التخطي إلى المحتوى
تشارك دولة الإمارات غداً الجمعة دولة الكويت الشقيقة احتفالاتها بيومها الوطني الـ61، في تجسيد لطبيعة العلاقات الأخوية بين البلدين، التي وصلت إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية الراسخة على مختلف الصعد وفي كافة المجالات. وتعكس مشاركة الإمارات في احتفالات اليوم الوطني الخمسين للكويت الذي يصادف 25 فبراير (شباط) من كل عام، عمق العلاقات بين البلدين اللذين وحدهما الانتماء والتاريخ المشترك وتعمقت شراكتها بالتنسيق والحوار الصادق.

وتشهد الإمارات سنوياً مجموعة من الفعاليات والعروض المميزة احتفاء باليوم الوطني الكويتي التي تتضمن إضاءة عدد من أبرز معالم الدولة العمرانية بألوان علم دولة الكويت ووضع الشعارات ولافتات التهاني في مراكز التسوق في كافة إمارات الدولة، وتنظيم احتفالات ثقافية وتراثية.

وتواصل الشراكة الاستراتيجية بين الإمارات والكويت نموها السريع في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في ظل دعم ورعاية القيادة الرشيدة في البلدين، ممثلة برئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وأمير دولة الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح.

علاقات تاريخية
وتحظى الكويت بمكانة بارزة لدى القيادة في دولة الإمارات، بما يعكس عمق العلاقات التاريخية والأخوية بين البلدين.

كما يحظى دور الكويت المحوري والتاريخي في تعزيز روابط الإخوة الخليجية بتقدير عال من القيادة في دولة الإمارات التي تتطلع دائما إلى استكمال مسيرة العمل الخليجي المشترك.

ويجسد المستوى العالي للتنسيق المتبادل بين الإمارات والكويت حيال جميع القضايا الثنائية والعربية والدولية، حجم التطور في العلاقات السياسية بين الدولتين بما يخدم مصلحة الجانبين ويعزز وحدة وتماسك البيت الخليجي والعربي عموماً.

اتفاقيات
وشهدت السنوات الماضية مجموعة من الخطوات التي أسهمت في ترسيخ متانة العلاقات الثنائية بينهما والانطلاق بها نحو آفاق واسعة من التعاون والتنسيق، حيث وقع البلدان على اتفاقية إنشاء “اللجنة المشتركة” للتعاون الثنائي في 2006 في مدينة الكويت، وعقدت اللجنة عدداً من الاجتماعات التي تم خلالها التوقيع على برامج واتفاقيات عدة منها البرنامج التفعيلي في مجال البيئة 2014 – 2015، والبرنامج التنفيذي للاتفاق الثقافي والفني بين البلدين للأعوام 2013 و 2014 و 2015، كما وقع برنامج تعاون بين وزارتي خارجية البلدين في مجال التدريب الدبلوماسي والبحوث، وبروتوكول تعاون مشترك بين غرفة تجارة وصناعة الكويت واتحاد غرف التجارة والصناعة في الإمارات ، ومذكرة تعاون بين هيئة الأوراق المالية والسلع في البلدين، ومذكرة تفاهم للتعاون الصناعي، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال النفط والغاز والبتروكيماويات ومصادر الطاقات الجديدة والمتجددة، وبرنامج تنفيذي للتعاون في مجال المكتبات والثقافة والفنون بين هيئة أبوظبي للثقافة “حينذاك” والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في دولة الكويت من 2014 إلى 2017.

تعاون اقتصادي
وتبرز العلاقات الاقتصادية بين الإمارات والكويت مستوى الشراكة الراسخة بينها، إذ يؤمن البلدان بأهمية التعاون الاقتصادي والتجاري المشترك وضرورة تفعيله من خلال زيادة التبادل التجاري وتعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية في مختلف المجالات والصناعية والتجارية والاستثمارية على الصعيدين الخاص والعام.

وترتبط الإمارات والكويت بالعديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الاقتصادية والتجارية التي ساهمت في زيادة حجم الاستثمارات والتبادل التجاري بين البلدين إلى مستويات متقدمة، فقد ارتفع التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين من 7 مليارات دولار أمريكي في 2006 ليصل إلى نحو 10.5 مليارات دولار في 2019، لتحتل الكويت بذلك المرتبة الخامسة عالمياً بين أبرز وجهات الصادرات الإماراتية غير النفطية، فيما شكلت السوق الإماراتية تاسع أكبر وجهة للصادرات الكويتية على مستوى العالم.

علاقات ثقافية
ونعززت العلاقة مع تطور الثقافات والعلوم فكانت دولة الكويت سباقة بين دول الخليج في حركات التعليم والفكر، حيث نشرت العلوم والثقافة ولم تبخل بتلك العصارة الأدبية والفكرية.

وتواصل زخم العلاقات الثقافية بين البلدين حتى بعد قيام اتحاد دولة الإمارات، بتوقيع العديد من الاتفاقيات الثقافية والتربوية بينهما، معززة بتبادل الزيارات في مختلف المجالات الثقافية والتربوية بغرض الاستفادة من الخبرات، وتطوير مجالات التعاون.