إن آيات القرآن الكريم وما ورد في السُنة النبوية الشريفة هو مرجع كل إنسان مسلم الذي يتضمن كافة ما يتعلق بالإسلام من أحكام وقواعد وإرشادات، فالسُنة النبوية تمثل شرحاً واضحاً وتفصيلياً لما جاء في الكثير من المسائل التشريعية التي وردت بشكل مجمل في القرآن الكريم، فالسُنة النبوية الشريفة هي كافة ما جاء عن خير الخلق محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ من قول أو فعل وتم نقلها إلينا عبر السنوات بواسطة الصحابة والتابعين، ففي اتباع السُنة النبوية قدوة حسنة، وللمزيد تابعونا في فقرات بحث عن السنة النبوية في السطور التالية من موقع مكساوي.
بحث عن السنة النبوية
إن السُنة النبوية هي جميع ما جاء على لسان النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ من قول أو فعل والتي نقلها إلينا الرواة من الصحابة والتابعين، كما تُعد السُنة النبوية درب التنوير للدروب المختلفة التي يواجهها المرء في حياته اليومية، حيثُ تمثل السُنة أهم التفسيرات التي جاءت لمضمون آيات القرآن الكريم في صدق ووضوح حيثُ أن الله ـ عز وجل ـ هو من أوحى إلى نبيه محمد بهذه الكلمات الطيبة.
مقدمة بحث عن السنة النبوية
إن السُنة النبوية قد عمدت إلى تفسير الآيات التي قد تبدو مبهمة لبعض المسلمين في القرآن الكريم، بالإضافة إلى تقييد المعنى المطلق من القرآن، كما أنها قامت بتفصيل الآيات المجملة العامة وكذلك تخصيص العام الذي جاء ذكه في القرآن الكريم.
كما جاءت السُنة النبوية الشريفة لتوضح للمسلمين عدد الصلوات، ركعاتها، أوقاتها، أركانها، فرائضها، فقد نصت السُنة النبوية على الكثير من الأحكام التي لم يرد ذكرها في القرآن الكريم، لذا لا يجب على المسلم أبداً التغاضي عن الأحاديث النبوية الشريفة وما تتضمنه من أحكام، فقد جاء فيها توضيح لما يجب على المسلم الامتثال به من أحكام وفعلها، وما يجب الانتهاء والامتناع عنه من أفعال، فالاقتداء بالسُنة النبوية هو أمر واجب، وهو الذي يقرب العبد المسلم إلى ربه.
تعريف السنة النبوية
السُنة النبوية في اللغة
- تُعرف السنة في اللغة بأنها الطريقة المسلوكة أو السيرة المتبعة، المثال الذي يتم الاقتداء به والنظر إليه، كما يتم إطلاق لفظ السنة بمعنى البيّان، حيثُ يتم التقول سّن الأمر أي بيّنه وقام بإيضاحه، كما تأتي في بعض الأحيان بمعنى بدء الأمر.
السُنة النبوية في الاصطلاح
- ويتم تعريف السنة النبوية اصطلاحاً بأنها جميع ما جاء عن خير الخلق محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ من قول أو فعل أو سيرة أو تقرير أو صفة خُلقية أو صفة خَلقية سواء كان هذا الأمر قبل البعثة النبوية أم بعدها.
السُنة النبوية عند فقهاء المسلمين وعلماء العقيدة
- وذهب فقهاء المسلمين وعلماء العقيدة إلى أن السُنة النبوية هي جميع ما دّل عليه الشرع من دون وجوب ولا افتراض ( أي أن فاعله يُثاب عليه إلا أن تاركه لا يُعاقب)، كما قالوا أن السُنة هي ما يتم إطلاقه على هدى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في أصول الدين وما كان عليه من علم وعمل وهدى في الحياة.
أنواع السنة النبوية
جاءت أنواع السُنن النبوية الواردة عن خير الخلق محمد ـ صل الله عليه وسلم ـ على النحو التالي:
السنن الفعلية
- يُقصد بالسنن الفعلية ما كان يقوم به رسول الله محمد ـ صلى الله عليه وسلم من أفعال، فقد روى الإمام مسلم عن السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: “ركعتا الفجر خير من الدنيا و ما فيها” ويُقصد هنا بالركعتين ركعتي الفجر الراتبة وهي أحد السُنن النبوية المؤكدة التي لم يتركها النبي محمد أبداً في حضوره أو سفره.
السنن القولية
- يُقصد بالسُنن القولية أقوال النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقد جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لأن أقول سبحان الله ، و الحمد الله ، و لا إله إلا الله ، و الله أكبر، أحب إلي مما طلعت عليه الشمس) ، لذا يجب الاقتداء بالنبي محمد في أقواله.
السنن التقريرية
- يُقصد بالسنن التقريرية نقل تقرير النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ على أمر قد شاهد المسلمين في عصره يفعلونه أو أخبهم بفعله، أي أنه قد أقر على الصحابة بفعل هذا الأمر حتى وإن لم يفعله هو ـ صلى الله عليه وسلم .
السنن التركية
- يُقصد بالسُنن التركية الأمور التي تركها النبي محمد ـ عليه الصلاة والسلام، وتنقسم السُنن التركية إلى نوعان:
- أولهما: تصريح الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ بأن النبي محمد قد ترك كذا وكذا ولم يقم بفعله في حياته، فقد جاء عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ : (أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يصلي على قتلى أحد و لم يغسلهم) وغيرها.
- وثانيهما: الأمور التي لم يتم نقلها أبداً عن النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ مثل ترك التلفظ بالنية ، ترك الدعاء بعد الصلاة، وغيرها من أمور.
الأمر بإتباع السنة النبوية
- أمرنا الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم في العديد من المواضع باتباع أوامر خير الخلق محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومن بينها ما جاء في سورة آل عمران حيثُ قال الله تعالى (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم).
- وورد عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : “كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى ، فقالوا : يا رسول الله ومن يأبى ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : من أطاعني فقد دخل الجنة و من عصاني فقد أبى”.
- كما جاء عن بلال الحارث المزني قال:قال صلى الله عليه وسلم “من أحيا سنة من سنتي قد أميتت بعدي فإن له من الأجر مثل من عمل بها من الناس لا ينقص ذلك من أجورهم ، ومن ابتدع بدعة لا ترضي الله و رسوله ، فإن له إثم من عمل بها من الناس لا ينقص ذلك من آثام الناس شيئاً”
مكانة السنة النبوية في التشريع
أجمع علماء المسلمين على أن السُنة النبوية الشريفة هي المصدر الثاني من مصادر التشريع في الإسلام حيثُ:
- مما يُثبت ضرورة العمل بالسنة النبوية الشريفة مع القرآن الكريم أن قول النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأفعاله هي وحي من عند الله تعالى، حيثُ قال في كتابه العزيز :(الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْأِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ).
- لتستند الآية القرآنية إلى أفعال النبي محمد دون تحديدها بالكتاب أو السنة وهذا ما يدل على أن ما يتم تحريمه في القرآن يُحرم في السُنة النبوية الشريفة، فالقرآن أرفع منزلةً من السنة إلا أنهما عند الاحتكام إليها في قضايا الدين والتشريع يكونا في نفس المنزلة.
- كما أوضح العلماء إلى أن العلاقة بين القرآن الكريم والسُنة النبوية الشريفة هي علاقة تكاملية، ففي السُنة بيّان لألفاظ القرآن الكريم ومجمله في العام أو المطلق، وكلاهما وحيّ من عند الله تعالى، وذلك ما جاء في قول رب العالمين: (وَأَنزَلنا إِلَيكَ الذِّكرَ لِتُبَيِّنَ لِلنّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيهِم وَلَعَلَّهُم يَتَفَكَّرونَ)
- ومما يدل على ضرورة اتباع الوحي والسُنة النبوية :(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً* وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً)
خاتمة بحث عن السنة النبوية
إن عقيدة المرء المسلم هي ما ترسم له منهجه الذي يتبعه في الحياة، لذا فقد أشار الله ـ عز وجل ـ إلينا بضرورة اتباع آيات القرآن الكريم وما جاء في السُنة النبوية الشريفة التي جاءت لتكون نوراً يُزيل لنا الغموض عن أمور الحياة بوحي من الله ـ عز وجل ـ وذلك حتى يصل المرء المسلم إلى الأفضل في مسعاه.
وختاماً نكون قد تعرفنا معكم على فقرات بحث عن السنة النبوية ، هذا البحث يشمل تعريف وأنواع ومكانة السنة النبوي الشريفة وجميع ما يتعلق بها من تفاصيل وللمزيد تابعونا في موقع مكساوي.