خلال هذا المقال نتعرف على حكم الإنصات والاستماع لخطبة الجمعة ، يقول تعالى في كتابه الكريم:”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ” (الجمعة:9) صدق الله العظيم، يبدأ نداء الصلاة في يوم الجمعة بالآذان الذي يسبق الخطبة، حيث تعتبر خطبة الجمعة أحد أركان أو أجزاء الصلاة وفيها بعض الأحكام والآداب، خلال السطور التالية نوضح حكم الإنصات والاستماع لخطبة الجمعة كما نوضح بعض الأحكام المتعلقة بالخطبة كالكلام مع الإمام والإشارة والسلام وتشميت العاطس والصلاة على النبي أثناء الخطبة، ونوضح بعض آداب الاستماع لخطبة الجمعة، نقدم لكم مقال حكم الإنصات والاستماع لخطبة الجمعة عبر مكساوي.
حكم الإنصات والاستماع لخطبة الجمعة
- الإنصات والاستماع للخطبة واجب على المسلم ويحرم عليه الكلام أثناء خطبة الجمعة.
- يروى عن أبي هريرة رضي الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:”إذا قُلتَ لصاحبِكَ يومَ الجُمُعةِ: أنصِتْ والإمامُ يَخطُبُ، فقد لغوتَ”.
- يدل الحديث على أن الكلام أقناء خطبة الجمعة لغو حتى لو كان أمراً بالمعروف، وهو ما يدل على النهي عن اللغو أثناء الخطبة ووجوب الإنصات.
- وجبت خطبة الجمعة لتكون موعظة للناس فإذا لم ينصت الناس إليها فلا فائدة في وجوبها.
- يجب على المسلم أن ينصت لخطبة الجمعة باهتمام دون لغو أو حديث، فإنه يثاب على إنصاته إن شاء الله.
كلام الحاضرين مع الخطيب
- يجوز التحدث مع الخطيب أثناء الخطبة للحاجة والضرورة فقط وهو رأي الشافعية والمالكية والحنابلة.
- يروى عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه :”أصابتِ الناسَ سَنَةٌ على عهدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فبَينما رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَخطُبُ في يومِ الجُمُعةِ قام أعرابيٌّ، فقال: يا رسولَ اللهِ، هلَكَ المال، وجاع العِيال؛ فادعُ اللهَ لنا، فرَفَع يديه”.
- يتضح لنا من رواية أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله أقر الأعرابي الذي تحدث إليه أثناء الخطبة وأجاب طلبه بالدعاء.
- يدل موقف الرسول صلى الله عليه وسلم على جواز التحدث إلى الإمام أثناء الخطبة.
- يُحرم الحديث أثناء الخطبة لما فيه من الانشغال عنها ولكن التحدث للخطيب بما تقتضيه الحاجة لا حرمة ولا ضرر فيه ولذلك فهو جائز طالما ارتبط بحاجة ملحة ترتبط بالخطبة كطلب الدعاء.
الإشارة في الخطبة
- الإشارة أثناء الخطبة جائزة عند الحاجة وهو رأي أجمعت عليه المذاهب الأربعة وطائفة من السلف.
- يروى عن أنس رضي الله عنه:”أنَّ رجلًا دخَلَ المسجدَ والنبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَخطُبُ يومَ الجُمُعة، فقال: يا رسولَ الله، متى السَّاعةُ؟ فأشارَ الناسُ إليه أنِ اسكُتْ، فسألَه ثلاثَ مرَّاتٍ، كلَّ ذلك يُشيرونَ إليه أنِ اسكُت، فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: وَيْحَك! ما أعددتَ لها؟!”.
- من رواية انس رضي الله عنه يتضح لنا أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم ينكر على الحاضرين الإشارة للرجل الذي تحدث إليه ولذلك فإنها جائزة والله أعلم.
- كذلك فإن الإشارة تجوز في الصلاة للضرورة وبالتالي فإن جوازها في الخطبة مؤكد.
رد السلام وتشميت العاطس
- لا يجوز رد السلام أو تشميت العاطس أثناء الخطبة وهو رأي الحنفية والشافعية والمالكية.
- كما ذكرنا سابقاً فإن الرسول صلى الله اعتبر أن قول أحدهم لصاحبه أثناء الخطبة:”أنصت” من اللغو رغم كونه أمر بالمعروف، وعليه فإن باقي الكلام من اللغو أيضاً.
- يمكن رد السلام في أي وقت غير وقت الخطبة.
- يكون رد السلام فريضة إذا كان تحية وفي حالة استماع المسلم للخطبة فإنه لا يجوز له رد السلام ولا يكون جواب السلام فرضاً تماماً كما هو الحال أثناء الصلاة.
- يعد تشميت العاطس ترك لفرض الاستماع والإنصات للخطبة وليس تشميت العاطس فرضاً وعليه لا يجوز ترك الفرض لأجله.
- كذلك رد السلام ليس بفرض على المسلم في حالة الخطبة ويتم تقديم واجب الإنصات على واجب رد السلام.
الصلاة على النبي عند ذكره في الخطبة
- يجوز الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند ذكره في الخطبة وهو من الأمور المستحبة.
- الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم خاصة في يوم الجمعة أمر مستحب ويستحب للسلم أن يصلي على النبي كلما أتى ذكره صلى الله عليه وسلم.
- تعتبر الصلاة على النبي أثناء الخطبة التأمين على الدعاء ولا مانع من الصلاة على النبي إذا أتى ذكره في الخطبة.
كلام الخطيب بغير الخطبة
- يجوز الكلام للخطيب في غير الخطبة إذا اقتضت المصلحة أو الضرورة وهو رأي المذاهب الأربعة.
- يقول جابر بن عبد الله رضي الله عنه:”جاءَ رجلٌ والنبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَخطُبُ النَّاسَ يومَ الجُمُعة، فقال: أصليتَ يا فلان؟ قال: لا، قال: قُمْ فارْكَعْ”.
- من رواية جابر نرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تحدث للرجل أثناء الخطبة ليخبره بالصلاة وهو ما يوضح جواز حديث الإمام أثناء الصلاة.
ما يستثنى من تحريم الكلام
- لا يحرم الكلام قبل صعود الإمام أو بين نزوله من على المنبر وافتتاح الصلاة وهو رأي المالكية والحنابلة والشافعية وبعض الحنفية.
- في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم:”إذا قلتَ لصاحبِك: أَنصِتْ والإمامُ يخطبُ يومَ الجُمُعة، فقد لَغوتَ”، يتضح من قوله صلى الله عليه وسلم “والإمام يخطب” أن اللغو يكون في حالة الخطبة وكون الإمام يخطب فما قبلها وما بعدها إلى افتتاح الصلاة وإقامتها ليس من الخطبة.
- يأتي النهي عن الكلام لوجوب الإنصات إلى الخطبة ففي حال لم يكن الخطيب يخطب في الناس فإن الكلام يجوز والله أعلى وأعلم.
آداب استماع خطبة الجمعة
لحضور خطبة الجمعة مجموعة من الآداب التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن صحابته الكرام، وآداب الاستماع لخطبة الجمعة كما يلي:
التوقف عن اللغو والكلام
- كما ذكرنا فإن التوقف عن الكلام واللغو أثناء خطبة الجمعة واجب بحدث النبي صلى الله عليه وسلم.
- يجب على المسلم أن ينصت للخطبة ويعلم أنها للموعظة وأنها مقدمة للصلاة فلا يجوز أن يلغو فيها.
- نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الحديث واللغو أثناء الخطبة ولو كان للأمر بالمعروف كأن يأمر أحدهم صاحبه بأن يُنصت للخطبة، وعليه لا يجب على المسلم أن يتحدث أثناء الخطبة.
- الحكمة من خطبة الجمعة هي موعظة الناس فيجب على المسلم أن يدرك ما في الخطبة من مواعظ وأن ينصت باهتمام.
مواجهة الخطيب
- يجب على المسلم أن يولي الخطيب وجهه أثناء الخطبة فلا يوليه ظهره حتى وأن كان لا يراه لشيء يعيق الرؤية.
- يولي الخطيب ظهره للقبلة ووجهه للناس في الخطبة ثم يؤمهم في الصلاة فيوليهم ظهره ويولي وجهه للقبلة.
- يولي المأمومون وجههم للقبلة أثناء الخطبة ثم ُناء الصلاة فما الخطبة إلا مقدمة للصلاة، ومن حسن استماع وانصات المسلم للخطبة أن يولي وجهه للخطيب.
عدم التضييق على الآخرين
- يجب على المسلم أن لا يضيق على الآخرين عند الجلوس للاستماع للخطبة.
- لا يجب أن يمد المسلم رجله أو يتكئ فيأخذ حيزاً أكبر إلا لعذر.
- إذا كان الرجل معذوراً يحتاج لمد رجله أو الاتكاء أو وضع يديه خلف ظهره فالأولى أن يأخذ مكاناً لا زحام فيه فلا يسبب ضيقاً لغيره.
- إن لم يكن الرجل معذوراً فالأولى أن يجلس معتدلاً وأن يترك مساحة لغيره فلا يضيق عليهم.
عدم تخطي الرقاب
- لا يجب على الرجل أن يتخطى رقاب الجلوس ليصل إلى الصف الأول فإن ذلك يؤذي الآخرين ويسبب لهم الضيق.
- يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلاً أتى يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة فقال له النبي:”اجلس فقد آذيت”.
- من أراد أن يصل إلى الصفوف الأولى فالأولى به أن يذهب إلى المسجد باكراً فيسبق الناس لا أن يتخطى الرقاب ويسبب الضيق والأذى للآخرين.
إلى هنا ينتهي مقال حكم الإنصات والاستماع لخطبة الجمعة ، وضحنا خلال المقال حكم الإنصات والاستماع لخطبة الجمعة وهو واجب على المسلم، كما تحدثنا عن حكم كلام الحاضرين مع الخطب وحكم الإشارة في الخطبة وحكم رد السلام وتشميت العاطس وحكم الصلاة على النبي وحكم كلام الخطيب في غير الخطبة، كذلك وضحنا آداب الاستماع لخطبة الجمعة، قدمنا لكم مقال حكم الإنصات والاستماع لخطبة الجمعة عبر مكساوي.