التخطي إلى المحتوى

ينتشر متحور أوميكرون بسرعة كبيرة بحيث يشعر المرء أحيانًا كما لو أن المقاومة لا طائل من ورائها. إنه لمن المحبط سماع أخبار عن إصابة أشخاص حصلوا على اللقاح وجرعة تعزيزية بعدوى أوميكرون، على الرغم من التزامهم بارتداء الكمامات الواقية المناسبة خارج المنزل، وفقا لما ورد في تقرير نشره موقع “لايف مينت” Live Mint، ونقله موقع “العربية نت”.
من المعروف والمثبت علميًا أن لقاحات كوفيد-19 تعمل بقوة وتوفر حماية حتى ضد متحور أوميكرون.
لكن في حالات أخرى، يكون تأثير اللقاحات أضعف. ويرجع السر في هذا الوضع إلى التنوع المذهل لجهاز المناعة البشري، والذي يتم تنظيمه جزئيًا بواسطة بعض الجينات الأكثر تنوعًا في جسم الإنسان.

حماية لـ4 من كل 5 ملقحين
أظهرت دراسة حديثة، تحت إشراف “جامعة هارفارد” و”معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا” MIT، من المقرر نشرها في دورية “سيل” Cell العلمية، أن حوالي 20% ممن تم تلقيحهم بالفعل يحصلون على حصانة أقل بكثير ضد متحور أوميكرون، ولكنهم يُعتبرون أفضل حالًا من الأشخاص غير الملقحين تمامًا، ويمكن أن يفسر التباين السبب وراء أن بعض الأشخاص، الذين تم تطعيمهم بالكامل، تعرضوا للعدوى وتفاقمت حالاتهم حتى تم نقلهم لتلقي العلاج في المستشفيات خلال موجة متغير أوميكرون.
الخلايا التائية
وقام الباحثون بتحليل عينات دم من 76 متطوعًا لفحص جزء من جهاز المناعة يعرف باسم الخلايا التائية. فبينما تتضاءل الأجسام المضادة بمرور الوقت، تدوم الخلايا التائية لفترة أطول وتوفر خط دفاع ثانٍ عن طريق تحديد الخلايا المصابة وقتلها. تكون الخلايا التائية، في الأشخاص الذين حصلوا على جرعات اللقاح، مهيأة لمحاربة فيروس سارس-كوف-2 ويمكنها عادةً القضاء على العدوى في غضون يومين. ويعتبرها العديد من الخبراء الجزء الأكثر أهمية في دفاعات الجسم البشري ضد متغير أوميكرون.
خلايا “مستحثة” باللقاح
أخذ الباحثون الخلايا التائية للمتطوعين ووضعوها في مواجهة أنواع مختلفة من فيروس سارس-كوف-2 في تجارب أنبوب الاختبار. وتبين أن أربعة من بين كل خمسة أشخاص، نتج عن التطعيم خلايا تائية تعمل على التخلص من عدوى متغير أوميكرون بسهولة، كما نجحت في القضاء على المتغيرات السابقة من فيروس كورونا. لكن في واحد من كل خمسة أشخاص، كانت الخلايا التائية “المستحثة” باللقاح أقل فاعلية في القضاء على متغير أوميكرون، على الرغم من أنها تعاملت بشكل جيد ضد المتغيرات الأصلية.
ولا تعني تلك النتائج أن اللقاحات لا طائل من ورائها ضد متغير أوميكرون، كما جادل بعض المشككين في اللقاحات. بل إن اللقاحات تعد حلًا جيدًا، لأن 80% ممن يحصلون عليها يحظون بحماية جيدة. كما أن الجرعات المعززة تعتبر مهمة أيضًا، بحسب نتائج الدراسة، حيث ثبت أنها أدت إلى تحسين قدرة الجميع على مقاومة الفيروس، لكن لم تكن الاستجابة على قدم المساواة.
وأوضح الباحث الرئيسي في الدراسة وعالم المناعة غراف غايها، وهو بروفيسور في “جامعة هارفارد”، أن العدد الدقيق يمكن أن يختلف في عينة أكبر أو أكثر تنوعًا من المتطوعين، ولكن الثابت هو أن هناك مستوى معين من التباين في جهاز المناعة البشري، لأن الخلايا التائية تتخذ شكلاً مختلفًا قليلاً في جسم كل شخص، وبالتالي يتباين تفاعل بروتينات اللقاح مع الجينات الوراثية لكل شخص.بروتينات HLA
وشرح بروفيسور غايها أنه عندما تواجه خلايا جسم الإنسان بروتين سنبلة فيروس سارس-كوف-2، إما من خلال عدوى أو لقاح، فإنها ترصد أجزاء من البروتين الفيروسي في الخارج؛ ومن ثم تقوم بتحفيز جهاز المناعة لمقاومة الفيروس. تعتمد هذه العملية على بروتينات تسمى HLA، والتي يختلف ترميزها من شخص لأخر بحسب الجينات الوراثية، – إنها نفس الجينات التي يجب أن تكون متشابهة بين المتبرعين بالأعضاء والمتلقين لتجنب رفض جسم متلقي التبرع للعضو الجديد.
وأردف بروفيسور غايها موضحًا أن كل بروتينات HLA لدى كل شخص ستقوم برد فعل مختلف ضد العدوى أو اللقاح، من حيث الالتصاق بشظايا مختلفة من بروتين سنبلة الفيروس. بعبارة أخرى، تختلف طرق تحفيز جهاز المناعة ضد العدوى من شخص لآخر، سواء ضد العدوى أو عند تلقي اللقاح.مزيد من الدقة
كما يختلف بروتين سنبلة متحور أوميكرون من فيروس سارس-كوف-2 عن بروتين سنبلة الفيروس الأصلي والذي تم تصميم اللقاحات لاستهدافه ومحاربته، ولهذا تتردد بعض الأخبار التي تشير إلى أن اللقاحات “أقل فعالية” ضد متحور أوميكرون.ولكن لمزيد من الدقة فإنه يمكن القول أن اللقاحات تظل قوية وتوفر حماية كافية ضد متحور أوميكرون لنحو 80% من الملقحين، ولكنها تقدم حصانة أقل بكثير لـ20% بسبب الخلايا التائية والجينات الوراثية.ميزة وليست خللًا
وأضاف بروفيسور غايها أن التنوع في جينات HLA المنظمة للمناعة يعد ميزة، وليس خللًا، في الأنظمة المناعية، لأنه يزيد من احتمالات بقاء نوع ما على قيد الحياة من مرض معدي جديد، وهي سمة يشترك فيها الكائن البشري مع باقي الفقاريات الأخرى، بداية من بعض الأسماك ووصولا إلى الطيور.
ويمكن أن يقدم تنوع جينات HLA أيضًا دليلًا على سبب إصابة بعض الأشخاص بحالات “كوفيد طويل المدى”.
 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الحكاية ولا يعبر عن وجهة نظر مكساوي وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الحكاية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي السابق ذكرة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى