التخطي إلى المحتوى

هاجم مستوطنون إسرائيليون ما لا يقل عن 40 منزلا فلسطينيا في شمال الضفة الغربية خلال الـ 48 ساعة الماضية، مما أدى إلى إصابة العشرات، مما دفع السلطة الفلسطينية للتحذير من أن تصعيد الهجمات في الضفة الغربية “سيبقي المنطقة في دوامة من العنف”.

وشن مستوطنون إسرائيليون يومي الجمعة والسبت سلسلة من الهجمات، استخدم بعضها أسلحة نارية، على قرى فلسطينية حول مدينة نابلس في شمال الضفة الغربية، مما أدى إلى إصابة عشرات الفلسطينيين.

وأفاد شهود عيان أن مستوطنين أطلقوا النار على عدد من القرى الفلسطينية في محافظة نابلس، وأطلقوا النار على منازل في قرية برقة، شمال غرب نابلس، وأحرقوا ثكنة (بناية من الصفيح).

وفي بلدة كفر قدوم شرقي قلقيلية، قال الناشط المناهض للاستيطان “مراد اشتيوي” إن “شابين أصيبا بالأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط، فيما أصيب العشرات بالاختناق”.

كما فتح مستوطنون إسرائيليون النار على منازل فلسطينية في عدة قرى شمال الضفة الغربية.

من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا” أن مستوطنين هاجموا بلدة سبسطية شمال نابلس، وحطموا عددًا من الآليات الفلسطينية ومحل تصليح سيارات قرب مدخل البلدة.

وأشارت إلى أن مستوطنين اعتدوا على منزل فلسطيني في بلدة “قريوت” جنوب نابلس، مما أدى إلى إصابة صاحبه بجروح.

وصرح غسان دغلس، المسؤول عن ملف الجدار والمستوطنات شمال الضفة الغربية، إن اعتداءات المستوطنين “تركزت في عدة قرى في محافظة نابلس”.

وأضاف: “هاجم المستوطنون 25 منزلاً في بلدة برقة (جنوب غربي المدينة) و 5 منازل أخرى في قرية سبسطية (شمال المدينة)”.

وأوضحت المديرية العامة للديمقراطية أن “10 منازل أخرى هاجمها مستوطنون في قرية دير شرف (شمال المدينة) وقرى قريوت وقصرى واللبان جنوب المدينة”.

وأشار إلى أن “المستوطنين استخدموا في اعتداءاتهم الأسلحة والحجارة والعصي”.

قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني (غير حكومية)، إن أطقمها تعاملت مع 72 إصابة في قرى بيتا وبيت دجن وبرقة بمحافظة نابلس.

من جهتها، دعت الرئاسة إلى تحرك دولي لوقف هذه الاعتداءات، قائلة إن “إرهاب المستوطنين يتزايد بشكل يومي بتشجيع وحماية حكومة الاحتلال الإسرائيلي”.

وأضافت: “لن ينعم أحد بالاستقرار إذا لم ينعم به الشعب الفلسطيني، وهذه الممارسات ستبقي المنطقة في دوامة من العنف”.

كما حملت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان لها الحكومة الإسرائيلية ورئيس وزرائها نفتالي بينيت المسؤولية الكاملة والمباشرة عن عنف المستوطنين وإرهابهم.

ودعت وزارة الخارجية الفلسطينية الأمم المتحدة إلى تفعيل نظام الحماية الدولية لشعبها، ودعت الإدارة الأمريكية للضغط على إسرائيل لوقف إرهاب المستوطنين وجرائمهم بحق الفلسطينيين العزل.

وصفت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، ميشيل باشليت، في 7 كانون الأول / ديسمبر، أوضاع حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة بـ “الكارثية”، محذرة في الوقت نفسه من تداعيات ذلك على “آفاق السلام والتنمية المستدامة”.

ودعا المفوض السامي لحقوق الإنسان إلى ضرورة معالجة “الأسباب الجذرية للصراع حتى يمكن وقف دورات العنف”.

وحذرت باشليه من أن “العنف المتعلق بالمستوطنين وصل إلى مستويات عالية بشكل ينذر بالخطر، وسط استمرار التوترات بشأن التوسع الاستيطاني الإسرائيلي”.

بدورها، رصدت منظمة “السلام الآن” الإسرائيلية لحقوق الإنسان، في تقرير لها، الأربعاء، “زيادة ملحوظة في عنف المستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم”.

في غضون ذلك، سجل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي المحتلة 427 اعتداءً من قبل مستوطنين في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، في الفترة من كانون الثاني (يناير) إلى تشرين الثاني (نوفمبر) 2021.

تشير بيانات حركة “السلام الآن” إلى وجود حوالي 666 ألف مستوطن و 145 مستوطنة كبيرة و 140 بؤرة استيطانية عشوائية في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية.