ومن هذا المسجد أعلن زعيم تنظيم داعش السابق أبو بكر البغدادي في صيف 2014، خلال ظهوره العلني الأول والوحيد “دولة الخلافة”.
ودُمر الجامع ومنارته الحدباء في يونيو (حزيران) 2017 في المعارك بين القوات العراقية، وتنظيم داعش بمتفجرات وضعها الإرهابيون داخل المسجد.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، يونسكو، في بيان الأربعاء: “بعد3 أعوام من الأعمال التحضيريّة المُكثفة، ستكون يونسكو بالشراكة مع دولة الإمارات، على أهبة الاستعداد للشروع في أعمال إعادة إعمار المئذنة الحدباء وكنيستي الساعة والطاهرة في مارس (آذار) المقبل”.
ويأتي الإعلان المشترك من يونسكو والإمارات التي تساهم في تمويل مشروع ترميم المنارة والجامع والكنيستين، بعد زيارة للموصل هذا الأسبوع لإرنستو أوتوني راميريز، مساعد المديرة العامة ليونسكو للشؤون الثقافية.
ونقل البيان عن راميريز، أن “أودري أزولاي، المديرة العامة يونسكو، ستتوجه إلى الموصل خصيصاً لاستهلال هذه الأعمال”.
أما مسجد النوري، فمن المقرّر انطلاق إعماره “بين أواخر يونيو (حزيران) وأوائل يوليو (تمّوز)”، على أن يكتمل العمل برمته بحلول نهاية 2023، حسب مسؤول في يونسكو.
وأضاف المسؤول أن “يونسكو جمعت حتى الآن 110 ملايين دولار لإحياء روح الموصل”، المشروع الذي أطلقته المنظمة في 2018 لإعادة إعمار المعالم الأثرية في ثاني كبرى مدن العراق بعدما رزحت تحت سطوة الإرهابيين 4 أعوام.
وبالإضافة إلى ترميم هذه المعالم الأثرية بـ 50 مليون دولار، يشمل المشروع، إعادة إعمار 122 منزلاً تاريخياً في البلدة القديمة، بتمويل من الاتحاد الأوروبي بـ 38.5 مليون دولار.
وأوضح المصدر أن إعادة إعمار حوالى 60 منزلاً ستُنجز في مارس (آذار) خلال زيارة المديرة العامة ليونسكو.
وأضاف “سيبدأ الوسط التاريخي في العودة إلى الحياة في الربيع”.
وعزا بيان يونسكو الفترة الطويلة التي استغرقتها الأعمال التحضيرية إلى “إزالة الألغام من المواقع الأربعة التي تكبّدت أضراراً جسيمة بسبب الألغام، والمواد الخطيرة والذخائر غير المنفجرة”.
وأضاف أنه بعد إزالة الألغام “بدأ التطهير الذي لم تقتصر على إزالة الأحجار القديمة، إذ عُثر وسط الأنقاض على قطع نفيسة يُمكن إعادة استخدامها خلال مرحلة إعادة الإعمار”.
وتضم مدينة الموصل الكثير من المعالم الأثرية المهمة.