تسلط صور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي المعلقة في شوارع غزة الضوء على محاولات النظام المصري استعادة دوره السياسي في الجيب الفلسطيني المحاصر.
ويسعى السيسي، عبر بوابة إعادة الإعمار، إلى لعب دور في التهدئة القائمة بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية، ومراقبة وقف إطلاق النار بين الجانبين، بحسب “فرانس برس”.
يقول عامل مصري يبلغ من العمر 30 عامًا إنه جاء إلى غزة ومعه حوالي 70 مهندسًا وعاملاً وسائق شاحنات، مضيفًا أن “تعليمات الرئيس هي إعادة بناء قطاع غزة”.
وصرح سائق شاحنة يبلغ من العمر 26 عاما: “أول مشروع ننجزه هو شارع الكورنيش”، مشيرا إلى أن “المنحة المصرية تشمل أيضا إنشاء مدينتين سكنيتين: الأولى في بيت حانون (شمال)، والأخرى. في مدينة الزهراء “قرب شاطئ البحر.
ويأتي الدعم المصري لبناء الطريق الساحلي (الكورنيش) امتداداً لطريق رئيسي يهدف إلى ربط شمال قطاع غزة وجنوبه. وشيدت قطر جزءًا منه على ساحل مدينة غزة، علمًا أن الطريق الذي تموله مصر يتطلب إزالة عشرات المنازل في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة.
ويقول الخبير الاقتصادي عمر شعبان إن رؤية السيسي تعتمد على استثمار ملايين الدولارات في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن مصر وحماس لديهما مصالح مشتركة.
ويضيف أن “القاهرة تريد الاستمرار في الإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار من خلال الانخراط في إعادة الإعمار”.
ويرى شعبان أن خيارات مصر في غزة محدودة، إذ لا تزال “حماس” تحكم القطاع بعد 4 حروب مع إسرائيل ونحو 15 عامًا من الحصار.
من ناحية أخرى، ومن أجل إعادة بناء البنى التحتية في القطاع، تحتاج “حماس” إلى مساعدات خارجية، الأمر الذي يتطلب منها الحفاظ على علاقات جيدة مع القاهرة.
معبر رفح مع مصر هو المنفذ الوحيد للعالم الخارجي الذي لا تسيطر عليه إسرائيل على عكس المنافذ الأخرى.
تشدد إسرائيل حصارها البري والبحري والجوي على القطاع بعد سيطرة حماس عليه في صيف عام 2007.
وقد أسفرت المواجهات التي استمرت 11 يومًا في مايو الماضي عن مقتل 260 فلسطينيًا، ومقتل 13 شخصًا في الجانب الإسرائيلي، وتدمير حوالي 1500 منزل، وتدمير جزئي لحوالي 60 ألف منزل فلسطيني في قطاع غزة.