نظّم الأرشيف الوطني، التابع لوزارة شؤون الرئاسة، ندوة بعنوان: «اللغة العربية وتحديات المنافسة اللغوية في القرن الـ21»، احتفاءً باليوم العالمي للغة العربية، وقد استهدف منها مواكبة اهتمام دولة الإمارات باللغة العربية وتعزيز مكانتها كواحد من مقومات الهوية الوطنية، ولدورها في تعزيز الانتماء للوطن والولاء لقيادته، ولأنها الوعاء المعتمد في حفظ ذاكرة الوطن.
جاءت محاور الندوة على شكل أسئلة طرحها خبير الترجمة في الأرشيف الوطني مدير الندوة، الدكتور صديق جوهر، وأجوبة جاءت على لسان كل من: الناقد الدكتور جمال مقابلة، من قسم اللغة العربية في جامعة الإمارات العربية المتحدة، والشاعرة الدكتورة عائشة الشامسي، أستاذة اللغة العربية والدراسات الإماراتية في كلية التقنية العليا في العين.
تناولت الندوة، التي تابعها عدد كبير عبر تقنيات التواصل التفاعلية، عدداً من المحاور أهمها: حدود اللغة العربية، والعلاقة بين الفصيحة واللهجات والعامية، وبينت الندوة أن أكثر من 400 مليون نسمة يتحدثون اللغة العربية حول العالم، وهي واحدة من ست لغات في منظمة اليونسكو، ودون أن ننحاز إليها لأنها لغتنا، أو نقلل من شأنها لما تواجهه من تحديات، فهي ضاربة في أعماق التاريخ، وهي تتطور وتزدهر. وعن واقعها في عصر الرقمنة وآليات وسياسات المحتوى الرقمي المعاصر كشفت الندوة أن المحتوى الرقمي للغة العربية ضئيل جداً، وهو يعادل 3% فقط من المحتوى الرقمي الآخر، فيما أن اللغات الأخرى الأقل انتشاراً لها محتوى أكثر بكثير من نسبة المحتوى الرقمي العربي، فمن يتحمل المسؤولية؟ وأعادت الندوة أسباب ضعف المحتوى باللغة العربية إلى قلة دعم وتمويل المشاريع المختصة بنشر المعارف العربية، وأن الأدوات على الإنترنت بعضها ليس معرباً، وكثير من المحتوى العربي «مجرد قص ولصق». وركزت الندوة على اهتمام دولة الإمارات باللغة العربية، في المؤسسات التعليمية، وأشادت بجهود القيادة التي تبذلها لتعزيز مكانة اللغة العربية. وتوقف المشاركون مع التقرير الأكاديمي الذي أطلقته وزارة الثقافة والشباب الإماراتية، في ديسمبر الماضي، بتوجيه من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مشيرة إلى أن هذا التقرير يُعدّ مرجعاً مهماً لصنّاع القرار؛ لما فيه من إحصاءات وبحوث تسلط الضوء على اللغة العربية وأهميتها ومستقبلها، وأهم المحاور الرئيسة التي يتألف منها هذا التقرير: الإعلام والفضاء والمكان، واستخدام اللغة العربية في الرواية المعاصرة، واللغة العربية والتكنولوجيا، واللغة العربية والترجمة، واستخدام اللغة العربية في تدريس العلوم والبحث العلمي، ومواقف الطلبة الجامعيين واعتقاداتهم حول اللغة العربية، واللغة العربية والمقاربات الأخرى، واللغة العربية والعوالم الجديدة.
وذكرت الندوة أنه قد شارك في إعداد هذا التقرير 18 جامعة حول العالم، و23 باحثاً من الدول العربية، ومؤسسات ومجامع لغوية، وشركات تقنية.
«العربية» السادسة عالمياً
عن صلة اللغة العربية ببقية اللغات في عصر العولمة، وفرص ازدهارها، أشارت الندوة إلى أن اللغة العربية، وهي السادسة عالمياً في عصرنا الحاضر، من المتوقع أن تكون الرابعة عالمياً في عام 2025، ويقول أحد العلماء الفرنسيين إن في العالم الآن 7000 لغة، ومن المتوقع أن تبقى 50 لغة فقط على قيد الحياة في الألفية الثالثة وستكون «العربية» واحدة منها، لما لها من تاريخ واتساع وانتشار ولأنها إرث عالمي، ويذكر المشاركون في الندوة أنه حين نشأت الجامعات الأوروبية في 1490 كانت هناك مقولة خلّدها التاريخ أن من يريد دراسة الطب والعلوم فعليه أن يتقن اللغة العربية لأنها لغة العلم.
وأكدت الندوة ضرورة تعزيز مكانة اللغة العربية في التعليم والإعلام، والتطوير وإنتاج العلم، وسط العولمة التي أرخت ظلالها على العالم، مشيرة إلى أن ذلك يتحقق عبر وضع رؤى وسياسات لغوية، ودعم الإبداع، وتفعيل القراءة الإبداعية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
Share
طباعة
فيسبوك
تويتر
لينكدين
Pin Interest
Whats App