التخطي إلى المحتوى

تعد الألعاب الأولمبية الشتوية حدثا رياضيا ضخما، يُعقد حاليًا كل 4 سنوات، ويتنافس خلال مسابقاته الرياضيون لإظهار قدراتهم الخاصة على ممارسة مختلف الرياضات فوق الثلج أو الجليد.

ويعود تاريخ بدء هذه الدورات لمطلع القرن الـ20، وتحديدًا عام 1924، حيث أقيمت أول دورة ألعاب أولمبية شتوية في شاموني بفرنسا، وشهدت الدورة الأولى انطلاق 5 مسابقات أساسية؛ وهي: الزلاجة الجماعية، الكيرلنغ، هوكي الجليد، التزلج الشمالي والتزلج على الجليد.

وفيما يلي نستعرض أغرب الرياضات التي شهدتها منافسات الألعاب الأولمبية الشتوية عبر تاريخها.

التزلج بواسطة الخيول

للمفارقة، لم يكن كل متسابقي الألعاب الأولمبية الشتوية من البشر، فمثلًا؛ شهدت دورة ألعاب سانت موريتز بسويسرا عام 1928 مسابقة فريدة من نوعها، تنافست خلالها أعداد من الخيول في رياضة التزحلق على الجليد داخل البحيرة المتجمدة بالقرب من جبال الألب.

ونشأت فكرة هذه الرياضة بسبب اعتماد سكان الدول الاسكندنافية على الحيوانات في التنقل وسحب الناس عبر الجليد المنتشر في هذه البلاد.

وفي المناسبة الوحيدة التي ظهرت بها هذه الرياضة أولمبيًا، تسابق مجموعة من الرياضيين الإيطاليين والسويسريين الذين استخدموا خيول لسحبهم عبر بحيرة متجمدة في سانت موريتز. وعلى الرغم من عدم ظهور هذه الرياضة مجددًا في الأولمبياد، تظل إحدى أشهر الألعاب المتخصصة في المناطق الجليدية مثل الدول الاسكندنافية، الغرب الأمريكي وسويسرا.

شاهد أيضًا: أجمل 7 أماكن سياحية في ميونخ الألمانية للعوائل

سباق الكلاب

الألعاب الأولمبية الشتوية

في 1932، وبعد نحو 8 سنوات من تجربة الخيول، قام منظمو الألعاب الأولمبية الشتوية في نيويورك بتنظيم سباق للكلاب أيضًا.

نشأت هذه الفكرة بشكل عام في أمريكا الشمالية، وقام 13 من الرياضيين القادمين من كندا والولايات المتحدة الأمريكية في تدريب كلابهم على هذا النوع من السباقات من أجل المشاركة في ألعاب نيويورك الشتوية في ذلك العام.

خلال هذه المسابقة، قاد المتسابقون مجموعات الكلاب المكونة من 7 كلاب مدربة على قطع مسافات طويلة، ونجحوا بالفعل باجتياز مسافة تقدر بنحو 25 ميلا على يومين متتاليين، وفاز بالسباق الكندي إميل سانت جودارد، الذي قاد أسرع فريق في كلا اليومين، حيث قطع فريقه المسافة أسرع من منافسيه بنحو 8 دقائق.

شاهد أيضًا: صراخ التنس وحمالات صدر لاعبي الكرة.. أغرب الأسرار عن أشهر الرياضات

باليه التزلج

الألعاب الأولمبية الشتوية

ظهر رقص الباليه لأول مرة كرياضة في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 1988 في كالغاري بكندا، وبمساعدة أعمدة التزلج، قام 12 رجلاً و6 نساء بأداء الدوامات والقفزات وحركات الرقص والتقلبات بطريقة بهلوانية، على منحدر تزلج بحجم ملعب كرة قدم على إيقاعات موسيقية مختلفة.

قام الحكام وقتئذ بتقييم الأداء على أساس الصعوبة الفنية وتصميم الرقصات والأداء العام، وعاد رقص الباليه إلى دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في عام 1992 مجددًا، باعتباره رياضة استعراضية، قبل أن ينظم الاتحاد الدولي للتزلج آخر بطولة عالمية لباليه التزلج في عام 1999.

التزلج السريع

الألعاب الأولمبية الشتوية

تطلب التزلج السريع القليل من الوقت للشرح عندما ظهرت لأول مرة في الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 1992 في ألبرتفيل بفرنسا، نظرًا للمخاوف المتعلقة بمدى سلامة المشاركين في هذه الرياضة.

بدأ المتزلجون بالقرب من قمة الجبل، وهبطوا كالصواريخ على درجة 59 درجة في خط مستقيم بأقصى سرعة، وارتدى المتسابقون خوذات ديناميكية هوائية وملابس مطاطية وزلاجات متخصصة.

ومع ذلك، في صباح يوم المباراة النهائية، تعرض السويسري نيكولاس بوتاكاي لحدث أودى بحياته، عندما أجرى تدريبات إحمائية انتهت باصطدامه بآلة العناية بالثلج، لتختفي الرياضة مجددًا عن الأنظار للأبد.

شاهد أيضًا: أفضل 10 أماكن سياحية في “طرابزون” أجمل المدن التركية

باندي.. خليط من كرة القدم والهوكي

تعد رياضة باندي مزيجا من الهوكي وكرة القدم، وظهرت كرياضة استعراضية في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 1952 في أوسلو بالنرويج، لكن بشكل عام، يعود تاريخ نوادي الباندي المنظمة إلى إنجلترا في القرن التاسع عشر، لكن هذه الرياضة اكتسبت شعبيتها الأكبر في الدول الاسكندنافية وروسيا بعد انتشارها في أوروبا.

تتكون فرق الباندي من 11 متزلجًا يمتلكون عصيًا ذات مقبض طويل بشفرات منحنية للتعامل مع كرة صلبة، وليس قرصًا، ويوقف حراس المرمى ‑الذين يحمون شباكا بحجم كرة القدم- التسديدات باستخدام أيديهم فقط.

في أولمبياد 1952 الشتوية، لعبت الفرق التي تمثل فنلندا والنرويج والسويد دورة تنافسية، حيث حقق كل فريق فوزًا واحدًا وخسارة واحدة، وعلى الرغم من خسارتها أمام النرويج في مباراة وطنية لأول مرة منذ 25 عامًا، فقد احتلت السويد المركز الأول بناءً على الأهداف المسجلة.

دورية عسكرية

جنبًا إلى جنب مع المتزلجين والمتزلجات، شهدت دورة الألعاب الأولمبية الشتوية عام 1924 تنافس الجنود من أجل الحصول على ميدالية أولمبية.

تنافست الفرق المكونة من 4 رجال (ضابط وضابط صف واثنين من الجنود يرتدون الزي الرسمي وحقائب الظهر التي يبلغ وزنها 50 رطلاً) في إظهار مدى براعتهم في التزلج وصعود الجبال والرماية على أهداف (بالونية).

بينما كان الضباط يحملون مسدسات، أطلق أعضاء الفريق الثلاثة الآخرون 18 طلقة على فترات مختلفة على طول المسار وحصلوا على مكافآت زمنية مقابل كل إصابة.

تنافست 6 دول في مسابقة الدوريات العسكرية لعام 1924 في شامونيكس بفرنسا وفازت سويسرا بالميدالية الذهبية، وعادت الدوريات العسكرية في أعوام 1928 و1936 و1948، ولكن كرياضات توضيحية، ومع ذلك، لا يزال إرثها حيًا في رياضة البياتلون الحديث الأولمبية، وهو حدث يجمع بين التزلج الريفي على الثلج والرماية.

في النهاية، كان ذلك استعراضًا لأغرب الرياضات التي شهدتها دورات الألعاب الأولمبية الشتوية عبر تاريخها، والتي أصبحت عبارة عن إرث تفتخر به الشعوب الأصلية لهذه الرياضات.

مصدر 1مصدر 2