وأشار معلق إسرائيلي إلى أن موافقة نظام الرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي” على عقد اجتماع عام لقادة الجيش المصري مع قادة عسكريين في تل أبيب، بهدف استرضاء إدارة الرئيس الأمريكي “جو بايدن”.
أشار معلق الشؤون العربية في إذاعة الجيش الإسرائيلي، جاكي هوكي، إلى أن الصورة التي تداولها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي يوم الاثنين الماضي، والتي تظهر لقاء قادة عسكريين إسرائيليين ومصريين في تل أبيب، تعد تطوراً لافتاً.
وفي تقرير نشرته صحيفة “معاريف”، أشار “هوكي” إلى أن التعاون بين القادة العسكريين المصري والإسرائيلي مستمر منذ عقود، لكنه كان بعيدًا عن الأنظار، بالنظر إلى أن الشعب المصري يرى قادة الجيش الإسرائيلي. الجيش الإسرائيلي كـ “قادة في جيش الاحتلال”.
وبحسب هوكي، فإن حرص القادة العسكريين المصريين على الظهور إلى جانب الجنرال طال كالمان المسؤول عن إدارة المواجهة مع إيران، يمثل رسالة من نظام “السيسي” إلى طهران.
وأضاف: “المصريون أرادوا أن يتحدوا الإيرانيين .. يقولون: نحن هنا جنباً إلى جنب مع الإسرائيليين ضدكم .. لكن أهم رسالة أرادوا (المصريون) إرسالها إلى واشنطن، و تقول: نحن أولادكم الطيبون “.
ولم يستبعد هوكي أن يكون كبار الضباط المصريين والإسرائيليين قد ناقشوا، في اجتماعهم في تل أبيب الأسبوع الماضي، قضية الطائرات بدون طيار التي تطورها إيران، وتقوم الآن بتزويدها بفئات مرتبطة بها، والتي بدورها تستخدمها. في عملياتها العسكرية.
وشدد الهوكي على أن ما يشير إلى دور العلاقة مع إدارة بايدن في دفع المصريين للموافقة على لقاء علني مع القادة العسكريين الإسرائيليين في تل أبيب، هو حقيقة أن هذا الاجتماع تم بالضبط في اليوم الذي وزيرة الخارجية الأمريكية. التقى “أنتوني بلينكن” بنظيره المصري. سامح شكري أعلنا خلاله استئناف الحوار الاستراتيجي بينهما بعد توقف دام ست سنوات.
وبحسب هوكي، فإن السيسي ورفاقه “لم يتمكنوا فقط من إقناع الرئيس الديمقراطي بتحسين العلاقات مع النظام، ولكن أيضًا دفعه لتجاهل سجل حقوق الإنسان في بلاد النيل”، على الرغم من قيام النظام بقمع كل من انتقده.
وأوضح أن الجهود التي يبذلها مدير المخابرات المصرية “عباس كامل” للتوصل إلى اتفاق تهدئة بين “حماس” وإسرائيل، ولقاءاته في رام الله مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، تأتي في إطار تحركات نظام السيسي. لتحسين مكانتها مع واشنطن.
وأكد أنه بغض النظر عن فرص نجاح تحركات كامل في تحقيق الهدوء في غزة، فإن النظام معني بالدرجة الأولى بتسجيل نقاط سياسية مع الأمريكيين.
أشار تقرير صدر قبل ثلاثة أيام عن معهد السياسات والاستراتيجيات التابع لمركز هرتسليا متعدد الاتجاهات، إلى التحول الكبير الذي حدث في مجالات التعاون الاقتصادي بين إسرائيل ونظام السيسي، وتحديداً في مجال الطاقة.
وبحسب التقرير الذي أعده الباحث “موشيه إلبو”، وقعت مصر وإسرائيل اتفاقا في مارس الماضي، سيتم بموجبه ربط حقل “ليفيتان” الإسرائيلي بمنشآت تسييل الغاز المصرية، وكذلك تدشين خط أرضي إلى نقل الغاز الإسرائيلي إلى مصر، إضافة إلى الحديث عن إطلاق خط أنابيب آخر بقيمة 200 مليون دولار، بهدف زيادة صادرات الغاز الإسرائيلية في ظل الأزمة العالمية.
وأشار إلى أن مسؤولين مصريين وإسرائيليين ناقشوا مؤخرا الخطوات اللازمة لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الجانبين، وتعزيز العلاقات بين رجال الأعمال، وتطوير المشاريع المشتركة، وإطلاق “الطريق الأخضر” لتسهيل إصدار تأشيرات الدخول لرجال الأعمال الإسرائيليين. إلى مصر.