يتابع علماء الفلك ما وُصف بأنه ألمع مذنب لهذا العام، عن كثب، منذ اكتشافه لأول مرة في بداية العام 2021، وعلى الرغم من سطوعه، كان من الصعب بعض الشيء رصده بالعين البشرية على الأرض، إلا أن مركبات فضائية تابعة لوكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية، تمكنت من التقاط المذنب ليونارد، خلال رحلة تسلله المستمرة نحو النظام الشمسي الداخلي.
ووفقا لما ذكره موقع “RT“، حصلت مركبتان فضائيتان ترصدان الشمس على رؤية ممتازة للمذنب، حيث أصدرت وكالة الفضاء الأوروبية مقطعا يوم الثلاثاء يظهر فيه المذنب ليونارد، الملقب بـ “مذنب عيد الميلاد”، وهو ينطلق في الفضاء.
وعندما يقوم المذنب ليونارد، وهو كتلة من الغبار والصخور والجليد في الفضاء يبلغ عرضه نحو نصف ميل (1 كيلومتر)، بأقرب مرور له من الشمس في 3 يناير 2022، ستنتهي رحلته البالغة 40 ألف عام.
وقبل تحقيق هذا المسار، تمكن مرصد العلاقات الأرضية الشمسية التابع لوكالة ناسا، تلسكوب SECCHI / HI-2، الذي راقب المذنب منذ أوائل نوفمبر، صورة متحركة للمذنب المعروف أيضا بـ C / 2021 A1.
وتمكن المرصد من إنشاء “صورة الاختلاف” المتحركة لإبراز الاختلافات بين الإطار الحالي للمذنب والإطار السابق. وتُعد صور الفروق مفيدة في رؤية التغييرات الطفيفة في ذيل ليونارد الأيوني (مسار الغازات المتأينة المتدفقة من جسم المذنب أو النواة)، والتي تصبح أطول وأكثر إشراقا في نهاية المقطع.
كما تمكنت أداة التصوير الشمسي المداري الشمسي (SoloHi) الموجودة على المركبة الفضائية Solar Orbiter، التابعة لوكالة ناسا بالتعاون مع وكالة الفضاء الأوروبية، من التقاط فيديو في الفترة بين 17 و19 ديسمبر 2021، يُظهر خطوط المذنب قطريا عبر مجال الرؤية مع درب التبانة في الخلفية.
ويمكن رؤية الزهرة وعطارد أيضا في أعلى اليمين في مقطع الفيديو. وتبدو الزهرة أكثر إشراقا وتتحرك من اليسار إلى اليمين، وسيستمر SoloHI في مراقبة المذنب حتى يغادر مجال رؤيته في 22 ديسمبر 2021.
وقالت وكالة الفضاء الأوروبية في بيان “عندما سجلت SoloHi هذه الصور، كان المذنب بين الشمس والمركبة الفضائية تقريبا، وكانت ذيول الغاز والغبار موجهة نحو المركبة الفضائية”.
ومر المذنب بالقرب من الأرض في 12 ديسمبر، وكوكب الزهرة في 17 ديسمبر، ويستمر الآن في رحلته نحو الشمس، حيث سيكون في أقرب نقطة له من حضيضها، في 3 يناير 2022، (بالضبط بعد عام واحد من اكتشاف المذنب)، على بعد 90 مليون كيلومتر من نجمنا، أي أكثر بقليل من نصف المسافة التي مر بها بالقرب من الأرض. وإذا لم يتشتت، فإن مساره سوف يقذفه إلى الفضاء بين النجوم، ولن يعود أبدا.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع