اعتبرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي “مصطفى الكاظمي” تراجعت بشكل مفاجئ عن الميليشيات العراقية المرتبطة بإيران التي تعتبر المشتبه به الأول في تلك المحاولة رغم نفيها و أن من طهران.
وصرح الكاتب البارز “ديفيد اغناطيوس”، في مقال نشرته الصحيفة، إن نتائج محاولة اغتيال “الكاظمي” لها قوة غير مسبوقة، وأضعفت موقف الميليشيات المرتبطة بإيران، والتي لم تكن تخطط لاغتيال “الكاظمي”. لتمكينه من ولاية ثانية في رئاسة الوزراء يبدو أنها أصبحت شبه مضمونة لـ “الكاظمي” بعد هذه المحاولة.
وأضاف أن تداعيات هجوم بغداد تم تلخيصها في رسالة بالبريد الإلكتروني من رندة سليم، مديرة إدارة حل النزاعات في معهد الشرق الأوسط، التي قالت: “هناك الكثير من الأدلة العرضية التي تشير إلى الجماعات المسلحة العراقية المدعومة من قبل”. إيران وهم الذين نظموا الهجوم. لكنها ارتدت عليهم سلبا “. كانت خطوة حمقاء تعبر عن قصر نظر، وحققت عكس ما كانوا يهدفون إليه، وهو حرمان رئيس الوزراء من ولاية ثانية. بدلا من ذلك، أكد الهجوم ولايته الثانية في المنصب.
ووصف الكاتب الكاظمي بأنه شخصية نادرة في الشرق الأوسط، حيث تحدى إيران والجماعات التي تعمل بالوكالة عنها دون أن يرمش عين.
وأوضح أنه (الكاظمي) كان في خط المرمى منذ توليه منصبه في مايو 2020، ويحاول توجيه المسار بين الولايات المتحدة وإيران.
منذ ذلك الحين، هاجمت الميليشيات المدعومة من إيران المنطقة الخضراء وتحدت المسؤولين الأمنيين في حملة استفزازية.
ويقول الكاتب إن غضب الميليشيات على “الكاظمي” زاد “الحموضة في نفوس قادتها” بعد أن خسروا انتخابات الشهر الماضي التي كان الفائز فيها هو رجل الدين المتفجر “مقتدى الصدر” الذي حاول – مثل “الكاظمي” – بالابتعاد عن إيران، ووعد بعدم مغادرة العراق. تخضع لسيطرتها.
وقلل اغناطيوس من شأن التنديد الايراني بمحاولة اغتيال الكاظمي، مشيرا الى ان طهران حاولت -كما كان متوقعا- تحميل الولايات المتحدة مسؤولية محاولة الاغتيال.
وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، إن “مثل هذه الحوادث تتفق مع مصالح الأطراف التي انتهكت استقرار وأمن ووحدة أراضي العراق خلال السنوات الـ 18 الماضية”.
ومع ذلك، وبحسب الكاتب، فإن هذا الموقف المعادي لأمريكا لن يغير الواقع حتى بين العراقيين الذين يميلون إلى الإيمان بنظريات المؤامرة.
وأضاف: “تم الكشف عن زيف الخطاب الإيراني، لأنه تم العثور على المسيرات. وإذا نجا الكاظمي، فلديه فرصة أفضل من الأسبوع الماضي لمواصلة العمل في منصبه وتعبئة الإصلاحات التي يحتاجها العراقيون بشكل عاجل”. . “
وفي وقت سابق، الثلاثاء، نقلت “رويترز” عن مسؤولين عراقيين قولهم إن إيران كانت على علم مسبق بمحاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.
واتهم مصدران أمنيان عراقيان “كتائب حزب الله” و “عصائب أهل الحق” الموالية لطهران بتنفيذ الهجوم.
واستخدمت في الهجوم على منزل الكاظمي أربع طائرات مسيرة، كل منها كانت تحمل مقذوفاً يحتوي على مواد شديدة الانفجار، قادرة على تدمير مبان ومدرعات.
وبحسب مسؤول عراقي: وهذه الطائرات من نفس نوع الطائرات بدون طيار إيرانية الصنع، واستخدمت المتفجرات هذا العام في هجمات على القوات الأمريكية في العراق، التي ألقت واشنطن باللوم فيها على المسلحين المدعومين من إيران، بما في ذلك كتائب حزب الله.
ومساء الأحد الماضي، زار قائد “فيلق القدس” التابع لـ “الحرس الثوري” الإيراني “إسماعيل قاآني” بغداد، والتقى بـ “الكاظمي”، حيث التقى قادة الفصائل المسلحة الموالية لطهران، داعياً إلى لتجنب أي تصعيد آخر للعنف.