إلى الحوار الاستراتيجي الأمريكي المصري الذي انطلق في واشنطن قبل ساعات، قائلا إن عقد هذا الحوار بعد انقطاع منذ عام 2015 يشير إلى الأهمية التي يوليها الجانبان للعلاقات الأمريكية المصرية.
وأضاف: “تناولنا ملف حقوق الإنسان خلال الحوار الاستراتيجي، وأظهرنا رغبتنا في حوار صحي في هذا الصدد، ليس فقط مع واشنطن، ولكن مع شركائنا الدوليين الآخرين”.
واعترف شكري بوجود عيوب في جوانب ملف حقوق الإنسان في مصر، لكنه زعم أن هذا الخلل “موجود في كل مكان وليس في القاهرة فقط”.
وانتقد الوزير المصري سرا، حكومة الوحدة الوطنية الليبية، قائلا إنها تحاول توسيع صلاحياتها رغم وجودها لغرض معين، كاشفا أنه سيتوجه إلى فرنسا، بعد مغادرة الولايات المتحدة، لبحث الملف الليبي هناك. .
وأعرب عن أمله في إجراء الانتخابات الليبية في موعدها.
وبشأن الصراع العربي الإسرائيلي، دعا شكري دولة الاحتلال إلى الاستفادة من اتفاقيات التطبيع التي وقعتها مع دول الخليج والعربية (الاتفاقيات الإبراهيمية) للدخول في حوار مع الفلسطينيين من أجل تحقيق السلام.
وحول الأوضاع في سوريا قال “شكري” إن مصر تعتبرها شديدة الاضطراب.
وتطرق الوزير المصري إلى محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي “مصطفى الكاظمي”، قبل أيام، واصفا إياها بـ “الهجوم الحقير”، معتبرا أنها تدل على استمرار هشاشة الوضع الأمني في العراق.
وأوضح أن القاهرة تركز حاليا على التعاون الاقتصادي مع بغداد، مشيرا إلى أن العراق يحتاج حاليا إلى دعم خاصة في موضوع إعادة الإعمار.
انطلق، الاثنين، الحوار الاستراتيجي بين مصر والولايات المتحدة في واشنطن، بحضور وزيري خارجية البلدين، ويتناول العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية.
وصرحت الخارجية الأمريكية، مؤخرًا، في بيان، إن بلينكين سيستقبل نظيره المصري سامح شكري والوفد المرافق له في العاصمة الأمريكية واشنطن يومي 8 و 9 نوفمبر الجاري. بهدف إجراء حوار استراتيجي بين البلدين.
وذكرت الوزارة أنه “في افتتاح الحوار الاستراتيجي بين البلدين، من المقرر مناقشة القضايا الدولية والإقليمية وحقوق الإنسان والتعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية والقضائية والأمنية والتعليمية والثقافية”.
وسيشارك مسؤولون كبار من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ووزارة الدفاع الأمريكية في الحوار الاستراتيجي بين البلدين، وسيلي الاجتماع تصريحات لوزيري الخارجية، بحسب البيان ذاته.