يعتمد علاج الرهاب الاجتماعي على الممارسات اليومية التي يقوم بها الفرد أكثر من اعتماده على طبيب نفسي أو خطة علاجية، حيث يبدأ المضطرب بتغيير نمط حياته من خلال كسر حاجز العزلة الخاص به والتعمد النظر في عيون الآخرين أثناء الحديث معهم، كما أن ممارسة العديد من تمارين التأمل واليوجا والتدريب المستمر على إجراء المقابلات في المنزل قبل الخروج يجعل الفرد في حالة استرخاء أثناء وجوده في التجمعات، وتقل لديه أعراض التوتر والقلق وتزداد ثقته بنفسه.
علاج الرهاب الاجتماعي
يعد الرهاب الاجتماعي أكثر أنواع القلق انتشارا بين الرجال والنساء بمختلف أعمارهم، حيث تبدوا عليهم علامات التوتر والهلع والخوف عند التواجد في تجمعات بشرية، وتختلف حدة الأعراض من شخص لآخر، كما أن الرهاب يؤثر على العلاقات الشخصية والمهنية ويجعل الفرد دائما يميل للعزلة ويخشى التحدث مع الآخرين حتى لا يقيمونه بصورة سلبية.
ولا يمكن التخلص من ذلك الاضطراب إلا من خلال إخضاع الحالة للعلاج سواء الطبي أو النفسي، كما يجب أن يقوم الشخص باتباع عدة ممارسات طبيعية في حياته تساهم في زيادة الثقة بالنفس والحصول على قدر كبير من مهارات التواصل الاجتماعي، مثل التدريب على التحدث مع الآخرين وتمارين التأمل واليقظة واليوجا.
أعراض الرهاب الاجتماعي
توجد بعض العلامات البارزة التي تدل على أن ذلك الشخص مصاب باضطراب الرهاب الاجتماعي، وهذه الأعراض هي عبارة عن استجابة تلقائية للجهاز العصبي، حيث يتعامل مع المواقف الاجتماعية على أنها خطر وتهديد مادي ويجب الاستعداد لمواجهته، ومن أبرز تلك العلامات التي تظهر هي:
- تعرق الوجه وعدة مناطق مختلفة في الجسم.
- من أعراض الرهاب الاجتماعي ضيق في التنفس.
- زيادة نبضات القلب.
- الشعور بالغثيان.
- حدوث تقلصات مفاجئة في المعدة.
- الحاجة إلى دخول دورة المياه بشكل متكرر.
- ارتعاش في أطراف أصابع اليدين أو القدمين.
- جفاف في الفم.
- تأتأة في الكلام
- ميل إلى الصمت وتجنب التحدث.
- ترديد عبارات سلبية عن الذات.
- التظاهر بالانشغال.
- تجنب التواصل البصري.
- توقع أسوأ النتائج من كل موقف اجتماعي.
- تحليل جميع الأفعال والأقوال التي تتم في اللقاءات سواء الجماعية أو الفردية.
طرق علاج القلق الاجتماعي
تتعدد أساليب علاج القلق الاجتماعي، منها ما هو نفسي ومنه ما هو عن طريق إجراء بعض التمارين التي تقلل من أعراضه، وتجعل الشخص يندمج تدريجيًا في مجتمعه، ومن أبرز تلك الأساليب ما يلي:
أولًا: العلاج النفسي
يتم علاج الرهاب الاجتماعي من خلال إعداد خطة علاج معرفية سلوكية وهي قائمة على معرفة كافة الأفكار السلبية التي تداهم المضطرب بصورة مستمرة في المواقف الاجتماعية، ويتم فحصها بصورة دقيقة، ثم يتم إعداد خطة العلاج من خلال المتخصص النفسي، وتستغرق خطة العلاج من 12 إلى 16 جلسة.
وينتج عنها بناء الثقة بالنفس لدى المضطرب وإمداده بالعديد من المهارات الاجتماعية لكي يصبح قادرا على التواجد في التجمعات البشرية، ويكون بارعا في التعاملات.
ثانيًا: العمل الجماعي
يعد العمل الجماعي من أفضل وأشهر طرق علاج الرهاب الاجتماعي، والتي يحظى فيها الأفراد بنتائج ملحوظة في مدة وجيزة، حيث تجعل الفرد يخرج من العزلة ومن ثم تقل لديه الأفكار السلبية التي تراوده ويقل الخوف من التعاملات مع الآخرين بشكل تدريجي، كما أنه يبدأ باكتساب خبرات فن التعامل وكيفية التعامل مع المواقف.
ثالثًا: اليوجا
تساهم تمارين اليوجا في الاسترخاء الذهني والجسدي وتساعد على بناء الثقة بالنفس، وتتعدد وضعيات تمارين اليوجا وهي كالتالي:
1- وضع الشجرة
يتم أخذ نفس عميق ثم يقف الشخص رافعا ذراعيه لأعلى بثبات ووضع الكفين مقابلين لبعضهما البعض متلاصقين، ثم يتم الوقوف على قدم واحدة ورفع الأخرى حتى الركبة وثنيها للداخل مع إسنادها على القدم الثابتة على الأرض، ويتم التبديل بين الأقدام كل 5 دقائق.
2- وضعية الجبل
تسمى تلك الوضعية بالجبل لأن الشخص يقف فيها ثابتًا لا يتحرك، حيث تستقيم القدمان بجانب بعضهما حتى تتلامس أصابع القدم الكبرى، ويتم إرخاء الذراعين والكفين على جانبي الجسم بشكل مستقيم، وجعل الرقبة والوجه في وضع استقامة وضم الضلعين للخلف، مع أخذ نفس عميق كل بضع دقائق.
رابعًا: تمارين اليقظة
تساهم تمارين اليقظة الذهنية في التخلص من الأفكار السلبية والقلق والاكتئاب، وتعتمد تلك التقنية على قيام الشخص بأخذ نفس عميق وإخراجه ببطء عند مداهمة أفكار سلبية له، ويجب عليه التركيز على النفس الذي يستنشقه في تلك اللحظة.
كما ينصح الأخصائيون بالاستلقاء على الظهر، والساقان ممدودتان، والذراعان على جانبي الجسم في استقامة مع ظهور الكفين للأعلى، والتيقظ لكل إحساس أو فكرة تراود الشخص واستبدالها على الفور بأخرى إيجابية.
يفضل أيضًا ممارسة اليقظة التامة بالتركيز الذهني على كافة الأشياء المحيطة بالشخص ولمسها وشمها حتى في أوقات الزحام، فإن تدريب اليقظة التامة ليس مرتبطا بوقت محدد فهو متاح في كل وقت، ويفضل أيضًا تخصيص وقت باكر في الصباح لممارسة تلك التمارين، ولكي يتم الحصول على نتائج مبهرة ودائمة، يجب تطبيق تلك التمارين أو أحدهما مرة واحدة يوميًا لمدة 6 أشهر متتالية.
خامسًا: تغيير نمط الحياة
بالإضافة لطرق العلاج التي ينصح بها الأطباء والأخصائيون يجب تغيير نمط الحياة الخاص بالفرد والذي يعتمد على التالي:
- النوم مبكرًا: حيث أثبتت الأبحاث أن السهر يجعل الشخص أكثر عُرضة للإصابة بـ الاكتئاب والقلق والتوتر بمعدل 10 أضعاف.
- ممارسة رياضة المشي: ينصح بممارسة رياضة المشي خارج المنزل لمدة نصف ساعة.
- تناول الطعام وسط جماعة: يجب تخصيص مرة أسبوعيا لتناول الطعام مع مجموعة أفراد مقربين للشخص سواء في المنزل أو في مطعم.
- التواصل البصري: يجب على الفرد أن يتعمد التواصل البصري مع من يتحدثون إليه.
- تنمية المهارات: يحرص الفرد على حضور دورات تدريبية تهدف إلى بناء الثقة بالنفس وفن التعامل مع الآخرين، وقراءة كتب وسماع فيديوهات خاصة بعمليات التواصل الفعالة والتخلص من القلق والتوتر.
الاهتمام بالمظهر الخارجي
يشعر العديد من الأشخاص الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي بانعدام الثقة بالنفس والميل للعزلة بسبب شعورهم بالدونية، وأنهم أقل في المظهر الخارجي من الآخرين، لذا يحاولون الابتعاد دوما عن التجمعات، ومن هنا لا يحتاج الأمر إلى شراء المزيد من الملابس والأدوات بل يحتاج إلى التنسيق الصحيح والمختلف للملابس، والاهتمام بالنظافة الشخصية بصفة مستمرة.
سادسًا: العلاج الطبي
يلجأ بعض الأطباء إلى وصف الأدوية المضادة للاكتئاب والتي تقلل من حدة القلق والتوتر، فتجعل الفرد أكثر قدرة على التكيف مع البيئة المحيطة والتعامل مع الآخرين، وتقل لديه الأعراض الجسدية مثل الرعشة واحمرار الوجه والتأتاة في الكلام وغير ذلك، وقد تستغرق نتائج تلك الأدوية في الظهور من أسبوعين إلى شهر.
ولكن يمنع استخدامها مدة طويلة من الوقت، حتى لا ينتج عنها آثار جانبية ومضاعفات يصعب السيطرة عليها بعد ذلك، وقد تتحول مع الوقت إلى إدمان.
تتعدد طرق علاج الرهاب الاجتماعي ما بين نفسي وطبي وطبيعي، بالنسبة للنفسي فهو يتم من خلال خطة علاج سلوك معرفي، أما الطبي فيعتمد على تناول أدوية مسؤولة عن التخلص من أعراض القلق والتوتر، وبالنسبة للطبيعي فهو يشتمل على ممارسة تمارين اليقظة والتأمل.