التخطي إلى المحتوى

شككت صحيفة “هآرتس” العبرية في قدرة الجيش الإسرائيلي على التحرك عسكريا في مواجهة المشروع النووي الإيراني، واعتبرت أن على تل أبيب أن تسعى للتوصل إلى تفاهم مع الولايات المتحدة لمنحها “مظلة نووية” لمواجهة التهديد الايراني.

واعتبرت الصحيفة أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت ووزير الدفاع بيني غانتس ورئيس الأركان أفيف كوخافي بشأن استعدادات إسرائيل لشن هجوم عسكري على إيران “تصريحات فارغة وغير ضرورية”.

ورأى أن الأطراف المشاركة في محادثات فيينا بشأن الملف النووي الإيراني، بما في ذلك إيران وروسيا والصين والقوى الأوروبية والولايات المتحدة، تدرك عدم قدرة إسرائيل على التحرك عسكريا ضد إيران.

مظلة نووية

وأوضحت هآرتس أن المظلة النووية تدور حول ضمانات قدمتها دول ذات قدرات نووية عالية ومتقدمة للدفاع عن حليف غير نووي، مشيرة إلى أن نشر هذه المظلة من قبل الجيش الأمريكي هو آخر ضمانة للردع في مواجهة البرنامج النووي الإيراني.، وفي مواجهة خطر تطويرها لسلاح نووي يمكن أن تستخدمه لتهديد إسرائيل بانتزاع التنازلات منه.

وصرحت الصحيفة إن المظلة النووية الأمريكية تعني أن أي تهديد نووي توجهه إيران لإسرائيل، حتى لو كان تلميحًا، سيواجه تهديدًا مضادًا من قبل الولايات المتحدة باستخدام الأسلحة النووية ضد إيران، مشيرة إلى أنه بموجب مثل هذا الاتفاق. كوريا الجنوبية تواجه تهديدات كوريا الشمالية.

وتابعت: “رغم التقدم النوعي لسلاح الجو الإسرائيلي، فإن المسافة الجغرافية ستجبر الطائرات على التزود بالوقود في الجو، الأمر الذي سيبطئ العملية ويزيد من مخاطر الكشف من قبل إيران”.

وأشارت الصحيفة إلى طريق بديل يتمثل في الإقلاع من أذربيجان التي تشترك في حدود مشتركة مع إيران، لكنها شددت على أن فرص موافقة أذربيجان على إطلاق طائرات إسرائيلية لمهاجمة إيران من أراضيها ضئيلة للغاية أو معدومة.

معجزة

وأضافت أن “النجاح الإسرائيلي في مثل هذه المهمة مرتبط بحدوث معجزة أو بإرسال إسرائيل كل قواتها الجوية القتالية في مهمة عملياتية لمرة واحدة”، مؤكدة أن هذا يفقد التقدم الجوي النوعي لإسرائيل على عكس القدرات الأمريكية. يمكن أن ينفذ هجومًا على عدة ضربات ويمتد على مدى أيام. وأسابيع.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في هجوم لمرة واحدة أو ضربة قاضية إسرائيلية – بافتراض أن سلاح الجو الإسرائيلي تمكن من خداع الرادارات الإيرانية وأجهزة التتبع، سيتعين على الطائرات الهجومية الوصول وتدمير ليس فقط عشرات المنشآت التي شيدتها إيران فوقها. مساحات شاسعة (بعضها بعيد عن قدرة إسرائيل على الوصول). وسيتعين عليهم أيضًا أن يضربوا، قبل أو بالتزامن مع تدمير المنشآت النووية الإيرانية، ومراكز القيادة والسيطرة والاتصالات وأنظمة الدفاع الجوي “.

وشددت على أن “هذه مهمة معقدة وشبه مستحيلة وضخمة لقدرات إسرائيل”، مشيرة إلى أن “بعض الطائرات قد تتعرض للقصف أثناء الرحلات الجوية وقد يتعرض طياروها للقتل أو الاعتقال قبل تحقيق الأهداف”.

وأضافت الصحيفة أنه حتى من خلال تدمير المنشآت، فإن “إيران تمتلك الآن المعرفة والخطط التي لا يمكن تدميرها”، لافتة إلى أن قدرة إيران العالية على إعادة الإعمار والتأهيل ؛ وصرح “من المؤسف أن عشرات المليارات من الشواقل تنفق على تدريب سلاح الجو على هجوم لن يحدث”.

واعتبرت أن “عملية عسكرية إسرائيلية ضد إيران ستقابل إدانة دولية كاسحة وقاسية قد تصل إلى حد فرض عقوبات على إسرائيل، والأسوأ من ذلك أنها ستعطي إيران الشرعية لإعادة تأهيل برنامجها النووي، وهذه المرة ستفعل إيران ذلك. الإسراع في تطوير أسلحة نووية، وهو الأمر الذي امتنعت عنه “. يومنا هذا”.