التخطي إلى المحتوى

قبلة المسلمين الأولى قبل الكعبة المشرفة، النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يكن يستقبل الكعبة المشرفة في البداية بل كانت هناك قبلة اخرى يستقبلها هو والمسلمين، فكانت القبلة للمسلمين بأول الإسلام كانت بيت المقدس، وقد استمر في ذلك بالفترة التي كان فيها بمكة المكرمة يستقبل القبلتين الكعبة المشرفة وبيت المقدس، وعقب هجرة رسول الله للمدينة المنورة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين باستقبال القبلة نحو بيت المقدس، وفيما يلي سنتعرف على قبلة المسلمين الأولى قبل الكعبة المشرفة.

شاهد أيضا: فوائد النوم للبشرة

قبلة المسلمين الأولى قبل الكعبة المشرفة

كان بيت المقدس هو القبلة الأولى للمسلمين وفي فترة العهد الملكي كان المسلمون يصلون نحو بيت المقدس.

من أجل الامتثال لطاعة الله عز وجل فكانت قبلة المسلمين في أداء الصلوات، وكان استقبال المسلمين لبيت المقدس تنفيذا لأوامر الله عز وجل.

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمنى أن تحول قبلة المسلمين للكعبة المشرفة بدلا من بيت المقدس.

سبب تحويل القبلة إلى الكعبة

وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يتمنى ذلك لأن الكعبة المشرفة هي قبلة نبي الله إبراهيم عليه السلام، كما أنها كانت أول بيت قد وضع للناس.

ورغبة الرسول صلى الله عليه وسلم بأن تكون الأمة الإسلامية متميزة في عبادتها عن الأمم الاخرى.

وعلى الرغم من أمنية الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك الأمر إلا أنه لم يخالف أوامر الله عز وجل، وقام بالجمع بين القبلتين وهما الكعبة المشرفة وبيت المقدس.

ولكي يكون متجه لبيت المقدس ممتثلا لأوامر الله عز وجل كان يؤدي الصلاة أمام الكعبة متجها للشمال نحو بيت المقدس.

والدليل على ذلك ما ورد عن عبدالله بن العباس قال: (كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ

يُصلِّي وهو بمكةَ نَحْوَ بيتِ المقدسِ والكعبةُ بينَ يدَيهِ وبعدما هَاجَرَ إلى المدينةِ سِتَّةَ عَشَرَ

شهرًا ثم صُرِفَ إلى الكعبةِ).

تحويل القبلة

عقب هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة للمدينة المنورة بدأ رسول الله يؤسس الدولة الإسلامية وبدأ ببناء المساجد.

وظلت أمنية الرسول صلى الله عليه وسلم تراوده بأن يستقبل القبلتين كما كان يفعل بمكة المكرمة ولكنه لم يتمكن من القيام بذلك في مكة.

وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين يستقبلون بيت المقدس فقط حتى نزل

جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يزف له بشارة وتحقيق أمنية الرسول

التي طالما كان يحلم بها وهي تحول قبلة المسلمين للكعبة المشرفة، الدليل على ذلك

قول الله تعالي: {قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ

الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ۗ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ

الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ}.

وبدأ الخبر في الانتشار بين الناس ولكنه وصل لأهل قباء متأخر حيث وصل إليهم بالصباح

وعلى الفور حولوا قبلة المسلمين للكعبة المشرفة.

من الذي اكتشف اتجاه القبلة؟

كان أبو سعيد بن المعلى وصاحبه هم أول من صلوا باتجاه الكعبة المشرفة، وقد صلوا بإتجاه

القبلة عقب سماعهم للنبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب في الناس عن تغير القبلة،

ولهذا كانا من أوائل الناس الذين صلوا باتجاه القبلة، وبعد ذلك صلى رسول الله صلى الله

عليه وسلم بالناس الظهر.

وكان تغيير القبلة بنصف شهر رجب بإجماع العلماء، وذكرت بعض الأقوال بأنها كانت في نصف

شهر شعبان ولكن هذا القول كان ضعيف.

وذكر على أن أول صلاة أوديت عقب تغير القبلة كانت صلاة الظهر، وقيل أنها صلاة العصر،


المزيد من المشاركات

وقيل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي بإتجاه بيت المقدس وعقب انتهائه من

صلاة ركعتين نزل عليه جبريل عليه السلام وبشره بتحول القبلة لتكون بإتجاه الكعبة

المشرفة وعلى الفور غير الرسول عليه السلام اتجاه القبلة للكعبة واتبعه الصحابة رضوان

الله عليهم.

الهدف من تحويل القبلة

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب بأن يكون للمسلمين شخصيته المتفردة

والمتميزة، ولهذا فكان تحويل القبلة من أجل المخالفة لأعداء الإسلام بكل جوانب الحياة.

فأنزل الله عز وجل الوحي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم بتحويل القبلة للكعبة

المشرفة بدلا من بيت المقدس.

وأصبح المسلمون يتوجهون في قبلتهم لمكان واحد فقط وهو نحو الكعبة المشرفة، فالله عز

وجل لو ترك المسلمون يصلون بأكثر من قبلة لأصبح الأمر فيه فرقة للمسلمين.

فتفرق المسلمين ليس من الأمور الجيدة ولا يرضي الله عز وجل، ولهذا فالله عز وجل أعطى

المسلمين قبلة لهم تجمعهم وتوحد من صفوفهم بالرغم من اختلاف الأجناس واللهجات.

وأصبحت الكعبة المشرفة هي قبلة المسلمين بكل زمان ومكان، وبهذا أصبح المسلمين

لهم كيان واحد فقط وهدفهم هو واحد وهو عبادة الله عز وجل.

وقد بين أهل العلم كمجاهد والضحاك، والسدي، بأن تغير القبلة للكعبة المكرمة من أجل

الابتعاد عن حديث اليهود بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما شاركهم في اتجاه القبلة

فإنه من الممكن أن يشاركهم أيضا بالديانة.

ويدل أيضا تحويل قبلة المسلمين الكعبة على نقل إمامة المسلمين من بني اسرائيل

المقيمين ببيت المقدس وبلاد الشام لعرب الحجاز.

وأوضح الله عز وجل بأن تغير قبلة المسلمين الكعبة كان بمثابة تمييز بين المؤمن الحق من

المنافق، قال تعالى بكتابه العزيز: (وَما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ

الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَما كانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ

إِيمانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ).

وكان رد المؤمنون من تغير القبلة كما جاء بالقرآن الكريم، قال تعالى: (آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا)، فكان الأمر بالنسبة لهم سهل وليس صعب.

بينما من كان في قلوبهم نفاق وشك فكانوا يشككون بأوامر الله عز وجل وبالحكمة التي

شرعت لها تغيير قبلة المسلمين.

مكانة أولى القبلتين

بيت المقدس له مكانة عظيمة في قلوب المسلمين، كما أنه كان أول القبلتين، وأيضا ثالث

الحرمين الشريفين.

وكان بيت المقدس قبلة المسلمين قبل أن يأمر الله عز وجل النبي محمد صلى الله عليه

وسلم بأن يتخذ الكعبة المشرفة قبلة المسلمين في أداء الصلاة.

كما أن بيت المقدس قد عرج منه الرسول صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)