التخطي إلى المحتوى

كشفت دراسة أمريكية جديدة، سر قدرة متحولة “Omicron” لفيروس “كورونا” المستجد على الانتشار بسرعة مقارنة ببقية المتحولة، من خلال تحليل بيانات التسلل الجيني لسلالتها.

وأوضحت الدراسة، التي أجراها باحثون من شركة “Neverence”، ومقرها كامبريدج بولاية ماساتشوستس بشرق الولايات المتحدة، أن متحولة “Omicron” ربما تكون قد اختلطت مع مادة وراثية من فيروس آخر يسبب الزكام الموسمي المعتاد، والذي قد يفسر انتشاره السريع مقارنة بالآخرين، ويوضح أيضًا أنه لا يصيب البشر بأعراض خطيرة، وفقًا لصحيفة واشنطن بوست.

وجد الباحثون أجزاء من الشفرة الجينية في طفرة جديدة لفيروس آخر يسبب نزلات البرد، وصرحوا إن هذه الطفرة في “أوميكرون” يمكن أن تحدث في وقت واحد في شخص مصاب بفيروس “كورونا” المستجد المعروف باسم “سارس-كوفيد-” 2 ”الذي يسبب فيروس“ Covid- 19 ”و“ H-Cove-229 ”الذي يمكن أن يسبب نزلات البرد، بحسب الدراسة.

أكد العلماء أن الشفرة الجينية المشتركة بين الفيروسين لم يتم اكتشافها في طفرات فيروس كورونا الأخرى، وأثبتوا أن فيروس “SARS-Cove-2” المسؤول عن مرض “كوفيد -19” يمكن أن يصيب المرضى المصابين أيضًا. فيروسات كورونا الأخرى.

تمهد هذه العدوى المشتركة الطريق لإعادة التركيب الفيروسي، وهي عملية يتفاعل فيها فيروسان مختلفان في نفس الخلية المضيفة أثناء عمل نسخ من أنفسهما، مما يؤدي إلى نسخ جديدة تحتوي على بعض المواد الجينية من كلا الفيروسين الأصليين.

قال فينكي سونداراجان، طبيب الهندسة الحيوية الذي شارك في تأليف الدراسة، إن الخلايا الموجودة في الرئتين والجهاز الهضمي يمكن أن تستضيف كلا النوعين من الفيروسات، مما قد يؤدي إلى تبادل المواد الجينية بينهما.

وأضاف أنه مع تطور الفيروس ليصبح أكثر قابلية للانتقال، فإنه “يفقد” بشكل عام السمات التي من المحتمل أن تسبب أعراضًا شديدة لـ “Covid-19”.

لكن سونداراجان أشار إلى أن هناك حاجة لمزيد من البيانات والتحليلات عن طفرة “أوميكرون” قبل اتخاذ القرار النهائي، مضيفًا أن التوزيع غير المتكافئ للقاحات عالميًا قد يؤدي إلى مزيد من الطفرات في فيروس “كورونا” المستجد.

وانتشرت “Omicron”، التي تم اكتشافها في جنوب إفريقيا الأسبوع الماضي، إلى جميع القارات، من كندا إلى إيطاليا، عبر اليابان وألمانيا وإسبانيا والبرتغال والمملكة المتحدة، مما دفع العديد من الدول إلى تعليق الرحلات الجوية مع جنوب إفريقيا والدول العربية. وتفرض دول أخرى في جنوب القارة إجراءات وقائية، ونصحت معظم الدول التي توفر اللقاحات لسكانها بالحصول على جرعة ثالثة.

تعتبر منظمة الصحة العالمية أن احتمال انتشار “أوميكرون” في العالم “مرتفع”، وتقر بأن الكثير من المعلومات لا تزال غير معروفة عنه، مثل شدة الإصابة، وفعالية اللقاحات الموجودة ضده، و شدة الأعراض.