أفاد مسؤولون في شركات لإنتاج وتوريد الحديد، بأن جائحة «كورونا» لها انعكاسات كبيرة على قطاع الحديد، الذي سجلت أسعاره ارتفاعات متتالية منذ بداية العام الجاري، بضغط من الزيادات التي فرضتها متغيرات الجائحة على كلفة الشحن والمواد الخام.
وأشاروا، لـ«الإمارات اليوم»، على هامش فعاليات «مؤتمر الشرق الأوسط للحديد والصلب 2021»، الذي أنهى أعماله أخيراً في دبي، إلى أن «الجائحة» انعكست على زيادة كلفة الشحن والخدمات اللوجستية على المستوى العالمي، كما تسببت في تراجع عمليات الإنتاج للمواد الخام عالمياً، وهو ما أسهم في زيادات بنسب متباينة في أسعار الحديد، لافتين إلى أنه من المتوقع أن تبدأ أسعار الحديد في الاستقرار خلال الفترات المقبلة بدعم من وفرة المعروض.
أسعار الحديد
وتفصيلاً، قال سكرتير عام لجنة منتجي الحديد في الإمارات، ونائب الرئيس الأول للتسويق في شركة «حديد الإمارات»، محمد سالم العفاري، إن «أسعار الحديد ولا سيما حديد التسليح، سجلت ارتفاعات متباينة ومتتالية منذ بداية العام الجاري، على المستوى العالمي، تحت ضغوط المتغيرات التي فرضتها جائحة كورونا، والتي انعكست على زيادة كلفة الخدمات اللوجستية والشحن وارتفاع أسعار المواد الخام، وهو ما أدى بدوره لزيادة أسعار الحديد»، لافتاً إلى أن «الأسعار العالمية لحديد التسليح راوحت خلال بداية العام الجاري بين 600 و625 دولاراً للطن، وسجلت بعدها زيادات متتالية حتى وصلت لذروة ارتفاعها إلى 840 دولاراً للطن (بنسبة زيادة بلغت 34.4%)، ووصلت أخيراً إلى حدود تقارب 725 دولاراً للطن، وقاربت مؤشراتها في الأسواق المحلية نحو 2550 درهماً للطن (695 دولاراً) خلال الفترة الأخيرة».
وأضاف أن «مؤشرات أسعار الحديد هي مؤشرات لحظية تتغير وفق أسعار البورصات العالمية»، لافتاً إلى أن «الجائحة تسببت في ارتفاع كلفة الإنتاج للمواد الخام على المستويات العالمية، وعودة الطلب عقب فترات ذروة الجائحة خلال النصف الأول من العام الجاري، مما أسهم في زيادة أسعار الحديد».
وأوضح العفاري، أن «الأسواق المحلية شهدت نمواً في الطلب خلال العام الجاري وبنسب متباينة، بسبب استئناف وبدء العديد من المشروعات في الأسواق، وهو ما أسهم بدوره في زيادة عمليات الإنتاج المحلي للحديد، خصوصاً حديد التسليح من نحو 4.4 ملايين طن خلال العام الماضي ليتجاوز نحو 4.6 ملايين طن خلال العام الجاري».
ارتفاع الأسعار
وقال مدير تطوير الأعمال في شركة «صلب» لإنتاج الحديد، روهيت كانا، إن «(الجائحة) فرضت تحديات عدة على قطاع إنتاج الحديد، كان من أبرزها ارتفاع الأسعار بنسب تجاوزت 30% منذ بداية العام الجاري، بسبب الزيادات التي شهدتها أسعار الخدمات اللوجستية من المناولة والشحن، إضافة إلى ارتفاع أسعار المواد الخام، مع تراجع عمليات الإنتاج في عدد من المصانع العالمية بسبب ظروف الجائحة». وأشار إلى أن «المواد الخام من دول مثل الصين وروسيا وأميركا شهدت زيادات تقدر بنحو 20% منذ بداية العام الجاري»، متوقعاً أن «تشهد الأسعار معدلات استقرار بالنسبة للحديد خلال بداية العام المقبل، مع بدء وفرة المعروض في الأسواق، وعودة بعض المصانع العالمية للإنتاج بنسب أكبر للمواد الخام».
الدعم الحكومي
من جهته، اعتبر الرئيس التنفيذي لشركة «كوناريس» لإنتاج الحديد والصلب، بهارات باتيا، أن «أسعار الصلب سجلت زيادة منذ نهاية العام الماضي، بعد أن أوقفت الصين الدعم الحكومي المقدم لمصانع إنتاج الصلب في البلاد»، لافتاً إلى أن «أسعار الحديد وصلت عالمياً خلال الربع الأخير من العام الماضي إلى 400 دولار للطن، وظلت تسجل ارتفاعات حتى تجاوزت 600 دولار للطن خلال الربع الأول من العام الجاري، قبل أن تستمر في تسجيل زيادات متباينة». وأضاف أن «أبرز التحديات التي فرضتها الجائحة على قطاع الحديد هي زيادة كلفة المواد الخام، والتي تحدد بشكل أساسي مع رسوم الشحن أسعار الحديد في الأسواق». وأشار الرئيس التنفيذي في شركة «الغرير للحديد والصلب»، أبوبكر حسين، إلى أن «الجائحة فرصت تأثيرات مستمرة حتى الآن على قطاع الحديد، وذلك عبر الزيادات المتتالية منذ بداية العام الجاري وحتى الوقت الراهن، على المستويات العالمية»، لافتاً إلى أن «الاستقرار في أسعار الحديد، من الاحتمالات الواردة خلال العام المقبل، لكن العودة لمعدلات الأسعار السابقة، قد تستغرق وقتاً».
• حجم الزيادة في الأسعار عالمياً تجاوز 34% منذ بداية 2021.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news